أعلن الحوثيون في اليمن أنّهم أطلقوا صواريخ بالستية في اتجاه مدينة إيلات الإسرائيلية على البحر الأحمر الأحد، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخ "كان يقترب من إسرائيل". عقب ذلك، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يصوّر لحظة وصول الصواريخ إلى إيلات. لكن هذا الفيديو مصوّر في الحقيقة في سواحل جنوب غرب تركيا، ورُكّبت عليه مؤثرات لتبدو أنها أجسام مشتعلة ترتطم بالأرض وتنفجر.
يظهر في الفيديو المصوّر من بعيد شاطئ يرتاده عشرات أو مئات الأشخاص، ووراءه، جبال عالية وتضاريس حادّة. ويظهر بعد ذلك ما تبدو أنها أجسام طائرة تأتي من جهة البحر، ثم تسقط مسبّبة انفجارات عنيفة. وجاء في التعليقات المرفقة "توثيق وصول هدايا اليمن إلى إيلات".
ظهرت هذه المنشورات عقب إعلان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع الأحد أنّ قوّاته أطلقت صواريخ باليستية باتجاه إيلات في جنوب إسرائيل.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيليّ أنه اعترض صاروخاً آتيا من اليمن كان متوجها إلى مدينة إيلات على البحر الأحمر.
وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، سبق أن ظهر هذا الفيديو نفسه مرّات عدّة في الأشهر الماضية، ابتداء من شباط 2024 على الأقلّ، بالتزامن مع اشتداد وتيرة العمليّات التي نفّذها الحوثيون، خصوصاً على سفن في البحر الأحمر.
حقيقة الفيديو لكن هذا الفيديو ليس مصوّراً في إيلات، بل في جنوب غرب تركيا، والصواريخ التي تظهر فيه مُركّبة.
فالتفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو على محرّكات البحث يُرشد إلى صورمشابهة من حيث شكل الشاطئ والتضاريس الجبليّة الظاهرة وراءه.
ويُرشد التفتيش أيضاً إلى فيديو مشابه منشور على موقع لتخزين الصور والفيديوهات، لكنّه يخلو من الصواريخ الظاهرة في الفيديو المتداول.
ووفقاً للمواقع الناشرة، ومعظمها مواقع سياحيّة أو لبيع الصور، التُقطت هذه المشاهد في منطقة كونيالتي الواقعة في أنطاليا في جنوب غرب تركيا.
وتبيّن من خلال البحث على موقع يوتيوب عن "شاطئ كونيالتي" وجود الكثير من الفيديوهات التي التقطها روّاد للشاطئ أو سوّاح هناك، سواء من الأرض أو من الجوّ.
وقد وزّعت وكالة فرانس برس في 12 تموز الجاري صورة لهذا الشاطئ التقطها مصوّر لوكالة الأناضول التركيّة.
ووزّعت وكالة "ألامي" صوراً جوّيّة لهذا الشاطئ، يمكن مطابقة عناصر في التضاريس الجبليّة الظاهرة فيها مع تلك الظاهرة في الصورة المتداولة، والتي قيل زوراً إنّها مصوّرة في إيلات.
أما الأجسام الطائرة الظاهرة في الفيديو، فهي مُركبّة عليه. وأرشد التفتيش عن الفيديو المُعدّل إلى قناة على موقع يوتيوب تنشر فيديوهات على هذا النحو. وكتب القيّم عليها انّه من هواة تعديل الأفلام.
وقد نشر هذا الفيديو المُعدّل في 26 كانون الثاني 2024، بعنوان "ارتطام نيزك".