المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "رجلا تنكر بزي الزعيم النازي أدولف هتلر في برلين، العاصمة الالمانية، ليرى رد فعل الناس".
الا أنّ هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: هذه المشاهد تعود الى الفيلم الكوميدي الألماني Er ist wieder da (انظر من عاد) الصادر عام 2015، والذي ادى بطولته الممثل أوليفر ماسوشي في دور هتلر. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
المشاهد تظهر شخصاً بملامح شبيهة بملامح الزعيم النازي ادولف هتلر، وضع قبعة عسكرية على الرأس، جالسا في سيارة مكشوفة. وأخذ الناس يلوحون له لدى مروره، واعتلت وجوههم الابتسامات، بينما التقط آخرون صور سيلفي معه، مؤدين التحية النازية. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات، عربية واجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "شخص تنكر بزي هتلر وسط مدينة برلين عاصمة ألمانيا ليرى ردّ فعل الشارع الألماني"، وايضا "مواطن الماني يتقمص شخصية هتلر ويتجول في شوارع العاصمة برلين وسط ذهول المارة".
الا أن هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
وهذا ما نبه اليه مستخدمون عدة اشاروا الى ان "هذه المشاهد من فيلم صادر عام 2015"، وان "هذا الرجل هو الممثل أوليفر ماسوتشي مؤديا دور هتلر في فيلم Look Who's Back".
وكانوا محقين.
كلمات مفاتيح تقودنا الى فيديو ترويجي للفيلم الالماني الكوميدي Er ist wieder da (انظر من عاد) الصادر في 8 تشرين الاول 2015، منشورا في حساب الشركة الموزعة للفيلم Constantin Film في يوتيوب، في 24 ايلول 2015. وتضمن جزءا من هذه المشاهد المتداولة وغيرها.
كذلك يمكنكم مشاهدة عدد من هذه اللقطات في بداية النسخة الكاملة للفيلم، منشورةفيحساباتعدة.
وبالنسبة الى المقطع المتناقل، فقد أمكن العثور عليه منشورا في هذا الحساب في يوتيوب، في 2 نيسان 2021، بعنوان اسم الفيلم.
وفي اختصار لقصة الفيلم، يستيقظ أدولف هتلر عام 2014، في القرن الحادي والعشرين. بعد مرور نحو 70 عاما على رحيله المشين، يجد نفسه في برلين الحالية. بلا حرب، بلا حزب، بلا إيفا. وفي ظل السلام العميق، بقيادة أنغيلا ميركل، وبوجود آلاف عدة من الأجانب، بدأ ما لم يتوقعه المرء منه: مهنة في التلفزيون. ويعتقد الأشخاص الذين يلتقيهم في رحلة عبر ألمانيا الجديدة أنه ممثل كوميدي غير صحيح سياسيا ويجعلونه نجما تلفزيونيا مشهورا، وهذا على الرغم من حقيقة أن هتلر لم يتغير ولو قليلاً، خارجياً وداخلياً، منذ عام 1945".
الفيلم الذي اخرجه ديفيد فنيندت David Wnendt، يستند الى رواية ساخرة شائعة للكاتب تيمور فيرمس حملت العنوان ذاته، وصدرت عام 2012. وادى الممثل الالماني أوليفر ماسوشي Oliver Masucci دور هتلر في الفيلم. "وقد أتاح المخرج فنيندت لبطل الفيلم التفاعل مع الأشخاص العاديين ووثّق هذه المشاهد".
وعن هذا التفاعل، قال الممثل ماسوشي في مقابلة معه نشرتها صحيفة "الغادريان" البريطانية في 6 تشرين الاول 2015، إن "الأمر كان لا يصدق، فجأة أصبحت مصدر الجذب، مثل نجم موسيقى البوب".
وأضاف ماسوشي، متذكراً تصوير أحد المشاهد الافتتاحية للفيلم: "تجمع الناس حولي. أخبرتني إحداهن أنها تحبني وطلبت مني أن أعانقها. وبدأت إحداهن ضربي، مما أراحني. وكانت هناك أيضاً امرأة سوداء قالت إنني أخيفها".
من جهته، قال المخرج فنيندت: "كانت فكرتنا معرفة كيف يتفاعل الناس اليوم مع هتلر وأفكاره، والسؤال عما إذا كانت لديه فرصة في الوقت الحاضر". واستنتج: "للأسف، نعم".
واشار الى ان الهدف الرئيسي للفيلم هو إضحاك الناس. وقال: "يجب أن يكون الألمان قادرين على الضحك على هتلر، بدلاً من النظر إليه باعتباره وحشا لأن هذا يعفيه من المسؤولية عن أفعاله ويحول الانتباه عن ذنبه في المحرقة". و"لكن يجب أن يكون هذا النوع من الضحك هو الذي يعلق في حلقك وتشعر بالخجل تقريبا عندما تدرك ما تفعله".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "رجلا تنكر بزي الزعيم النازي أدولف هتلر في برلين، العاصمة الالمانية، ليرى رد فعل الناس". في الواقع، هذه المشاهد تعود للفيلم الكوميدي الألماني Er ist wieder da (انظر من عاد) الصادر عام 2015، والذي ادى بطولته الممثل أوليفر ماسوشي في دور هتلر.