المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "معبر اللنبي" بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، إثر هجوم أمس الأحد 8 أيلول 2024، أسفر عن مقتل ثلاثة حراس اسرائيليين برصاص مهاجم أردني وصل من المملكة الهاشمية الاردنية وأرداه الجيش الإسرائيلي.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 10 آذار 2014. وتظهر جنوداً إسرائيليين يقفون بالقرب من مدخل جسر اللنبي، اثر مقتل القاضي الفلسطيني رائد علاء الدين زعيتر خلال مشادة عند الجسر. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة عسكريين تجمعوا عند معبر على ما يبدو. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية، عبر حسابات ارفقتها بمزاعم انها "التقطت في مكان عملية على معبر اللنبي الحدودي في الاغوار".
مقتل 3 حراس إسرائيليين على جسر اللنبي برصاص مهاجم أردني
تزامن انتشار الصورة مع مقتل ثلاثة حرّاس إسرائيليين الأحد 8 ايلول 2024 عند معبر اللنبي/جسر الملك حسين بين الضفة الغربية المحتلة والأردن برصاص مهاجم أردني وصل من المملكة وأرداه الجيش الإسرائيلي الذي يواصل من جهة أخرى قصفه لقطاع غزة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ شخصا وصل إلى منطقة المعبر في شاحنة كان يقودها "من جهة الأردن". وأوضح في بيان أنّ السائق "خرج من الشاحنة وأطلق النار على قوات الأمن الإسرائيلية العاملة على الجسر".
وافاد بأنّ "ثلاثة مدنيين إسرائيليين قتلوا نتيجة للهجوم"، قبل أن يوضح لاحقا أنّ القتلى هم مدنيون يعملون "حراس أمن" وليسوا من عديد الجيش أو الشرطة.
وأكّد الجيش أنّ المهاجم قُتل بالرصاص، من دون أن يكشف عن اسمه أو جنسيته.
ومساء الأحد، أعلنت عمّان أنّ منفّذ الهجوم هو "مواطن أردني"، مؤكّدة أنّ ما قام به هو "عمل فردي".
وقالت وزارة الداخلية الأردنية في بيان إنّ "التحقيقات الأوليّة في حادثة إطلاق النار في الجانب الآخر من جسر الملك حسين، أكّدت أن مطلق النار هو مواطن أردني اسمه ماهر ذياب حسين الجازي من سكان منطقة الحسينية في محافظة معان" جنوب عمّان.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا، عبر خيوط، الى مصدرها الاصلي، وكالة "رويترز"، التي نشرتها في 10 آذار 2014، مع شرح انها تظهر "جنودا إسرائيليين يقفون بالقرب من مدخل جسر اللنبي، وهو معبر بين الأردن والضفة الغربية المحتلة، بالقرب من مدينة أريحا بالضفة الغربية، في 10 آذار 2014".
تصوير: رونن زفولن Ronen Zvulun.
في ذلك اليوم، أطلق جنود إسرائيليون النار على القاضي الفلسطيني رائد علاء الدين زعيتر الذي يعمل في الأردن، فأردوه قتيلا خلال مشادة عند جسر الملك حسين الذي يربط الأردن بالضفة الغربية المحتلة، وفقا لما اوردت وكالة "رويترز".
وقال الجيش الإسرائيلي إن الرجل حاول الاستيلاء على بندقية أحد الجنود عند معبر الجسر فوق نهر الأردن، فأطلق الجنود النار عليه. الا أن وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) نقلت عن شاهد عيان كان برفقة زعيتر، إن زعيتر كان يحاول الصعود إلى حافلة الركاب، عندما دفعه أحد الجنود الإسرائيليين فسقط على الأرض، ثم نهض وقام بدفع الجندي الإسرائيلي، فأطلق الجندي عليه النار، ولم يصبه في الطلقة الأولى. ثم أطلق ثلاث رصاصات اصابته في صدره وأدت إلى وفاته.
ونفى شاهد العيان، وفقا للوكالة، أن يكون زعيتر حاول انتزاع سلاح الجندي الإسرائيلي، وفقا لما جاء في الرواية الإسرائيلية.
ودانت السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية ما قالت انه "إطلاق نار من مسافة قريبة جدا" من الجنود الإسرائيليين. وطالبت السلطة الفلسطينية والأردن بفتح تحقيق في الحادث.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية بترا أن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة التقى ديبلوماسيا إسرائيليا في عمان بعد الحادث، ودان قتل الرجل. ودعا إسرائيل إلى التحقيق وإبلاغ الأردن بالنتيجة.
وفي وقت حمّلت الحكومة الأردنية إسرائيل مسؤولية مقتل زعيتر، أعربت إسرائيل عن أسفها و"تعاطفها مع الشعب والحكومة الأردنيين".
وشُيِّع زعيتر في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة في 11 آذار 2014، بمشاركة حشود من الفلسطينيين وعائلته.
وفي الأردن، شهدت الباحة الداخلية لقصر العدل بمنطقة العبدلي اعتصاما لمئات المحامين، بينما علّق القضاة النظر في القضايا إلى 12 منه، احتجاجا على مقتل زعيتر.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر معبر اللنبي إثر هجوم أمس الأحد 8 أيلول 2024، أسفر عن مقتل ثلاثة حراس اسرائيليين برصاص مهاجم أردني. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 10 آذار 2014. وتظهر جنوداً إسرائيليين يقفون بالقرب من مدخل جسر اللنبي، اثر مقتل القاضي الفلسطيني رائد علاء الدين زعيتر خلال مشادة عند الجسر.