المتداول: صورة تجمع، وفقاً للمزاعم، "الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني مع والدته".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة تجمع سليماني مع "والدة الشهيد علي شفيعي، السيدة سكينة باكزاد عبّاسي"، وفقاً لما تداولته مواقع اخبارية ايرانية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، مع سيّدة محجبة. وقد تناقلتها حسابات أخيراً بالمزاعم الآتية: "قاسم سليماني مع والدته".
- حقيقة الصورة -
الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عن الصورة يوصلنا الى مواقع اخبارية ايرانية نشرتها في آذار 2021 (هنا، هنا، هنا...)، ضمن تقرير عن "وفاة السيدة سكينة باكزاد عبّاسي، والدة الشهيد علي شفيعي"، وكيف كان سليماني يتفقدها ويهتم بأمرها (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا).
وتتناول مقالة (هنا) نشرها موقع دار الوفاء للثقافة والاعلام التابعة لتيار الوفاء الاسلامي،"الحاجة سكينة". "كانت سيّدة دؤوبة وسمراء، تغمر الروحانيّة وجودها، وهي مدعاة فخر لمدينة كرمان، هي والدة الشهيد علي شفيعي، وعملت في أفران الباطون لتربّيه".
وتنقل عنها المقالة: "في بداية الحرب كنّا، عدد من السيّدات وأنا، في مركز إسناد جبهات القتال ودعمها في كرمان، ثمّ توجّهنا إلى الخطوط الخلفيّة للجبهة وقد كنت هناك حتّى لحظة استشهاد علي.
لقد كنت إلى جانب أبناء إيران الإسلاميّة الشجعان في فيلق ثار الله، وحضرت في الجبهة منذ اندلاع الحرب حتّى اللحظة التي أعلن فيها الإمام الخمينيّ وقف إطلاق النار، وعدتُ بعدها إلى كرمان.
في بدايات الحرب، عندما كنت أخدم إلى جانب المجاهدين في الخطوط الخلفيّة للجبهة، طلب منّي الحاج قاسم سليماني أن أرافقهم إلى الجبهة وأساعد هناك. كنّا نقوم في الجبهة بكلّ شيء. كنّا نحضر في الخطوط الأماميّة حتّى الساعة الأولى بعد منتصف الليل. كذلك كنّا نعمل في المشافي وبقية الأماكن أيضاً. لقد كنت حاضرة في كلّ مكان؛ في غرب البلاد وجنوبها أيضاً. كنت موجودة في مراكز الدعم والإسناد في مختلف مناطق الجبهة الخلفيّة، كالأهواز، إيلام، قصر شيرين، شوش دانيال، آبادان، وخرّمشهر".
"لم يكن ابني يخبر أحداً عن طبيعة مهمّته بسبب إخلاصه والمسؤوليّة التي كان يتولّاها. وقال لي في آخر لقاء بيننا أنّه من الممكن أن لا يعود. بعد شهادة عليّ، رافقت الحاج قاسم سليماني والتقيت زوجة الإمام الخمينيّ".
وتفيد المقالة بأن ابن الحاجة سكينة "اللواء الشهيد علي شفيعي ولد في 9 تشرين الثاني 1966 في مدينة كرمان. وبعدما واجه صعوبات كثيرة في حياته، تمّ إرساله إلى الجبهات مع اندلاع الحرب المفروضة بصفته مسؤولاً مرافقاً، وبيده الهدايا الشعبيّة التي أرسلها الناس إلى المجاهدين، وهناك بدأت رحلته الجهاديّة. انضمّ إلى الحرس الثوري عام 1983".
و"قد استطاع عليّ، رغم صغر سنّه، ومع بروز خصال بارزة في شخصيّته كالإدارة، التدبير، الإخلاص والتأثير في الكلام، أن يصبح سريعاً أحد القادة النشطين في الجبهة والحرب، وكانت له مشاركات فاعلة في عمليّات والفجر8، كربلاء 4، وبدر. ثمّ نال فيض الشهادة بسبب إصابته في محور "أم الرّصاص" في عمليّة كربلاء 4 في كانون الثاني 1987 عندما كان يبلغ 21 عاماً ولم يكن قد مرّ على زواجه أكثر من 4 أشهر".
- صورة لسليماني مع والدته -
وللسائلين، ثمة صور لسليماني مع والدته فاطمة سليماني نشرتها وكالات ومواقع اخبارية ايرانية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
يشار الى ان سليماني اغتيل في 3 كانون الثاني 2020 باستهداف سيارته في غارة أميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي في بغداد. وصرحت السلطات الأميركية بأن الاستهداف هو عملية وقائية الهدف منها حماية الديبلوماسيين والعسكريين الأميركيين، وذلك على خلفية معلومات استخباراتية أميركية أفادت بأن الجنرال الإيراني خطط لهجمات ضد الأميركيين (هنا، هنا...).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم أن الصورة المتناقلة تظهر "الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني مع والدته". في الواقع، الصورة تجمع سليماني مع والدة الشهيد علي شفيعي، السيدة سكينة باكزاد عبّاسي، وفقاً لما تداولته مواقع اخبارية ايرانية.