في ظلّ التوتّر الناجم عن الحرب الروسية على أوكرانيا والحرب بين إسرائيل وحركة حماس انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يزعم ناشروه أنّه يظهر تدعيم المتاجر في ألمانيا بأكياسٍ من الرمل "استعداداً للحرب". إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لتجهيزات اعتياديّة لمنع تدفّق المياه إلى داخل المنشآت خلال الفيضانات التي شهدتها أخيراً مدينة باسو في جنوب شرق ألمانيا.
يُظهر الفيديو أكياساً من الرمل وُضعت على مداخل ما يبدو أنّها متاجر. وجاء في التعليق المرفق "ألمانيا تتجهّز للحرب والقادم أعظم… الحرب العالمية الثالثة على الأبواب".
يأتي انتشار هذا الفيديو بعد أن أحدثت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس صدمة كبيرة وصلت آثارها خارج الشرق الأوسط وخصوصاً إلى أوروبا، حيث يؤخذ على محمل الجدّ خطر ما يمكن أن ينجم عنها من توتر بين مختلف المجموعات، إضافة إلى التوترات الجيوسياسيّة الناجمة عن الحرب الروسيّة على أوكرانيا في عامها الثاني.
دفاعات للحدّ من الفيضانات
إلا أنّ الفيديو لا يُظهر تجهيزات للحرب، بل للفيضانات.
فبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى نسخة أوضح منه منشورة في موقع تيك توك في الثاني من شهر حزيران الحاليّ مرفقاً بتعليق "بداية شيء مخيف".
باستخدام هذا المقطع الأكثر وضوحاً، أمكن تحديد موقع تصوير الفيديو استناداً إلى أسماء المتاجر الظاهرة فيه في مدينة باسو جنوب شرق ألمانيا.
إلا أنّ الأكياس الظاهرة في هذا المقطع لا علاقة لها بالحروب، بل هي تستخدم للحدّ من تدفّق مياه الفيضانات، كما أشار كثيرون في التعليقات.
وقد نشر جهاز الإطفاء في المدينة مشاهد للتحضير للفيضان تظهر فيها أكياس الرمل.
ويظهر ضمن هذه المشاهد الشارع نفسه الذي التقط فيه الفيديو المتداول وتبدو فيه بوضوح حواجز لغلق الطريق كتب عليها بالألمانيّة "فيضان".
كذلك نشرت مواقع محلية أخرى صوراً وفيديو يظهر سكّان مدينة باسو وهم يكدّسون أكياس الرمل للتخفيف من أثر الفيضانات.
وقد وزّعت وكالة فرانس برس في 4 حزيران 2024 صوراً للشارع الظاهر في الفيديو وقد غمرته السيول.
صورة للفيضانات وسط مدينة باسو الألمانية في 4 حزيران 2024 (AFP / Michaela STACHE)
وقد غمرت المياه مساحات واسعة من وسط مدينة باسو وأعلنت المدينة الواقعة عند ملتقى نهري الدانوب حالة طوارئ بعدما فاضت مياه النهرين.
وكانت المدينة بدأت الاستعداد لمواجهة ارتفاع مياه الدانوب عندما اجتاحت الأمطار الغزيرة التي تسببت بالفيضانات، جنوب ألمانيا، حسبما أفاد رئيس بلدية باسو يورغن دوبر الصحافيين.