النهار

"هذه درع الرسول"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: خدمة تقصي صحة الأخبار- أ ف ب
"هذه درع الرسول"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
ضمن المنشورات الرامية إلى جذب تفاعلات على حساب المشاعر الدينيّة أو الاهتمامات التاريخيّة، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورة قيل إنّها تُظهر درعاً كان النبيّ محمّد يستخدمها في حروبه التي خاضها قبل 15 قرناً في شبه الجزيرة العربيّة. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، والصورة تُظهر في الحقيقة درعا مصنوعة بعد ذلك بقرون طويلة، بحسب خبراء.
 
يظهر في المنشور ما يبدو أنّه درع تحمي صدر المحارب وبطنه، وعليها كتابات "لا إله إلا الله، محمّد رسول الله"، إضافة إلى اقتباس قرآني "نصرٌ من الله وفتحٌ قريب". وجاء في التعليقات المرفقة "هذه درع الرسول". ودعت المنشورات المستخدمين للتفاعل معها.
 
 
وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، حصدت هذه المنشورات آلاف المشاركات وعشرات آلاف التفاعلات منذ بدء التداول بها قبل تسع سنوات على الأقلّ.

إلا أن الحديث عن وجود درع كان النبيّ يستخدمها، أو اكتشاف درع من هذا القبيل، لا أثر له على أي موقع إخباريّ مرموق أو مصدر ذي صدقيّة، علماً أن خبراً كهذا من شأنه أن يثير اهتماماً كبيراً بين المسلمين والمهتمّين بالتاريخ.

فهل هذه فعلاً درع للنبيّ؟
يقول خبير الآثار الإسلامية سامح الزّهار لوكالة فرانس برس "من الناحية التاريخيّة، هذه الدرع لا تعود للنبيّ محمّد".

ويضيف هذا الباحث المصريّ الذي أصدر العديد من الكتب والدراسات حول الآثار الإسلامية "أغلب الآثار النبويّة الموجودة في المتاحف العالميّة منسوبة بالخطأ للنبيّ، إما لأسباب سياسيّة، إما تاريخيّة أو حتى ترويجيّة".

ويؤيّد ذلك المدير العام لمتحف الفنّ الإسلامي في القاهرة أحمد صيام، الذي يقول لصحافيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس في القاهرة "هذه الدّرع لا يمكن أن تكون خاصّة بالنبيّ، ولا بالعصر الإسلاميّ (الأوّل)، ولا بالجزيرة العربيّة".

وبحسب أحمد صيام، تشبه هذه الدّرع الدروع المستخدمة في العصر العثماني، علماً أن الدولة العثمانيّة قامت في القرن الرابع عشر للميلاد، بعد نحو سبعة قرون على وفاة النبيّ.

ويقول "الشكل العام للدرع يشبه بدرجة كبيرة الآثار العثمانية الموجودة بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة. وهذا الشكل يختلف تمامًا عن الآثار الحقيقية التي تمثل فترة النبي محمد".

ويرشد التفتيش عن الصورة على محرّكات البحث إلى مواقع بيع على الإنترنت قدّمت الدرع على أنّها مصنوعة في القرن التاسع عشر.

كيف يعرف الخبراء أن هذه الدرع لا تعود لزمن النبيّ؟
يقول سامح الزهّار "هذا الأمر واضح من الكتابة العربيّة الموجودة عليها. فطريقة كتابة الحروف والزخارف النباتيّة والهندسيّة على الدّرع، إضافة إلى طريقة تصنيعها وتقفيلها تؤكّد أنها لا تعود إلى الجزيرة العربيّة بأي شكل".

ويؤيّد أحمد صيام ذلك قائلاً "الفنون في زمن النبيّ كنت بسيطة بدرجة كبيرة، ولا تحوي أشكالاً فنيّة، إضافة إلى كون طريقة الكتابة آنذاك مختلفة تماماً".

ويتيح الاطّلاع على المخطوطات القرآنية الأولى، العائدة على الأرجح لزمن النبيّ أو بعده ببضع سنوات، ملاحظة الفرق بين طريقة الكتابة آنذاك، وطريقة الكتابة التي شاعت في ما بعد.
 
مخطوطة قرآنية منسوبة لزمن النبيّ ومحفوظة في لمسجد الكبير في صنعاء (AFP / MOHAMMED HUWAIS)
 
خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium