المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب محذرا من عمليات الإغلاق والتزوير في الانتخابات الرئاسية الاميركية بسبب جدري القردة".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 30 آب 2023، اي قبل نحو عام من إعلان منظمة الصحة العالمية أن انتشار جدري القردة في أفريقيا بات طارئة صحية عالمية. وكان ترامب يندّد فيه بـ"المجانين اليساريين الذين يحاولون إعادة فرض إجراءات الإغلاق وقيود فيروس كورونا، من خلال إثارة خوف فجائي بشأن سلالات جديدة آتية، قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية"، متعهدا "عدم الاذعان". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
1.34 دقيقة. المشاهد تظهر الرئيس الاميركي دونالد ترامب متكلما. وقد تكثف التشارك في المقطع أخيرا، عبر حسابات عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "ترامب يحذر من تدابير الإغلاق وتزوير الانتخابات بسبب جدري القردة".
حقيقة الفيديو
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في الحساب الرسمي لحملة ترامب في اكس، Team Trump (Text TRUMP to 88022)، في 30 آب 2023، مع تعليق: COVID Tyrants want to take away our Freedom. Hear my words— WE WILL NOT COMPLY، اي يريد طغاة كوفيد- 19 أن يسلبوا حريتنا. اسمعوا كلماتي، لن نذعن.
وقد تناقلت حسابات ومواقع اخبارية عدة كلام ترامب يومذاك. ومما قاله (ترجمة من الانكليزية): "يحاول المجانين اليساريون بكل ما أوتوا من قوة إعادة فرض إجراءات الإغلاق وقيود فيروس كورونا من خلال إثارتهم خوفا فجائيا بشأن سلالات جديدة آتية. يا للروعة. هل تعلمون ماذا سيحدث بعد ذلك؟ الانتخابات.
يريدون إعادة احياء هستيريا كوفيد كي يتمكنوا من تبرير المزيد من عمليات الإغلاق، والمزيد من الرقابة، والمزيد من صناديق الاقتراع غير القانونية، والمزيد من بطاقات الاقتراع بالبريد، وتريليونات الدولارات في شكل رشاوى لحلفائهم السياسيين قبل انتخابات 2024. هل يبدو هذا مألوفًا؟
هؤلاء أناس سيئون، هؤلاء أناس مرضى نتعامل معهم. ولكن لكل طغاة كوفيد يريدون أن يسلبونا حريتنا، اسمعوا هذه الكلمات، لن نمتثل. لذا لا تفكروا حتى في هذا الأمر. لن نغلق مدارسنا. ولن نقبل إجراءات الإغلاق التي تتخذونها. ولن نلتزم فرض وضع الكمامات، ولن نتسامح مع فرض التطعيمات.
لقد تلاعبوا بانتخابات 2020، والآن يحاولون تكرار الشيء ذاته، من خلال تزوير الانتخابات الأكثر أهمية في تاريخ بلادنا، انتخابات 2024، حتى لو كان ذلك يعني محاولة إعادة كوفيد-19. لكنهم سيفشلون لأننا لن نسمح بحدوث ذلك.
وعندما أعود إلى البيت الأبيض، سأستخدم كل سلطة متاحة لخفض التمويل الفيدرالي لأي مدرسة أو كلية أو شركة طيران أو نظام نقل عام يفرض إلزامية وضع الكمامات أو اللقاحات".
وكما سمعتم ترامب في الفيديو وقرأتم نص كلامه أعلاه، لم يأت على ذكر جدري القردة وعلاقتها بالانتخابات الرئاسية الاميركية.
طارئة صحية عالمية
الاربعاء 14 آب 2024، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن انتشار جدري القردة في أفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي "اليوم، اجتمعت لجنة الطوارئ وأبلغتني بأنه من وجهة نظرها، يشكّل الوضع طارئة صحية عالمية تثير القلق دوليا. وقبلت بهذا الرأي".
وجاء القرار بعدما أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي الثلثاء 13 منه حالة طوارئ صحية عامة بسبب تفشي جدري القردة (إمبوكس) في القارة.
وتفشى المرض في جمهورية الكونغو الديموقراطية، حيث اكتُشف الفيروس للمرة الأولى لدى البشر في العام 1970 وانتشر إلى بلدان أخرى.
وقد أودى جدري القردة بحياة 548 شخصا في جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ مطلع العام وهو منتشر الآن في كل مقاطعاتها، وفق ما أعلن وزير الصحة سامويل-روجيه كامبا الخميس.
وأفاد آخر تقرير بتسجيل البلاد "15664 إصابة محتملة و548 وفاة منذ مطلع العام".
وحذرت منظمة الصحة العالمية الخميس 15 منه من احتمال اكتشاف حالات أخرى مستوردة من جدري القردة قريبا في أوروبا بعد إعلان السويد رصد أول حالة من المرض.
والجمعة 16 منه أعلن مسؤولون صحيون في باكستان أول حالة إصابة بفيروس جدري القردة القاتل هذه السنة.
وقد أعلنت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأفريقي السبت 17 منه أنّه تمّ تسجيل إجمالي 18737 إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القردة منذ مطلع العام في أفريقيا، بينها 1200 حالة في أسبوع واحد، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأشار التعداد الصادر عن المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها الذي أوضح أنه تم تحديد الكثير من متحورات الفيروس، إلى أنّ ثمة 3101 حالة مؤكدة و15636 حالة محتملة و541 حالة وفاة تمّ الإبلاغ عنها في 12 دولة في القارة.
ووفق الوكالة الأفريقية، فقد تمّ تسجيل عدد أكبر من الحالات منذ بداية العام 2024 مقارنة بالعام 2023 بأكمله (14838).
وقد عُرِف هذا المرض بجدري القردة لأنه ناتج من فيروس قريب من الجدري اكتشف عام 1958 لدى قردة كانت تستخدم في الأبحاث. ولاحقا أطلقت عليه السلطات الصحية تسمية "إمبوكس".
رُصدت أول إصابة بشرية في جمهورية الكونغو الديموقراطية عام 1970، وبقي المرض محصورا لفترة طويلة في حوالى عشر دول إفريقية.
لكن في العام 2022 بدأ ينتشر إلى باقي العالم، ولا سيما الدول المتطورة التي لم تسجل أي إصابة من قبل (أ ف ب).
وينتقل الفيروس إلى البشر عن طريق الحيوانات المصابة، ولكن يمكن أيضا أن ينتقل بين البشر عبر الاتصال الجسدي الوثيق.
وتتسبّب السلالة 1 بارتفاع الحرارة وآلام في العضلات وطفح جلدي، بينما تسبّب السلالات السابقة طفحا جلديا وتقرحات موضعية على الفم أو الوجه أو الأعضاء التناسلية.