تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر غُراباً يُسقط طائرة إسرائيليّة مُسيّرة حديثاً في سماء الضفّة الغربيّة المُحتلّة. لكن هذا الفيديو منشور في العام 2021 على أنّه مصوّر في أوستراليا.
يظهر في الفيديو المتداول على موقعي أكس وفايسبوك ما يبدو أنّها طائرة مسيّرة سرعان ما ينقضّ عليها طائر أسود اللون ويُعيق حركتها. وجاء في التعليقات المرفقة "طائرة تجسّس إسرائيليّة يُسقطها غراب".
ويأتي تداول الفيديو بهذا السياق مع تواصل العمليات العسكريّة في قطاع غزّة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وبالتزامن مع الحرب في القطاع المُحاصر، زادت حدّة العنف في الضفّة الغربيّة التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967، حيث قُتل هناك 519 فلسطينياً على الأقل بنيران القوات الإسرائيلية ومستوطنين إسرائيليين، وفق مصادر رسميّة فلسطينية.
وقتل خلال الفترة ذاتها 14 إسرائيلياً في هجمات نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى معطيات إسرائيلية رسميّة.
وفي 21 أيار الماضي، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً على مخيّم جنين في الضفّة الغربيّة أسفر عن مقتل 11 شخصاً على الأقلّ، استُخدمت فيه المدرّعات والطائرات المُسيّرة.
في هذا السياق، انتشر الفيديو للطائرة المسيّرة التي يلتقطها غراب، وزعم ناشروه أنّه مصوّر في سماء مخيّم جنين في الضفّة الغربيّة.
حقيقة الفيديو
لكن ما قيل عن هذا الفيديو غير صحيح.
فالتفتيش على مشاهد ثابتة منه على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور في وسائل إعلام أوستراليّة في العام 2021، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.
ونُشر الفيديو تحديداً في أيلول من العام 2021، وقالت وسائل الإعلام الأوسترالية الناشرة له إنّه يُظهر غراباً ينقضّ على طائرة مسيّرة لشركة "وينغ" تُستخدم في توصيل الطلبات في محيط مدينة كانبيرا في ظلّ انتشار جائحة كوفيد-19.
وبالفعل، تُشبه ألوان المسيّرات التي تستخدمها شركة "وينغ" تلك الظاهرة في الفيديو المتداول.
وفي كانون الأوّل من العام نفسه، استأنفت شركة "وينغ" المشغّلة لطائرات التوصيل هذه عملها بعد انتهاء موسم تعشيش الغربان.
وشهدت أوستراليا في زمن انتشار جائحة كوفيد-19 ازدهاراً في استخدام الطائرات المسيّرة لتوصيل الطلبات للمنازل، من قهوة ووجبات طعام وأدوية، سواء في المدن أو في المناطق النائية.
خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس