النهار

"السفيرة الأميركيّة لدى بغداد مجتمعة بمسؤولين عراقيّين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"السفيرة الأميركيّة لدى بغداد مجتمعة بمسؤولين عراقيّين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتداولة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "السفيرة الاميركية لدى بغداد آلينا رومانوسكي مجتمعة بمسؤولين عراقيين". 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الصورة زائفة، مركبة. والصوة الاصلية التي تعود الى 29 كانون الثاني 2024، تظهر اجتماعاً للإطار التنسيقي. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصورة بالابيض والاسود تظهر سيدة على رأس طاولة جلس حولها رجال. وقد تكثف التشارك في الصورة أخيرا عبر حسابات ارفقتها بتعليق: "هل فيهم رجل يطردها". وارفقت بوسوم مثل طرد السفيهة واغلاق السفارة الاميركية. 
 
 
 
- مقتدى الصدر يطالب بغلق السفارة الأميركية في بغداد -
جاء تداول الصورة في وقت طالب مجددا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الثلثاء 28 ايار 2024، بغلق السفارة الأميركية في بغداد إثر قصف إسرائيلي مساء الاحد 26 منه أودى بحياة العشرات في مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).

وقال الصدر في بيان على منصة إكس "أكرر مطالبتي بطرد السفيهة الأميركية من العراق وغلق السفارة بالطرق الديبلوماسية المعمول بها دون أي إراقة دم". واعتبر أن "ذلك أشد أذى لهم وأكثر ردعاً من استعمال القوة كي لا يكون لهم حجة لزعزعة أمن العراق وشعبه"، مديناً "الإبادة الجماعية" في غزة و"قصف المخيمات في رفح".
 
من جهتها، دانت السفيرة الأميركية لدى العراق، الخميس 30 ايار 2024، هجمات طالت "شركات أميركية ودولية" في بغداد في وقت ترتفع الأصوات الداعية إلى مقاطعة شركات غربية على خلفية الحرب في غزة.

وأعلنت القوات الأمنية العراقية هجومين استهدفا بداية الأسبوع الحالي فرعين لمطعم "كي إف سي" KFC الأميركي، وعن قنابل صوتية أُلقيت فجر الخميس أمام وكيل لشركة "كتر بلر" ومعهد لغات.
 
وكتبت السفيرة آلينا رومانوسكي على منصة إكس "ندين الهجمات العنيفة الأخيرة ضد الشركات الأميركية والدولية"، داعية "الحكومة العراقية إلى إجراء تحقيق شامل وتقديم المسؤولين عن الهجمات إلى العدالة ومنع أي هجمات مستقبلية".
 
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لها سياق مختلف تماما، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي يوصلنا الى الصورة الاصلية الملونة منشورة في مواقع اخبارية، لا سيما عراقية، في 29 كانون الثاني 2024، ضمن تقارير عن "اجتماع عقده الإطار التنسيقي، الاثنين (29 منه) في مكتب محسن المندلاوي، رئيس مجلس النواب بالنيابة لمناقشة اخر التطورات السياسية والامنية في البلاد" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا ايضا...).
 
 
وأوردت وكالة الانباء  العراقية (واع) مع الصورة ان "الاطار التنسيقي أكد ضرورة حسم تشكيل الحكومات المحلية". وذكر بيان أن "الإطار التنسيقي، عقد مساء الاثنين (29 كانون الثاني 2024)، بمكتب محسن المندلاوي رئيس مجلس النواب بالنيابة، اجتماعه الاعتيادي، لمناقشة اخر التطورات السياسية والامنية في البلاد. "
 
وأفاد بأن "الاجتماع تطرق إلى ضرورة حسم تشكيل الحكومات المحلية في بغداد والمحافظات، لضمان استمرار تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين".
 
وتظهر الصورة الاصلية غياب السفيرة الاميركية لدى العراق آلينا رومانوسكي او اي سيدة أخرى. وهذا يعني اذاً ان الصورة المتناقلة زائفة، مركبة، بإضافة رومانوسكي الى رأس الطاولة ليبدو انها تترأس الاجتماعوقد استعان المفبرك بصورة اصلية لرومانوسكي منتشرة منذ اعوام عدة في مواقع اخبارية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). 
 
وهنا مقارنة بين الصورتين الاصلية (ادناه الى اليمين)، والمركبة (الى اليسار). واشرنا بالاحمر الى التلاعب الذي حصل. 
 
 
وهنا الصورة الاصلية للسفيرة رومانوسكي:
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "السفيرة الاميركية لدى بغداد آلينا رومانوسكي خلال ترؤسها اجتماعا ضمّ مسؤولين عراقيين". في الواقع، الصورة زائفة، مركبة. والصوة الاصلية التي تعود الى 29 كانون الثاني 2024، تظهر اجتماعاً للإطار التنسيقي، في غياب اي سيدة.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium