ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه لنبع في السعودية يتدفّق منه الماء والنار في الآن نفسه في "ظاهرة غريبة" تدلّ على "نهاية العالم"، وفقاً لناشريه. لكن الادّعاء مضلّل، والفيديو مصوّر في كردستان العراق. وهو لبئر تخرج منها النيران بسبب تسرب الغاز مع الماء.
يظهر في الفيديو حشود تجمّعت حول ما تبدو أنها عين يتدفّق منها الماء وتشتعل في فوهتها النيران. وعلّق الناشرون بالقول "ظهرت في مكّة عين تتدفق منها المياه والنار في الوقت ذاته" وعزت المنشورات الظاهرة لأسباب غيبية لها علاقة بـ"نهاية العالم".
حظي الفيديو بآلاف المشاهدات والمشاركات فضلاً عن تعليقات مستخدمي مواقع التواصل العاجزة عن فهم سبب اشتعال النيران في البئر.
حقيقة الفيديو بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، يرشد البحث إلى نسخٍ أقدم منه نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية تشير إلى أنّه مصوّر في السليمانية في إقليم كردستان العراق.
يرشد البحث بكلمات مفتاحية مثل "بئر+نار+كردستان" على يوتيوب إلى تقرير مصور بثته قناة الجزيرة عام 2015 عن البئر نفسها التي ظهرت في الفيديو المتداول.
وجاء في التقرير أن البئر تقع في محافظة جمجمال في إقليم كردستان العراق بخلاف ما جاء في المنشورات المضلّلة التي قالت إنها في مكّة.
ما سبب اشتعال النيران؟ جاء في التقرير أنّ المزارع الذي حفر البئر تفاجأ بروائح كريهة انبعثت عند عملية الحفر قبل أن تعاين لجنة من وزارة الموارد الطبيعيّة البئر وتؤكد أن المياه تحتوي على خليط من الغازات وهو السبب في اشتعال النيران.
وبتعميق البحث، يمكن العثور على مقطع فيديو للظاهرة نفسها نشرته منظمة Iraq Nature عام 2017، وهي منظمة عراقية غير حكومية معتمدة لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة وتعنى بحماية البيئة في العراق.
وأفادت Iraq nature في حديث لوكالة فرانس برس بأن البئر التي صورتها هي نفسها الظاهرة في الفيديو المتداول.
وأكدت المنظّمة أن "تلك الحادثة وقعت في منطقة جمجمال، على بعد حوالى 45 كيلومتراً غرب مدينة السليمانية، وهي منطقة معروفة بحقول الغاز الطبيعي".
وقالت المنظمة إن أحد المزارعين المحليين حفر بئراً لسقي محاصيله، فانبعثت منها رائحة قوية تشبه رائحة البيض الفاسد، "مما يدل على وجود كبريتيد الهيدروجين".
وأوضحت المنظمة أنه بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، اشتعل الغاز، مما تسبب بخروج ألسنة نار من البئر.
وسبق أن حدثت الظاهرة نفسها في تونس العام الماضي، حينما قام فلاح بحفر بئر ليتفاجأ بخروج النيران منها، نظراً لاحتواء باطن الأرض على غازات.