المتداول: مشاهد تظهر، وفقاً للمزاعم، "زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن تبكي بحرقة" بعد نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا الأحد 7 تموز 2024، والتي أظهرت التقديرات الأوليّة لها تصدّر تحالف اليسار في الجولة الثانية، وحلول معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون في المرتبة الثانية، متقدما على اليمين المتطرّف.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 27 آذار 2017. ويظهر لوبن غارقة في الضحك أمام تقليد نيكولا كانتلوب، خلال حلولها ضيفة على البرنامج الصباحي لتوماس سوتو في اذاعة Europe1 الفرنسية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد، فيديو وصورة، تظهر زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن حنت رأسها، غارقة في الدموع، على ما يبدو. وبدت وراءها خلفية زرقاء كتب عليها Europe1. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "مارين لوبان تبكي".
جاء تداول هذه المشاهد في وقت أظهرت التقديرات الأوليّة لنتائج التصويت في الانتخابات التشريعيّة في فرنسا تصدّر تحالف اليسار في الجولة الثانية، وحلول معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون في المرتبة الثانية، متقدما على اليمين المتطرّف، لكن من دون أن تحصل أيّ كتلة على غالبيّة مطلقة في الجمعيّة الوطنيّة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
ويدخل التجمّع الوطني بقوّة إلى الجمعيّة الوطنيّة الجديدة بعدد تاريخي من النواب (بين 134 و152)، إلّا أنّه يبقى بعيدا عن السلطة مع تسجيله نتيجة مخيّبة لتطلّعاته مقارنة بما سجّله خلال الدورة الأولى.
وانتقد رئيس حزب التجمّع الوطني اليميني المتطرّف جوردان بارديلا الأحد 7 تموز 2024 "تحالف العار" الذي حرم الفرنسيّين من "سياسة إنعاش". وقال: "يُجسّد حزب التجمع الوطني أكثر من أيّ وقت مضى البديل الوحيد"، متعهدا الا ينزلق حزبه نحو "أي تسوية سياسية ضيّقة"، ومؤكدًا أن "لا شيء يمكن أن يوقف شعبا عاد له الأمل".
من جهتها، قالت زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبن، تعليقا على نتائج الانتخابات الأحد إن "نصرنا مؤجّل فقط. المدّ يرتفع. لم يرتفع بالمستوى الكافي هذه المرّة لكنه يستمر بالصعود"، مضيفة "لدي خبرة كبيرة تكفي لكي لا أشعر بخيبة أمل بنتيجة ضاعَفنا فيها عدد نوابنا".
- حقيقة الفيديو -
الا ان المشاهد المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنها، باستخدام كلمات مفاتيح، مثل Europe1 ومارين لوبن، يوصلنا أولا الى المقطع منشورا، ضمن فيديو أطول (13 دقيقة)، في حساب اذاعة Europe1 الفرنسية في يوتيوب، في 8 تشرين الاول 2021 (هنا)، بعنوان: Quand Marine Le Pen pleurait de rire devant les imitations de Nicolas Canteloup، اي عندما غرقت مارين لوبن في الضحك أمام تقليد نيكولا كانتلوب.
واضافت الاذاعة: "في آذار 2017، كانت مارين لوبان ضيفة البرنامج الصباحي لتوماس سوتو Thomas Sotto. وضحكت رئيسة حزب التجمع الوطني بصوت عال امام تقليدها، ولا سيما تقليد جان جاك بوردان".
التعمق في البحث يوصلنا الى الفيديو "مؤرشفاً" في حساب اذاعة Europe1 في موقع Daily Motion، في 27 آذار 2027 (هنا)، بينما نشرته مواقع اخبارية في ذلك التاريخ (هنا، هنا، هنا، هنا)، ضمن تقارير عن الاطلالة الضاحكة للوبن امام تقليد كانتلوب في برنامج سوتو (هنا، هنا).
وجاءت استضافة سوتو للوبن في برنامجه الصباحي في Europe1، في إطار اللقاءات الصباحية الاستثنائية حول الانتخابات الرئاسية في فرنسا. وكانت لوبن مرشحة رئاسية يومذاك.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان المشاهد المتناقلة تظهر "زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن تبكي" بعد نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا. في الواقع، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 27 آذار 2017. وتظهر لوبن ضاحكة أمام تقليد نيكولا كانتلوب، خلال حلولها ضيفة على البرنامج الصباحي لتوماس سوتو في اذاعة Europe1.