المتداول: منشور يحمل شعار قناة "الجزيرة" القطرية، زعم ان "ألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا وفرنسا والمملكة المتحدة وايطاليا واسبانيا تسحب سفراءها من لبنان".
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: قناة "الجزيرة" لم تنشر خبراً مماثلاً، والمنشور المتناقل الذي حمل شعارها زائف. كذلك لم تعلن اي من الدول المذكورة سحب سفيرها من لبنان. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
منذ يومين، تكثّف التشارك في منشور أحمر "عاجل"، حمل اسفله الى اليسار شعار قناة "الجزيرة"، وكتب عليه بالابيض "ألمانيا، النمسا، بلجيكا، هولندا، فرنسا، المملكة المتحدة، ايطاليا، واسبانيا تسحب سفراءها من لبنان". وقد استقطب اهتمام مستخدمين علقوا عليه، بينما نشر آخرون الخبر من دون شعار "الجزيرة".
- حزب الله يهدّد اسرائيل وقبرص -
جاء تداول المنشور في وقت هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الأربعاء 19 حزيران 2024، بأن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ الحزب في حال اندلاع حرب، منبهاً في الوقت نفسه قبرص من مغبّة فتح مطاراتها وقواعدها أمام اسرائيل لاستهداف لبنان.
وقال نصرالله في كلمة ألقاها خلال تأبين طالب عبدالله، القيادي البارز في صفوف حزب الله الذي قضى بنيران إسرائيلية "يعرف العدو جيداً أننا حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام (...) وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا"، مضيفاً "عليه أن ينتظرنا براً وجواً وبحراً".
وتواصل تبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" إطلاق النار عبر الحدود بعد تصاعد التهديدات بين الطرفين. وأعلن "حزب الله"، الأحد 23 حزيران 2024، أنه استهدف موقعين عسكريين في شمال إسرائيل بمسيّرات انقضاضية "رداً على اغتيال" قيادي في الجماعة الاسلامية في شرق لبنان، بعد ساعات من نشره مقطعاً مصوراً يحدد مواقع في إسرائيل مع إحداثياتها.
- حقيقة المنشور -
الا ان المنشور لا اساس له وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
في الواقع، يبيّن البحث ان قناة "الجزيرة" لم تنشر هذا المنشور العاجل (هنا، هنا، هنا). وقد عمد مفبرك الخبر الى استخدام منشورها الاصلي العاجل (هنا، هنا)، لتركيب الكلمات التي يريدها فيه، ليضيف في آخرها نقطة، لا تضيفها "الجزيرة" عادة الى منشوراتها العاجلة.
والى جانب ان "الجزيرة" لم تنشر خبرا مماثلا، كذلك لم تعلن اي من الدول المذكورة في الخبر المتناقل سحب سفيرها من لبنان.
وقد علّقت مصادر متابعة (هنا) على الخبر بأن "السفير الإيطالي في جولة سياحية شمال لبنان" (هنا). وكذلك السفير الفرنسي يتابع مهماته كالمعتاد في لبنان (هنا). ويسري الامر على سائر السفراء (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
بعد انتشار هذا الخبر المفبرك، حذر وزير الإعلام اللبناني في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري من تداول أخبار وصفها بالكاذبة. وكتب في حسابه في منصة إكس (هنا) أن هذه الأخبار الكاذبة "تندرج في إطار الحرب النفسية التي يلجأ إليها العدو الإسرائيلي ويغذّيها بمختلف الوسائل".
من جهتها، نفت السفارة الكندية في لبنان عزم كندا إجلاء رعاياها وديبلوماسييها من لبنان (هنا، هنا، هنا...). واشارت الى أن "الإجراءات التنظيمية المتعلقة بالمواطنين الكنديين في لبنان لم تشهد أي تغييرات في الآونة الأخيرة"، موضحة أن "هذه الإجراءات مطبقة منذ بداية التوترات على الحدود الجنوبية للبنان".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان قناة "الجزيرة" نشرت خبرا عاجلا يقول بأن "ألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا وفرنسا والمملكة المتحدة وايطاليا واسبانيا تسحب سفراءها من لبنان". في الواقع، المنشور زائف، مفبرك. ولم تعلن اي من الدول التي ورد اسمها في المنشور سحب سفيرها من لبنان.