المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "متظاهرين في بنغلادش ينامون على سرير رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، بعد اقتحامهم للمقر الحكومي" في 5 آب 2024.
الا أنّ هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 10 تموز 2022. وتظهر متظاهرين ينامون على سرير الرئيس السري لانكي غوتابايا راجابكسا في منزله، بعد اقتحامهم المبنى في كولومبو بسري لانكا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة أشخاصا تمددوا على سرير. وقد تكثف التشارك فيها عبر حسابات، عربية واجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "ثوار من الطلاب المتظاهرين في بنغلادش نهبوا قصر الرئاسة... وأخذوا فترة استراحة على سرير" رئيسة الوزراء.
- فرار حسينة -
تزامن انتشار الصورة مع اقتحام آلاف المحتجين البنغلادشيين مقر رئيسة الوزراء الشيخة حسينة في دكا، الإثنين 5 آب 2024، بعدما غادرته في خضم تظاهرات عارمة تدعو إلى استقالتها، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وبثّت "القناة 24" المحلية صوراللحشود وهم يركضون نحو المجمع حيث لوحوا للكاميرات، فيما نُهبت المفروشات والكتب، بينما استلقى آخرون على الأسرّة.
ومع اقتحام متظاهرين قصر حسينة وهربها في مروحية، قال قائد الجيش الجنرال وقر الزمان إنه سيجري محادثات مع الرئيس لتشكيل حكومة. وتعهّد أن تعمد السلطات الجديدة الى "ملاحقة جميع القتلة" بعد أسابيع من الاحتجاجات الدامية.
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا، عبر خيوط، الى مصدرها الاصلي، وكالة "رويترز"، التي نشرتها في 10 تموز 2022، مع شرح انها تظهر "متظاهرين ينامون على سرير الرئيس (السري لانكي) غوتابايا راجابكسا في منزل الرئيس، في كولومبو بسري لانكا، في اليوم التالي لدخولهم المبنى بعد فرار راجابكسا، وسط الأزمة الاقتصادية في البلاد".
تصوير: دينوكا لياناواتي Dinuka Liyanawatte.
ووفقا لتقاريراخبارية، "فرّ الرئيس السري لانكي غوتابايا راجابكسا من مقره الرسمي في العاصمة كولومبو السبت 9 تموز 2022، بعد اقتحاممتظاهرينللمجمع الرئاسي. وعرض التلفزيون مشاهد تظهر متظاهرين يطالبون باستقالته خلال اقتحامهم المجمع.
— Abhijit Majumder (@abhijitmajumder) July 9, 2022
وفي وقت لاحق، أعلن رئيس البرلمان السري لانكي ماهيندا أبيواردانا أن الرئيس راجابكسا وافق على التنحي الأسبوع المقبل. وجاء في تصريح متلفز لأبيواردانا أن "الرئيس قال إنه سيتنحى في 13 تموز لضمان انتقال سلمي" للسلطة.
ولم يتمكن أفراد الجيش والشرطة من التصدي لحشود المحتجين الذين رددوا شعارات تطالب الرئيس راجابكسا بالتنحي في ذروة غضب شعبي متصاعد إزاء أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ سبعة عقود.
وأرسل راجابكسا خطاب استقالة عبر البريد الإلكتروني إلى رئيس برلمان البلاد مساء الخميس 14 تموز 2022. وميدانيا، قرر المتظاهرون إخلاء المباني الرسمية التي اقتحموها وعلى رأسها منزل الرئيس راجابكسا.
وبعد نحو أسبوع من فرار راجابكسا على وقع احتجاجات عارمة، انتخب البرلمان السري لانكي الأربعاء 20 منه رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغه رئيسا جديدا للبلاد.
يونس يصل إلى بنغلادش لتشكيل حكومة
وفي آخر التطورات في بنغلادش، وصل محمد يونس، الحائز جائزة نوبل للسلام، امس الخميس 7 آب 2024، إلى بنغلادش، حيث سيترأس حكومة موقتة تقود "عملية ديموقراطية" نحو الانتخابات بعد الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وبعد وقت قصير من وصوله إلى العاصمة دكا، قال الخبير الاقتصادي البالغ 84 عاماً أمام الصحافة وأنصاره، إنّ "بنغلادش تعيش يوماً جديداً من النصر. بنغلادش حصلت على استقلال ثانٍ"، مشيراً إلى "يوم مجيد".
وتأتي عودة يونس بعد أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص وفرار رئيسة الحكومة المخلوعة الشيخة حسينة الإثنين. وكان يونس في المنفى بعدما صدرت بحقّه إدانة جنائية في بداية العام.
وأكد يونس لدى عودته أنّ أولويته ستكون استعادة "القانون والنظام". وقال "إذا كنتم تثقون بي، تأكّدوا من عدم وقوع أيّ هجوم ضدّ أيّ شخص في أي مكان في البلاد".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "متظاهرين في بنغلادش ينامون في سرير رئيسة الوزراء الشيخة حسينة بعد اقتحامهم للمقر الحكومي" في 5 آب 2024. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 10 تموز 2022. وتظهر متظاهرين سري لانكيين ينامون على سرير الرئيس غوتابايا راجابكسا في منزل الرئيس، بعد اقتحامهم المبنى في كولومبو بسري لانكا.