المتداول: صورة "التقطها"، وفقاً للمزاعم، "حزب الله لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل مكتبه ونشرها بعنوان لا تختبر قدراتنا".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة مركبة، زائفة. والصورة الاصلية قديمة، اذ تعود الى 8 شباط 2009، وتظهر نتنياهو مجتمعا بوالده بن صهيون نتنياهو، في منزل الأخير بالقدس. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الصورة تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جالسا الى طاولة مع شخص غير مرئي. لقطة من وراء نافذة، نصف مغلقة، على ما يبدو، مؤطرة بكادر كاميرا. وكتب عليها الى اليسار في الاسفل: "نتنياهو... لا تختبر قدراتنا". وقد تكثف التشارك في الصورة خلال الساعات الماضية، عبر حسابات عربية وأجنبية ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "حزب الله اللبناني يلتقط صوره لرئيس وزراء إسرائيل داخل مكتبه وينشرها ويكتب عليها لا تختبر قدراتنا ونحن نريد ان نعيشك حالة من القلق".
حقيقة الصورة -
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا، عبر خيوط، الى الصورة الاصلية منشورة في موقع وكالة "غيتي ايماجيز"، في 8 شباط 2009، مع شرح انها تظهر "بنيامين نتنياهو (الى اليمين)، رئيس حزب الليكود اليميني، يتشاور مع والده بن صهيون Ben Zion نتنياهو في منزل الاخير بالقدس في 8 شباط 2009" (تصوير ميخال فاتال/ ليكود Michal Fattal- Likud).
والعثور على الصورة الاصلية يعني ان الصورة المتناقلة زائفة، مركبة، باضافة جدار ونافذة واطار كاميرا اليها، واخفاء والد نتنياهو بن صهيون.
واليكم مقارنة بين الصورتين، الاصلية (ادناه الى اليمين)، والمركبة (الى اليسار). واشرنا الى القواسم بالاحمر، والتلاعب الذي حصل بالاصفر.
والى جانب صور أخرى جمعت الثنائي يومذاك وارشفتها "غيتي ايماجيز"، نشرت بدورها وكالة flash90، في 5 شباط 2009، صورا مماثلة لوالد نتنياهو، بن صهيون نتنياهو، في منزله في القدس، ومجتمعا بابنه (تصوير ناتي شوهات Nati Shohat).
وقد توفي بن صهيون في ساعة مبكرة من صباح 30 نيسان 2012، عن عمر يناهز 102 عاما في منزله بالقدس. وكان مؤرخا، ألّف العديد من الأعمال المهمة عن محاكم التفتيش الإسبانية، متحديا بذلك وجهات النظر المقبولة حول هذا الفصل الحيوي من التاريخ اليهودي.
ويُعتقد انه كان له تأثير كبير على السياسات اليمينية لابنه بنيامين نتنياهو.
كان بن صهيون نتنياهو أستاذا معروفا للتاريخ اليهودي، وخبيرا في معاداة السامية ومؤيدا للمنظر المتشدد الراحل زئيف جابوتنسكي، وفقا لما ذكرت وكالة "رويترز".
وقال ريئوفين ريفلين، رئيس الكنيست لراديو اسرائيل "بيبي (نتنياهو) تعلم الصهيونية الخالصة من رجل كان مقربا جدا لجابوتنسكي".
وأضاف "تعلم في بيت ينظر للصهيونية باعتبارها صهيونية لا تقبل الحلول الوسط... غير أن الواقعية السياسية لبيبي كانت اكثر تطورا بكثير".
وفي احتفال بمناسبة بلوغ عمر والد نتنياهو 100 عام، نقل عن رئيس الوزراء قوله لأبيه "تعلمت منك ان أنظر للمستقبل".
وفي كلمة له في المناسبة ذاتها، حذر بن صهيون من اخطار ايران في اطار استمرار برنامجها النووي الذي يرى كثيرون في الغرب انها تسعى من خلاله لامتلاك قنبلة نووية.
وقال ان على اسرائيل ان تكون جاهزة لضرب ايران حين تسنح "فرصة معقولة لنجاح ذلك".
ويشار الى ان تداول الصورة الزائفة قديم في وسائل التواصل الاجتماعي، اذ يعود الى عام 2019.
وتجدد تداولها في وقت حضّت أطراف دولية عدة، الإثنين 5 آب 2024، على تفادي التصعيد في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، في وقت أكدت إيران حقها بالرد على إسرائيل التي تتهمها بتنفيذ العملية، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وبينما تتوعد إيران وحلفاؤها بالرد على اغتيال هنية والقائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر بضربة إسرائيلية قرب بيروت، أكدت الدولة العبرية استعدادها "هجومياً ودفاعياً"، بينما عززت واشنطن انتشارها العسكري في المنطقة للدفاع عن حليفتها، مؤكدة في الوقت ذاته بذل جهود دبلوماسية لتجنب التصعيد.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد الدعوات الى الرعايا الأجانب لمغادرة لبنان مع تعديلات في الرحلات الجوية وحركة الطيران من لبنان واليه وفي اتجاه إسرائيل، وسط مخاوف من تصعيد يضاف الى التوترات القائمة أصلاً والمتصلة بالحرب المتواصلة منذ نحو عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وأكدت إيران رغبتها بتجنب "تصعيد التوترات"، لكن مع تمسّكها بـ"حقها" في الرد و"ردع" إسرائيل التي تتهمها منذ أعوام بتنفيذ هجمات على أراضيها.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة "التقطها حزب الله لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل مكتبه ونشرها بعنوان لا تختبر قدراتنا". في الواقع، الصورة مركبة، زائفة. والصورة الاصلية قديمة، اذ تعود الى 8 شباط 2009، وتظهر نتنياهو مجتمعا بوالده بن صهيون نتنياهو، في منزل الأخير بالقدس.