المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "سواطير تم ضبطها مع سوريَّين اثنين اوقفتهما القوى الامنية اللبنانية في بكفيا" بقضاء المتن بمحافظة جبل لبنان.
الا أنّ هذا الزعم مختلق.
الحقيقة: الصورة مقتطعة من فيديو تعود آثاره الى نيسان 2024، ويظهر ضبط اسلحة مع مشتبه فيهم أوقفوا بإيبادان في نيجيريا، إثر هجوم نفذوه، وفقا لما تم تداوله. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر رجلا بلباس مموه كلباس رجال الأمن، بينما وضعت على الأرض سواطير. وقد نشرتها أخيرا حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "أوقفت القوى الأمنيه في منطقة بكفيا السوريين ج.ك و ص.ن في سياره من نوع تويوتا، وفي حوزتهما الفي ساطور سلاح ابيض. ويجري التحقيق معهم".
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة لا علاقة لها بلبنان او بالسوريين وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فبعد انتشارها وتفاعل مستخدمين معها، نشر أحد الحسابات (هنا) لقطات مصورة مماثلة تماما، قادنا البحث عنها أولا الى صفحة Sakifirst في الفايسبوك، التي نشرت فيديو (هنا) في 14 نيسان 2024، مع تعليق (ترجمة من لغة يوروبا): "المشتبه فيهم الذين هاجموا أمانة إيبادان أمس، باسم قومية يوروبا".
ويمكن مشاهدة الصورة في التوقيت 4.21 في الفيديو أدناه.
وقد نشرت حسابات عدة أخرى مشاهد مماثلة في 13- 14 نيسان 2024 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بعنوان: "القبض على عشرين من المحرضين من قومية يوروبا في ايبادان، بتهمة اقتحام أمانة أويو".
وقد نشرت مواقع اخبارية نيجيرية عدة تقارير عن توقيف "الشرطة في ولاية أويو عشرين من المحرضين المشتبه فيهم من قومية يوروبا بسبب اقتحامهم المزعوم السبت 13 نيسان 2024 لمجمع مجلس النواب الواقع بالقرب من مقر الأمانة العامة للحكومة في الولاية في إيبادان، في محاولة للاستيلاء عليه" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
وذكر بيان للشرطة انه "ضبطت مع الموقوفين ثلاث بنادق، 291 خرطوشة، 67 سيفا، 5 سترات واقية من الرصاص... 7 أحزمة، 11 زيا مموها لجيش دولة اودويا Oodua، حافلة غير مسجلة، وثلاث دراجات نارية".
وقد نشر الجيش النيجيري صورا لموقوفين في ايبادان، في 13 نيسان 2024 (هنا)، ضمن "تقرير عن هجوم على أمانة حكومة ولاية أويو في أغودي Agodi بإيبادان Ibadan، عاصمة الولاية"، فأفاد بأن "القوات العسكرية استجابت في ذلك اليوم للحادث، وواجهت أتباعا من قومية يوروبا الذين كانوا... مسلّحين بأسلحة خطيرة في باصات وعلى دراجات نارية".
واشار الى انه "عند مواجهة القوات الخاصة، اشتبك أتباع قومية يوروبا مع القوات في تبادل لإطلاق النار. ونجحت القوات، باستخدام القوة النارية المتفوقة، في إخضاع المهاجمين، الذين تراجعوا بعد ذلك في حالة من الفوضى. ونتيجة لهذا الاشتباك، تم القبض على تسعة أعضاء من المجموعة، في حين ضبطت بندقية نصف أوتوماتيكية وذخائر".
نقطة أخرى. الى جانب ان الصورة تعود الى نيجيريا، لم نعثر على اي خبر عن توقيف سوريَّين أخيرا في منطقة بكفيا بقضاء المتن في محافظة جبل لبنان، لا سيما في موقع قوى الامن الداخلي اللبنانية وحساباتها (هنا، هنا، هنا). وهذا يعني انه مختلق.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "سوطير تم ضبطها مع سوريين اثنين اوقفتهما القوى الامنية اللبنانية في بكفيا" بقضاء المتن بمحافظة جبل لبنان. في الحقيقة، الصورة مقتطعة من فيديو تعود آثاره الى نيسان 2024، ويظهر ضبط اسلحة مع مشتبه فيهم أوقفوا في إيبادان بنيجيريا إثر هجوم نفذوه، وفقا لما تم تداوله.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.