المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "محتجين أتراكا يحرقون القنصلية الإسرائيليّة في إسطنبول" اخيراً، خلال تظاهرات مندّدة بالحرب الاسرائيلية على غزة.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو ليس حديثاً، اذ يعود الى 18 تشرين الاول 2023. ويظهر محتجين تجمعوا امام مجمع القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، تنديدا بانفجار أودى بحياة أعداد كبيرة من الفلسطينيين في المستشفى الأهلي المعمداني بغزة يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد الليلية تظهر أشخاصا تجمعوا حول مبنى، هاتفين، حارقين اشياء. وقد انتشر الفيديو أخيرا، على نطاق واسع، في مواقع اخبارية وحسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "المحتجون الأتراك يحرقون القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول".
الا ان الفيديو ليس حديثا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه يقودنا الى حسابات نشرته في 18 تشرين الاول 2023 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مع تعليق: "متظاهرون غاضبون أضرموا النار في القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، تنديدا بمجزرة المستشفى المعمداني الليلة الماضية في غزة".
Angry protesters set fire to the Israeli occupation's consulate in Istanbul to denounce the #BaptistHospital massacre last night in Gaza, which resulted in the murder of nearly a thousand Palestinian civilians. pic.twitter.com/PA3kAsmzAX
In a display of fury, angry protesters set fire to the Israeli consulate in Istanbul, Turkey, denouncing Israel's relentless airstrikes on Gaza #GazaGenocidepic.twitter.com/bxZhgVW6O0
الاربعاء 18 تشرين الاول 2023، نظم محتجون أتراك تظاهرات جديدة مناهضة لإسرائيل، فيما أعلنت تركيا الحداد ثلاثة أيام في أعقاب الانفجار الذي أودى بحياة أعداد كبيرة من الفلسطينيين في مستشفى بغزة، وفقا لما ذكرت وكالة "رويترز" (هنا).
وقال مسؤولون فلسطينيون يومذاك إن الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي المعمداني نجم عن غارة جوية إسرائيلية. غير ان إسرائيل قالت إن الانفجار كان نتيجة فشل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في إطلاق صاروخ، وهو ما نفته الحركة.
ورفع الأتراك، خلال مسيرات ليلية، الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات تندد بإسرائيل في ما لا يقل عن 12 مدينة تركية، لا سيما أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة أنقرة.
واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل ومدافع المياه لتفريق آلاف المحتجين الذين حاولوا دخول مجمع القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، أكبر المدن التركية. وقال مكتب رئيس بلدية إسطنبول إن خمسة أشخاص اعتقلوا.
وشهد ذلك الأربعاء وجودا أمنيا كبيرا حول القنصلية، حيث انتشر مئات من رجال الشرطة ونحو عشر مركبات مزودة بمدافع المياه خلف صف من الحواجز المعدنية. وأجرت الشرطة عمليات فحص لهويات من يطلبون المرور (هنا، هنا، هنا، هنا...).
وقد أمكن العثور على صور نشرتها وكالة غيتي ايماجيز Getty Images للاحتجاج يومذاك أمام القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول (هنا، هنا، هنا، هنا) في 17 تشرين الاول 2023، وتظهر فيها المعالم ذاتها للمبنى الذي يشاهد في الفيديو. وهو مبنى القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول.
واليكم مقارنة بين صورتين لـ"غيتي ايماجيز" (ادناه الى اليمين) ولقطتين من الفيديو (الى اليسار). وقد اشرنا فيها بالاحمر الى القواسم.
النتيجة: اذاً لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "محتجين أتراكا يحرقون القنصلية الإسرائيليّة في إسطنبول" اخيرا، خلال تظاهرات منددة بالحرب الاسرائيلية على غزة. في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 18 تشرين الاول 2023. ويظهر محتجين تجمعوا امام مجمع القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، تنديدا بانفجار أودى بحياة أعداد كبيرة من الفلسطينيين في المستشفى الأهلي المعمداني بغزة يومذاك.