المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 كما صُوّر من الفضاء".
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو تلاعب رقمي نُشِر عام 2021، بعنوان: انفجار قنابل ذرية متعددة وتشكّل سحابة الفطر فوق سطح كوكب الأرض. وقد استخدمت لانجازه صورة قديمة لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) تظهر سحب المحيط من الفضاء. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
المشاهد مصوّرة من الفضاء. وتظهر الارض قبل ان يهزها انفجار كبير ويتصاعد دخان اسود كثيف. وقد نشرته حسابات خلال الايام الماضية، بمزاعم انه "انفجار بيروت كما صُوّر من الفضاء".
حقيقة الفيديو
الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث يوصلنا الى المقطع الاصلي، بمشاهد أكمل وأعرض، مؤرشفاً في مواقع Shutterstock وAlamy وIstockphoto لتخزين الصور والفيديوات، في 4 آذار 2021 و9 منه، بعنوان: Multiple atomic bombs bursting and leaving mushroom cloud over surface of planet Earth اي انفجار قنابل ذرية متعددة وتشكل سحابة الفطر فوق سطح كوكب الأرض.
المساهم وفقا لما ذُكِر في مواقع Shutterstock وAlamy وDreamstime، هو Frame Stock Footage، استوديو سينمائي احترافي في أوكرانيا، على ما يعرّف بنفسه، بينما اعطي الرصيد، في istockphoto وdepositphotos، يفغيني شكولينكو Evgeniy Shkolenko، من الاستوديو المذكور.
وفي المقطع الأصلي، تحصل ثلاثة انفجارات، بينما نشاهد انفجارا واحدا في المقطع المتناقل.وهذا يعني، اذاً، انه تم اقتطاع او اجتزاء المقطع الاصلي، للاكتفاء بمشهد الانفجار الواحد.
وهذه الانفجارات المشاهدة في الفيديو ليست حقيقية، لكونها تلاعبا رقميا، أو "تصورا فنيا"، وفقاً لما كتب موقع Forbes مع لقطة منه ضمن مقالة بعنوان: كيف ستؤثر الحرب النووية على الأرض.
ويبدو انه استُخدِمت، لانجاز الفيديو، صورة حقيقية قديمة لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، ارشفتها في حسابها في موقع Unsplash، في 6 تشرين الثاني 2015، بعنوان: "سحب المحيط كما نراها من الفضاء".
كذلك يمكن العثور عليها في موقع Alamy، في وقت تنتشر على نطاق واسع.
وتأكيدا لذلك، اجرينا لكم مقارنة بين لقطة من الفيديو الاصلي (ادناه الى اليسار)، ولقطة من صورة ناسا (الى اليمين).
يشار الى ان الفيديو المجتزأ سبق ان انتشر في أيلول 2023 مع تعليق: هكذا سيبدو الانفجار النووي من الفضاء.
الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت
الأحد 4 آب 2024، تجمّع مئات في محيط مرفأ بيروت إحياءً للذكرى الرابعة للانفجار الذي هزّ العاصمة اللبنانية وتسبّب بمقتل أكثر من 220 شخصاً. ورفع المتظاهرون صور الضحايا، مطالبين بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن انفجار 4 آب 2020، فيما لا يزال التحقيق معطلاً وسط تعقيدات سياسية وقضائية.
ومنذ اليوم الأول، عزت السلطات اللبنانية انفجار 4 آب 2020 إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون اجراءات وقاية إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه. وتبيّن لاحقاً أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكناً، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
عند موعد الانفجار الساعة 18:07، وقف المتظاهرون دقيقة صمت تكريما لارواح الضحايا، فيما أطلقت سيارات الإسعاف ابواقها تزامنا مع إطلاق البواخر الراسية في مرفأ بيروت لصافراتها.
وفي ظلّ عدم التوصل الى اي نتائج ملموسة بالتحقيقات بعد أربع سنوات، اعتبرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جنين هينيس-بلاسخارت في بيان السبت 3 منه أن "الغياب التام للمحاسبة عن كارثة من صنع الانسان كهذا الانفجار يعد أمرا مذهلا".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر "انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 كما صُوّر من الفضاء". في الواقع، الفيديو تلاعب رقمي نُشر عام 2021، بعنوان: انفجار قنابل ذرية متعددة وتشكّل سحابة الفطر فوق سطح كوكب الأرض. وقد استُخدمت لانجازه صورة قديمة لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) تظهر سحب المحيط من الفضاء.