المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "السفينة أم.أس.سي سارة في. الإسرائيلية بعد إصابتها بصاروخ في هجوم نفذه الحوثيون اليمنيون عليها في بحر العرب" أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 17 تموز 2012. وتظهر دخاناً يتصاعد من سفينة الحاويات الألمانية أم أس سي فلامينيا MSC Flaminia، بعد انفجار على متنها. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر سفينة في البحر تصاعد منها دخان كثيف. وقد تناقلتها أخيرا حسابات، عربية وأجنبية، بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "سفينة سارة MSC الإسرائيلية بعد إصابتها بصاروخ باليستي فرط صوتي في البحر العربي".
- الحوثيّون يعلنون استهداف سفينة "إسرائيلية" في بحر العرب -
تزامن انتشار الصورة مع إعلان جماعة الحوثي اليمنية، الثلثاء 25 حزيران 2024، أنها استهدفت السفينة "أم.أس.سي سارة في. الإسرائيلية" في بحر العرب بصاروخ باليستي جديد دخل الخدمة في الآونة الأخيرة، في إعلان للمسؤولية عن هجوم وردت تقارير بشأنه في اليوم السابق، وفقا لما اوردت وكالة "رويترز" (هنا).
وقال مركز المعلومات البحرية المشترك في البحر الأحمر وخليج عدن الاثنين 24 منه إن السفينة التي ترفع علم ليبيريا، استُهدفت بصاروخ في بحر العرب، لكنها لم تصب. وأضاف أنها تعرضت للهجوم على الأرجح بسبب الاعتقاد بأنها مرتبطة بإسرائيل.
وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إن إصابة السفينة كانت "دقيقة ومباشرة". ووصف السفينة بأنها "إسرائيلية".
وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن الطاقم لم يتأذ، وأن السفينة، التي كانت تبحر على بعد 246 ميلا بحريا عن نشطون باليمن عند استهدافها، تتجه إلى مقصدها التالي.
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يضعنا امام مواقع اخبارية، بينها وكالة Getty Images، أرّختها في 17 تموز 2012، ضمن تقرير عن احتراق سفينة الحاويات أم أس سي فلامينيا MSC Flaminia في الاطلسي (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وشرحت "غيتي ايماجيز" مع الصورة "الملتقطة في 17 تموز 2012"، انها تظهر "سفينة الحاويات المسجلة في ألمانيا أم اس سي فلامينيا MSC Flaminia منكوبة، بعد انفجار على متنها...".
في 14 تموز 2012، كانت السفينة أم أس سي فلامينيا التي تملكها Reederei NSB، في رحلة روتينية من تشارلستون بالولايات المتحدة إلى بريمرهافن بألمانيا، عندما أدى انفجار هائل إلى تعطلها والتسبب بأضرار جسيمة فيها.
ومن بين أفراد الطاقم البالغ عددهم 22 فرداً على متنها، قُتل ثلاثة منهم: واحد يُعتقد أنه قُذِف إلى البحر، وتوفي آخر بعد وقت قصير من الانفجار، وتوفي ثالث متأثرا بجراحه بعد شهرين تقريبا في مستشفى في البرتغال. كذلك أصيب اثنان آخران (هنا).
وعقب الانفجار، تم إخلاؤها بمساعدة سفن أخرى كانت في الجوار. وانجرفت السفينة التي يبلغ طولها 300 متر، في شمال المحيط الأطلسي. وبحسب المعلومات، وقع على متنها انفجار ثان بالقرب من مكان الانفجار الأول في 18 منه، و"لم تتم السيطرة على الحريق حتى يوم 23 منه" (هنا، هنا).
وظلت السفينة المنكوبة، التي وُصِفت بأنها "قنبلة عائمة"، مشتعلة طوال سبعة أسابيع في المحيط الأطلسي (هنا). وفي 9 ايلول 2012، وصلت إلى فيلهلمسهافن بألمانيا بعدما وافقت السلطات على السماح لها بالرسو هناك، عقب اسابيع من الابحار قبالة السواحل الفرنسية والبريطانية (هنا، هنا ايضا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "السفينة أم.أس.سي سارة في. الإسرائيلية بعد إصابتها بصاروخ في هجوم نفذه الحوثيون اليمنيون عليها في بحر العرب" أخيرا. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 17 تموز 2012. وتظهر دخاناً يتصاعد من سفينة الحاويات الألمانية أم أس سي فلامينيا MSC Flaminia، بعد انفجار على متنها.