المتداول: فيديو "يوثق"، وفقاً للمزاعم، "لحظة وقوع غارة اسرائيلية عنيفة في جنوب لبنان" ليل السبت- الاحد 21 ايلول 2024 و22 منه.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو الذي تعود آثاره الى 21 ايلول 2024، يظهر تدمير مستودع ذخيرة روسي في تيخورتسك بمنطقة كراسنودار الروسية نتيجة هجوم أوكراني، وفقا لما تم تداوله. والصوت الذي يُسمَع في الفيديو المتناقل مركّب. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
المشاهد الليلة تظهر انفجارا ضخما اضاء السماء، بينما يسمع في الخلفية صوت رجل يصرخ: "يا إمام علي، يا إمام علي" وهدير طيران مغير. وقد تكثف التشارك فيه أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "مشهد يوثق لحظة سقوط أحد الغارات الإسرائيلية العنيفة جنوب لبنان"، و"قنابل يستخدمها للمرة الأولى العدو الإسرائيلي في عدوانه على لبنان".
Israel dropped this bomb on Lebanon—imagine the scale of the other explosives and their devastating impact on the children of Gaza. #Lebanon#Gazapic.twitter.com/Viv00Y55xd
جاء تداول الفيديو في وقت تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بكثافة الأحد، إذ نفذت طائرات حربية إسرائيلية أعنف قصف منذ نحو عام من الحرب عبر جنوب لبنان، في حين أطلق حزب الله صواريخ على عمق شمال إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الضربات ستستمر حتى يصبح من الآمن عودة من تم إجلاؤهم في الشمال، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح مصور "في الأيام الماضية، وجهنا لحزب الله سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها أبدا... إذا لم يفهم حزب الله الرسالة، فأنا أعدكم أنه سيفهمها"، على ما ذكرت وكالة "رويترز".
وأعلن "حزب الله"، الأحد، أنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية اسرائيلية وقاعدة جوية رئيسية قرب مدينة حيفا. وأورد في بيان: "في رد أولي على المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلثاء والأربعاء (مجزرة البايجر وأجهزة اللاسلكي)، قامت المقاومة الإسلامية بقصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا".
وكانت إسرائيل أعلنت السبت شنّ "غارات واسعة" على أهداف للحزب في جنوب لبنان، مستخدمة "عشرات" المقاتلات، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وكان 39 شخصا قتلوا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف أخرين بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية، من جراء تفجير آلاف "أجهزة بايجرز" الثلثاء، ثم أجهزة اتصال لاسلكي الأربعاء يستخدمها عناصر الحزب.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
ويُسمَع في الخلفية صوت أشخاص يتكلمون بالروسية، وفقا لما يتبيّن. وهذا يعني، اذاً، ان الصوت المسموع في الفيديو المتناقل ليس هو الصوت الاصلي، بل هو مركّب. ويمكن العثور عليه في فيديو انتشر في 19 آب 2024، لغاراتاسرائيلية في لبنان، وفقا لما تم تداوله.
السبت 21 أيلول 2021، قصف الجيش الأوكراني وأجهزة الأمن مستودع تيخورتسك في منطقة كراسنودار خلال الليل، بحسب بيان نشر على تطبيق تلغرام. وقال الجيش الأوكراني إن المستودع واحد من "أكبر ثلاث قواعد لتخزين الذخيرة" و"موقع رئيسي" للخدمات اللوجستية للقوات الروسية.
وأعلنت السلطات الروسية "حال الطوارئ" في مدينة تيخورتسك في جنوب البلاد، بعدما أمرت بعمليات إجلاء للسكان، إثر هجوم بطائرة مسيّرة نفذته أوكرانيا، وأكدت أنه استهدف مخزنا للأسلحة.
وقال حاكم منطقة كراسنودار الروسية فينيامين كوندراتييف عبر منصات التواصل الاجتماعي "تمّ فرض حال الطوارئ المحلية لتنظيم مساعدة الناس وحلّ كل المسائل المتعلقة بهذا الحادث سريعا"، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ورحّب الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، في رسالته اليومية عبر الفيديو، بتدمير "ترسانة مهمة للعدو". وقال إنّ هذه المواقع التي استهدفتها أوكرانيا بطائرات من دون طيار في الأراضي الروسية هي "مستودعات للصواريخ التكتيكية والقنابل الموجهة، وكلّها أشياء تستخدمها روسيا لترويع مدننا ومواقعنا".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر "لحظة وقوع غارة اسرائيلية عنيفة في جنوب لبنان". في الواقع، الفيديو الذي تعود آثاره الى 21 ايلول 2024، يظهر تدمير مستودع ذخيرة روسي في تيخورتسك بمنطقة كراسنودار الروسية نتيجة هجوم أوكراني، وفقا لما تم تداوله. والصوت الذي يُسمَع في الفيديو المتناقل مركّب.