المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "مسيحيّين فرنسيين يرفعون الصلاة والتسبيح رداً على الإساءة الى السيد المسيح خلال احتفال افتتاح أولمبياد باريس" الجمعة 26 تموز 2024.
الا أنّ هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 25 ايار 2024. وهو مصوّر خلال انعقاد مسيرة من اجل يسوع Marche Pour Jésus، وهو حدث مسيحي سنوي، قرب برج ايفل في باريس. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد اشخاصا تجمعوا قرب برج ايفل في باريس، على وقع موسيقى فرقة رُفِعت وراءها لافتة كتب عليها "يسوع يحبك". وقد تكثف التشارك في الفيديو عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "المسيحيون الفرنسيون يقيمون صلاة وتسبيحا وترنيما بعد الافتتاحية المسيئة للمسيحية في الأولمبياد. هذا هو الرد المسيحي على افتتاحية الأولمبياد الفرنسية الشيطانية".
- "آسفون" -
جاء تداول الفيديو في وقت أثار أحد العروض، خلال احتفال افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس في 26 تموز 2024، غضبا واسعا، لا سيما بين أوساط اليمين المتطرف والكنيسة الكاثوليكية.
وقد بدأ العرض بمشهد لأشخاص، بينهم رجال بملابس نسائية، يجتمعون حول مائدة، معيداً إلى الأذهان لوحة العشاء الأخير التي تمثل الوجبة الأخيرة التي تناولها يسوع مع تلاميذه.
وقد استنكر مجمع أساقفة فرنسا ما وصفه بـ"مشاهد تنطوي على سخرية واستهزاء بالمسيحية". ونفى المدير الفني لاحتفال الافتتاح توما جولي، أمس الأحد، أن يكون العرض "مستوحى" من لوحة العشاء الأخير. وقال في حديث عبر "بي اف ام تي في": "أعتقد أن الأمر كان واضحا جدا. يصل ديونيسوس إلى المائدة، لأنّه إله الاحتفال (...) والخمر وأب سيكوانا، إلهة النهر". "كانت الفكرة تكمن بالأحرى في إقامة احتفال وثني كبير مرتبط بآلهة أوليمبوس...".
من جهتها، قالت المتحدثة باسم اللجنة المنظمة آن ديكان الأحد لصحافيين إن "النية لم تكن أبداً تقليل احترام أية مجموعة دينية". و"إذا شعر الناس بإهانة، فنحن آسفون حقاً".
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا الى خيوط تقودنا الى مصدره الاصلي، حساب المبشّر جان لوك تراكسل- Jean-Luc Trachsel ministries- في انستغرام، والذي نشره في 25 ايار 2024، مع تعليق: "الآن في باريس عند برج إيفل، نحضر يسوع إلى هذه المدينة. نعبده ونبشر به".
وتشارك الحساب في الفيديو مع عناوين اخرى، مثل mpjparis@ (اختصار لـMarche Pour Jésus Paris) وmarchepourjesusfrance@، والتي تشير اسماؤها الى الحدث المسيحي السنوي "مسيرة من اجل يسوع".
في ذلك اليوم، نزل آلاف الأشخاص إلى شوارع المدن الفرنسية في باريس وليل ونانت وميتز وستراسبورغ، للمشاركة في "مسيرة من أجل يسوع 2024"، بشعار "فلنشهد علناً وبوحدة لإيماننا بيسوع المسيح"، وفقا لما ذكرت تقارير عدة.
وقد حققت المسيرة في باريس رقما قياسيا من المشاركين، اذ وصل عددهم الى 21 ألفا، كثير منهم من الشباب، وهو ما "أظهر نجاح الحدث"، بحسب رئيس مجلس اتحاد مسيرة من أجل يسوع (MPJ) فرنسا نائب رئيس لجنة المسيرة في باريس القس أندريه راويلسون.
وقد اختتمت المسيرة في باريس بحفلة موسيقية احيتها الفرقة الإنجيلية هيلسونغ إف آر، والفرقة الكاثوليكية غلوريوس، اللتان أدتا أغنية بعنوان Make your rain fall (اجعل مطرك يهطل)، وتشاركتا في تأليفها خصيصا لهذا الحدث.
ونشر حسابا المسيرة Marche Pour Jésus France وMarche Pour Jésus Paris فيديوات عدة وصورا للمسيرة في باريس وغيرها يومذاك.
عام 1987، انعقد التجمع الاول الأول لـ"مسيرة من اجل يسوع"، بمشاركة 15 الف شخص، وفقا لموقع المسيرة فرنسا. وفي 25 حزيران 1994، تم تنظيم المسيرة العالمية الأولى من اجل يسوع بعنوان "يوم من أجل تغيير العالم"، وجمعت في يوم واحد أكثر من 10 ملايين مسيحي في 150 دولة. وأول مسيرة في باريس انعقدت عام 1991.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "مسيحيّين فرنسيين يرفعون الصلاة والتسبيح رداً على الإساءة الى السيد المسيح خلال احتفال افتتاح أولمبياد باريس". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 25 ايار 2024. وهو مصوّر خلال انعقاد "مسيرة من اجل يسوع" Marche Pour Jésus قرب برج ايفل في باريس، من اجل الصلاة والتسبيح.