النهار

"مشاهد لاحتجاجات في فرنسا بعد فوز اليمين المتطرّف بالدورة الأولى من الانتخابات التشريعيّة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"مشاهد لاحتجاجات في فرنسا بعد فوز اليمين المتطرّف بالدورة الأولى من الانتخابات التشريعيّة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "احتجاجات في فرنسا بعد فوز اليمين المتطرّف بالدورة الأولى من الانتخابات التشريعيّة" الأحد 30 حزيران 2024. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: المشاهد قديمة، اذ تعود الى 10 حزيران 2024. وتظهر اطلاق الشرطة الفرنسية الغاز المسيّل للدموع على متظاهرين مناهضين لليمين المتطرف خلال احتجاجات ليلية في العاصمة الفرنسية باريس، على خلفية فوزه بالانتخابات الأوروبية يومذاك. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
المشاهد تظهر اشخاصا يركضون في شارع، قبل ان يطلق عليهم شرطيون قنابل مسيلة للدموع على ما يبدو. وقد تكثف التشارك في الفيديو خلال الساعات الماضية، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "فرنسا الآن تشتعل بعد فوز مارين لوبان بالجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية مع حزبها اليميني المتطرف، حيث خرج المسلمون واليساريون والشيوعيون الى الشوارع واندلاع مواجهات مع الشرطة". 
 
 
- حقيقة الفيديو - 
تزامن انتشار الفيديو مع تصدّر اليمين الفرنسي المتطرّف، بقيادة جوردان بارديلا، أمس الأحد 30 حزيران 2024، بفارق كبير، نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التاريخية في فرنسا، وقد يصل إلى الحكم للمرة الأولى في ظل الجمهورية الخامسة، وفق تقديرات أولى لمراكز استطلاع الرأي، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا). 

وبحصوله على ما بين 34,2 و34,5 في المئة من الأصوات، تقدّم التجمع الوطني وحلفاؤه على تحالف اليسار (الجبهة الشعبية الوطنية) الذي حصد ما بين 28,5 و29,1 في المئة من الأصوات، فيما حل معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون ثالثا (20,5 إلى 21,5 في المئة) في هذا الاقتراع الذي شهد مشاركة كثيفة.

أما الجمهوريون (يمين) الذين لم يتحالفوا مع اليمين المتطرف، فنالوا عشرة في المئة. والتوقعات الأولى لعدد المقاعد في الجمعية الوطنية تشير إلى أن التجمع الوطني وحلفاءه سيحصدون غالبية نسبية كبيرة وربما غالبية مطلقة بعد الدورة الثانية المقررة الأحد المقبل.
 
وقال بارديلا (28 عاماً) مساء الأحد إنّ الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي ستجري الأحد المقبل ستكون "واحدة من أكثر (الجولات) حسماً في كامل تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة"، التي تأسست في العام 1958، مؤكدا أنّ الفرنسيين "أصدروا حكماً نهائياً".
 
وبعد اعلان النتائج الانتخابات، تجمع فرنسيون غاضبون مناهضون لليمين المتطرف في  ساحة الجمهورية في باريس، وانطلق عدد آخر في تظاهرة احتجاجية (هنا، هنا، هنا) كذلك حصلت تجمعات احتجاجية في مدن فرنسية أخرى مثل ليون وليل.  
 
 
 
 
- حقيقة الفيديو - 
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه المستجدات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عنه لدى وكالة clpress.fr الفرنسية، وهو التوقيع الذي يُقرأ أعلى الشاشة الى اليمين، يوصلنا الى المقطع منشورا في حساب مؤسس الوكالة الصحافي كليمان لانو Clément Lanot في اكس، في 11 حزيران 2024 (هنا)، مع تعليق: "التوتر مستمر: مقذوفات وغاز مسيل للدموع بين متظاهرين مناهضين لليمين المتطرف وعناصر الشرطة". 
 
 
 
ويبيّن التعمق في البحث (هنا) ان الوكالة الفرنسية نشرت هذه المشاهد، ضمن فيديو أطول، في حسابها في يوتيوب (هنا، التوقيت 2.57) بعنوان: Manifestation nocturne contre le RN: des tensions (10 juin 2024, Paris, France) اي تظاهرة ليلية ضد التجمع الوطني: توترات (10 حزيران 2024، باريس، فرنسا). 
 
 
 
يومذاك، دعت منظمات شبابية، أبرزها نقابات طلابية، إلى التظاهر ضد اليمين المتطرف، مساء الاثنين 10 حزيران 2024 في باريس، غداة الانتخابات الأوروبية التي أظهرت فوزاً واضحاً لليمين المتطرف في فرنسا (هنا)، على ما أوردت وكالة "فرانس برس" (هنا).

وانتشرت الدعوة للتظاهر في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (18:00 توقيت غرينتش) على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مفاجأة مساء ذلك الأحد (هنا) بحلّ الجمعية الوطنية والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية بعد تصدر التجمع الوطني (يمين متطرف) نتائج الانتخابات الأوروبية.

وحصل حزب التجمع الوطني على ضعف عدد الأصوات التي حصل عليها حزب النهضة الرئاسي في هذه الانتخابات (31,36% مقابل 14,60%).
 
ونشرت وكالة clpress.fr الفرنسية مشاهد أخرى لتلك الاحتجاجات. 
 
 
 
- مشاهد أخرى لاحتجاجات 30 حزيران -
وللراغبين، يمكن مشاهدة مقاطع أخرى نشرتها الوكالة الفرنسية لاحتجاجات شهدتها باريس أمس الأحد، بعد نتائج الانتخابات التشريعية. 
 
 
 
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان المشاهد المتناقلة تظهر "احتجاجات في فرنسا بعد فوز اليمين المتطرّف بالدورة الأولى من الانتخابات التشريعيّة" الأحد 30 حزيران 2024. في الواقع، المقطع قديم، اذ يعود الى 10 حزيران 2024. وتظهر اطلاق الشرطة الفرنسية الغاز المسيّل للدموع على متظاهرين مناهضين لليمين المتطرف خلال احتجاجات ليلية في العاصمة الفرنسية باريس، على خلفية فوزه بالانتخابات الأوروبية يومذاك.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium