النهار

"ميلوني هدّدت روسيا بإجبارها على الاستسلام إذا لم توافق على شروط قمّة أوكرانيا"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"ميلوني هدّدت روسيا بإجبارها على الاستسلام إذا لم توافق على شروط قمّة أوكرانيا"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: تصريح منسوب الى رئيسة الوزراء الايطالية جيورجيا ميلوني جاء فيه: "إذا لم توافق روسيا على شروط القمة الدولية حول السلام في أوكرانيا، فسنجبرها على الاستسلام". 
 
الا أنّ هذا التصريح مختلق. 
 
الحقيقة: ما قالته ميلوني في خطابها أمام القمّة الدولية حول السلام في أوكرانيا التي انعقدت في سويسرا أخيراً، مختلف تماماً. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
المشاهد تظهر رئيسة الوزراء الايطالية جيورجيا ميلوني متكلمة، بينما طغى على كلامها بالانكليزية صوت مترجم. منذ ايام، تكثف التشارك في الفيديو عبر حسابات، عربية وأجنبية، أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني: إذا لم توافق روسيا على شروط قمة السلام، فإننا سنجبرها على الاستسلام". 
 
 
 
 
 
- حقيقة الفيديو - 
الا أنّ هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
ما نعرفه عن الفيديو هو انه يعود الى 16 حزيران 2024، وفقاً لما قادنا اليه البحث (مثل هنا...). ويظهر رئيسة الوزراء الايطالية جيورجيا ميلوني متكلمة امام القمة الدولية حول السلام في أوكرانيا، التي انعقدت في منتجع بورغنستوك بسويسرا، يومي 15 حزيران 2024 و16 منه. 
 
وقد نشر موقع الحكومة الايطالية فيديو خطاب ميلوني (هنا، هنا)، وخطابها كاملا بالانكليزية (هنا).
 
 
 
 
وبمراجعة هادئة للفيديو الاصلي وخطاب ميلوني، يتبين انها لم تقل ما نُسِب اليها: "إذا لم توافق روسيا على شروط قمة السلام، فإننا سنجبرها على الاستسلام".   
 
في الواقع، ما قالته (ترجمة من الانكليزية) في الجزء المتداول في شكل مضلل هو "الدفاع عن أوكرانيا يعني الدفاع عن نظام القواعد الذي يبقي المجتمع الدولي متماسكا ويحمي كل أمة. ولو لم تكن أوكرانيا قادرة على الاعتماد على دعمنا- وبالتالي كانت ستضطر إلى الاستسلام- لما كنا هنا اليوم لمناقشة الحد الأدنى من شروط التفاوض". 
 
 
وأضافت: "السلام لا يعني الاستسلام، وفقا لما يبدو ان الرئيس بوتين يقترحه في تصريحاته الأخيرة. الخلط بين السلام والإخضاع من شأنه أن يشكل سابقة خطيرة للجميع. يمثل مؤتمر اليوم مبادرة جريئة تفكك بعض الروايات، أو الدعاية. لا يمكن لأحد أن يشكك في الأهمية المطلقة للمواضيع الثلاثة المصيرية ذات الاهتمام العالمي، والتي تمت مناقشتها اليوم، السلامة النووية، الأمن الغذائي، والبعد الإنساني، لا سيما عودة الأطفال النازحين. وهي  تهمنا جميعا، وأعتقد انه، من خلال مناقشة اليوم أيضا، أن هناك الكثير الذي يمكننا أن نبنيه انطلاقا من هنا".
 
وتابعت: "لقد قامت إيطاليا بدورها دائما، وهي لا تنوي الانسحاب. ومع ذلك، يتعين علينا أن نوحد كل جهودنا الممكنة، من أجل مساعدة أوكرانيا في التطلع إلى المستقبل. وهذا بالضبط ما فعلناه في قمة مجموعة السبع برئاسة إيطاليا، حيث توصلنا للتو إلى اتفاق لتوفير نحو 50 مليار دولار أميركي من الدعم المالي الإضافي لكييف بحلول نهاية العام، والاستفادة من الإيرادات غير العادية للأصول السيادية الروسية المجمدة. وهذا إنجاز بالغ الأهمية، وهو نتيجة العمل الجماعي الرائع الذي قام به قادة مجموعة السبع".
 
وختمت خطابها قائلة: "عزيزي فولوديمير، أنا هنا لأخبرك أنه يمكنك الاستمرار في الاعتماد علينا، مهما استغرق الأمر. وسنواصل بذل كل جهد ممكن لإبقاء جميع الشركاء الدوليين منخرطين، لأنهم يعانون أيضا من العواقب العالمية لهذا الصراع. ونحن عازمون على بذل كل ما في وسعنا لتحويل مستقبل السلام والحرية لأوكرانيا واقعا" (هنا ايضا).
 
 
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن، السبت 15 منه، في افتتاح أول قمة للسلام في أوكرانيا بسويسرا، أنّه سيُقدّم اقتراحات سلام إلى روسيا ما إن تحظى بموافقة المجتمع الدولي. وقال: "حين تصبح خطة العمل على الطاولة، و(تكون) شفافة بالنسبة إلى الشعوب ويوافق عليها الجميع، سيتم إبلاغها إلى ممثلي روسيا بحيث نتمكن فعلا من وضع حد للحرب" (هنا).
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للتصريح المتناقل المنسوب الى رئيسة الوزراء الايطالية جيورجيا ميلوني، بأنه "إذا لم توافق روسيا على شروط القمة الدولية حول السلام في أوكرانيا، فسنجبرها على الاستسلام". في الواقع، ما قالته ميلوني في خطابها أمام القمّة الدولية حول السلام في أوكرانيا التي انعقدت في سويسرا أخيراً، مختلف تماما.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium