المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة تحطم طائرة في صحراء موهافي عام 1984"، في حادث تمّ تصويره يومذاك.
الا أنّ هذا الزعم مضلّل.
الحقيقة: ما تشاهدونه هو ارتطام افتعلته وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، في اطار تجربة لارتطام متحكّم فيه Controlled Impact Demonstration، في 1 كانون الاول 1984، على مدرج جُهّز لهذه الغاية على الجانب الشرقي من بحيرة روجرز دراي في صحراء موهافي، بمقاطعة كيرن في كاليفورنيا الاميركية. وقد عرض مركز أرمسترونغ لأبحاث الطيران التابع للناسا هذه المشاهد في حسابه في يوتيوب، في 31 آذار 2017. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
25 ثانية فقط. المشاهد مؤثرة، اذ تظهر لحظة ارتطام طائرة بالارض بقوة، خلال هبوطها على مدرج، قبل ان تتحول كتلة نار. وقد حاز الفيديو 7 ملايين مشاهدة حتى الساعة انطلاقا من هذا الحساب وحده في اكس، الذي كتب معه (من دون تدخل): "حوادث الطائرات التي تم تسجيلها بالفيديو عبر السنين: في عام 1984، تحطمت طائرات ناسا، من طراز بوينج 720 في صحراء موهافي".
حوادث الطائرات التي تم تسجيلها بالفيديو عبر السنين:
الا ان هذه المزاعم مضلّلة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid) وباستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، يوصلنا الى خيوط (هنا، هنا...) تقودنا الى مصدره الاصلي، مركز أرمسترونغ لأبحاث الطيران التابع لوكالة ناسا Armstrong Flight Research Center، الذي عرضه بنسخة أطول (0.46 ثانية) في حسابه في يوتيوب (هنا)، في 31 آذار 2017، بعنوان: Controlled Impact Demonstration (CID) flight video montage اي فيديو مونتاج رحلة ارتطام متحكّم فيه.
ويمكن مشاهدة المقطع في التوقيت 0.11 في الفيديو أدناه.
وشرح المركز ان "الفيديو الذي تبلغ مدته 47 ثانية، هو عرض توضيحي لارتطام متحكم فيه (CID)"، وهذا يعني ان حادث الارتطام تم افتعاله.
وفي التفاصيل، "تعاون مركز درايدن لأبحاث الطيران التابع لناسا (المعروف الآن باسم أرمسترونغ) وإدارة الطيران الفيدرالية (FAA) عام 1984 في تجربة طيران فريدة من نوعها لاختبار ارتطام طائرة بوينغ 720 باستخدام الوقود القياسي مع مادة مضافة مصممة لإخماد الحرائق. وأظهرت المادة المضافة FM-9، وهي بوليمر طويل السلسلة ذو وزن جزيئي مرتفع، عند مزجها مع وقود Jet-A، القدرة على منع الاشتعال وانتشار اللهب للوقود المنبعث في اختبارات التصادم المحاكاة".
صباح 1 كانون الاول 1984، أقلعت طائرة نقل من طراز بوينغ 720 يتم التحكم فيها عن بعد من قاعدة إدواردز الجوية بكاليفورنيا، وفقا لما ذكر المركز. وقادها عن بعد طيار أبحاث ناسا فيتزهوغ (فيتز) فولتون Fitzhugh (Fitz) Fulton من مرفق المركبات التي يتم التحكم فيها عن بعد التابع لناسا.
"وقد انطلقت الطائرة يسارا، وصعدت إلى ارتفاع 2300 قدم، ثم بدأت الهبوط على مدرج مجهّز خصيصا على الجانب الشرقي من بحيرة روجرز دراي Rogers Dry Lake. وكان الاتجاه النهائي على طول منحدر الإنزلاق الذي يبلغ 3.8 درجات تقريبا..."، و"تم تفعيل أنظمة الحصول على البيانات، وارتطمت الطائرة بالأرض... واستغرق إطفاء الحريق والدخان أكثر من ساعة".
وقال المركز ان "تلك الرحلة، التي أطلق عليها اسم عرض ارتطام متحكم فيه، توجت أكثر من عام من التحضير في مشروع بحث مشترك أجرته وكالة ناسا وإدارة الطيران الفيدرالية لاختبار فعالية الكيروسين المضاد للضباب (AMK) في ما يسمى التأثير القابل للنجاة. وقد تم تصميم الكيروسين، الذي تمت إضافته إلى وقود Jet A النموذجي، لقمع كرة النار التي يمكن أن تنجم عن الارتطام، وما يتسبب خلاله تيار الهواء بتبخر الوقود المسكوب وتحوله ضبابا".
وافاد بأنه "تم تجهيز الطائرة أيضا بمجموعة متنوعة من اختبارات البقاء على قيد الحياة الأخرى خلال الارتطام، بما في ذلك تصميمات جديدة للمقاعد، ومسجلات بيانات الرحلة، وتجهيزات المطبخ وصندوق التخزين، ومواد مقاومة للحريق في المقصورة، ونوافذ مقاومة للحريق. وتم قياس قوة الارتطام، بينما تم استخدام مجموعة كاملة من دمى اختبار التصادم خلال الرحلة".
ونشاهد بوضوح هذه الدمى في الفيديو الذي نشره المركز، اضافة الى صور نشرتها وكالة ناسا للطائرة خلال ارتطامها وبعده. كذلك، عرض المركز فيديوين آخرين لاختبار الارتطام المتحكم به يومذاك، تم تصويرهما من زوايا مختلفة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا).
كذلك، امكن العثور على لقطات قديمة أخرى وصور لهذا الاختبار (هنا، هنا، هنا).
ولم يكن المأمول ارتطام الطائرة، وفقا للمركز، بل الأبحاث التي أجراها برنامج الارتطام المتحكّم فيه وأسفرت عن بيانات جديدة حول قابلية النجاة من الارتطام، مما ساعد في إنشاء قواعد جديدة لإدارة الطيران الفيدرالية في ما يتعلق بالوقاية من الحرائق والمواد المثبطة.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.