المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "دبابات اسرائيلية يتم حشدها على الحدود الشمالية مع لبنان"، في وقت تتصاعد الهجمات بين اسرائيل وحزب الله في لبنان.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 9 تشرين الاول 2023. ويظهر "نقل دبابات اسرائيلية إلى مدينة رعيم الإسرائيلية، حيث نفذ مسلّحو حماس هجوما"، وفقا لما تم تداوله. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد شاحنات تنقل دبابات. وقد تكثف التشارك في الفيديو خلال الساعات الماضية، عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): الجيش الإسرائيلي يحشد آلاف الدبابات على الحدود اللبنانية ملوحا بالتهديد باجتياح لبنان"، وايضا "الدبابات الاسرائيلية التي كانت في التدريب اخيرا في غزة، تتجه الآن نحو الشمال كجزء من الفرقة 98، وهي الفرقة النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي".
Footage purportedly shows Israeli tanks being transferred to the border between Lebanon and the Israeli-occupied lands. pic.twitter.com/gf0oyGJtzG
جاء تداول الفيديو في وقت شنّ الجيش الإسرائيلي أكبر موجة من الضربات الجوية من حيث النطاق على أهداف لجماعة حزب الله في لبنان، اليوم الاثنين، واستهدف في وقت واحد جنوب لبنان وسهل البقاع بشرق البلاد، والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا، وذلك في إطار الصراع المستمر منذ نحو عام، على ما ذكرت وكالة "رويترز".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري عندما سأله صحافيون عن توغل بري إسرائيلي محتمل في لبنان: "سنفعل كل ما يلزم" لضمان عودة السكان الذي جرى إجلاؤهم من شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان، وهيأولوية عسكرية لحكومة إسرائيل.
وتأتي الضربات في خضم أعنف مواجهات عبر الحدود في صراع محتدم بين إسرائيل وحزب الله بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
ودعا هاغاري سكان جنوب لبنان إلى الابتعاد عن مواقع حزب الله. وأشار الى أن الحزب خبأ على مدى سنوات أسلحة منها صواريخ كروز في منازل وبنايات في أنحاء جنوب لبنان.
وكانت تقارير انتشرت، في 18 ايلول 2024، عن تحريك الجيش الإسرائيلي الفرقة 98 النخبة، من غزة إلى شمال إسرائيل، في إطاراستعدادات متزايدة لمواجهة حزب الله.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه "مؤرشفا" في حساب Forbes Breaking News في يوتيوب، في 9 تشرين الاول 2023، بعنوان: Tanks Are Moved To Israeli City Of Re'im Where Hamas Militants Attacked، اي نقل دبابات إلى مدينة رعيم الإسرائيلية القريبة من غزة، حيث نفذ مسلحو حماس هجوما.
كذلك نشرتهحساباتأخرى بالتاريخ والعنوان ذاتهما، بينما نشرت اخرى مشاهد مماثلة في 8 تشرين الاول 2023، لنقل دبابات اسرائيلية في اتجاه غزة.
وقد أمكن القراءة على لافتتي طريق مرت قربهما الشاحنات في الفيديو (التوقيت 0.29)، عبارتي (بالعربية) تسئيليم ومتسبي رامون. ويدل الاسم الاول على مستوطنة اسرائيلية في شمال النقب، والآخر يشير الى بلدة إسرائيلية في صحراء النقب بجنوب إسرائيل. ومن شأن ذلك ان يدلنا على ان تحرك الشاحنات كان في اتجاه جنوب إسرائيل.
في 8 تشرين الاول 2023، بثتكتائب القسام الجناح العسكري التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقطع فيديو يظهر لحظات اقتحام مقاتليها قاعدة رعيم العسكرية، التي كانت مقر القيادة الإسرائيلية لفرقة غزة.
وأظهر المقطع في بدايته استخدام مقاتلي القسام في عملية الاقتحام دراجات نارية وسيارات خاصة، خلال عملية الاقتحام، ثم أظهر المقاتلين وهم يطلقون نيران أسلحتهم الرشاشة، خلال تحركهم في ممرات القاعدة.
وانتهى المقطع بمشاهد تظهر المقاتلين الفلسطينيين وهم يعودون إلى قطاع غزة عقب إنهاء عملية الاقتحام، مصحوبة بتعليق صوتي يؤكد نجاح عملية الاقتحام، والعودة بغنائم وأسرى.
في 7 تشرين الأول 2024، نفذت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، تسبّب بحرب مدمّرة متواصلة في قطاع غزة بين الحركة الإسلامية الفلسطينية والجيش الإسرائيلي جرّت توترات في كل الشرق الأوسط وتصعيدا كبيرا على الجبهة الشمالية لإسرائيل مع حزب الله، على ما كتبت وكالة "فرانس برس".
وقد أدّى الهجوم الى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد للوكالة يستند الى أرقام إسرائيلية رسمية. وبين الضحايا رهائن قتلوا خلال احتجازهم في قطاع غزة، وهم من بين 251 رهينة خُطفوا في ذلك اليوم من جنوب إسرائيل.
وبلغت حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المستمرة منذ 11 شهرا، 41431 قتيلا على الأقل في قطاع غزة، وفق وزارة أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، امس الأحد. وبلغ العدد الإجمالي للجرحى 95818 منذ بدء الحرب.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "دبابات اسرائيلية يتم حشدها على الحدود الشمالية مع لبنان". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 9 تشرين الاول 2023. ويظهر "نقل دبابات اسرائيلية إلى مدينة رعيم الإسرائيلية، حيث نفذ مسلّحو حماس هجوما"، وفقا لما تم تداوله.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.