المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "اندلاع حرائق كبيرة في بلدات جنوبيّة لبنانيّة بعد غارات إسرائيلية" أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو الذي يعود الى 12 ايلول 2024، يظهر حريقا كبيرا في مطمر النفايات في برج حمود، وفقا لما تم تداوله. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
17 ثانية فقط. المشاهد الليلة تظهر تلة نار متأججة في مكان ما. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "حرائق كبيرة في بلدات جنوب لبنان بعد الغارات الاسرائيلية".
إسرائيل تشن غارات جوية على حزب الله في لبنان
جاء تداول الفيديو في وقت شنت إسرائيل أكبر موجة من الغارات الجوية من حيث النطاق على حزب الله اليوم الاثنين، وطالبت اللبنانيين بإخلاء المناطق التي تخزن فيها الجماعة أسلحتها، مما ينذر بشن حرب شاملة، على ما كتبت وكالة "رويترز".
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان الى 182 قتيلا وأكثر من 700 جريح. وقالت في بيان: "غارات العدو الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى الجنوبية منذ صباح اليوم" أوقعت "182 شهيدا و727 جريحا، ومن بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مقطع فيديو نشره مكتبه اليوم الاثنين "نكثف هجماتنا في لبنان، وستستمر العمليات حتى نحقق هدفنا بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان. هذه أيام يتعين فيها على الإسرائيليين التحلي بالهدوء".
وجاءت هذه التصريحات بعدما استهدف الجيش الإسرائيلي أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع بشرق البلاد والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا.
وفي وقت نزحت مئات العائلات من محيط مناطق تعرضت لغارات اسرائيلية كثيفة في جنوب لبنان منذ ساعات الصباح، أعلن حزب الله في بيان أنه قصف الاثنين "المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ"، وذلك "ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع".
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
في ذلك اليوم، إندلع حريق كبير في مكب النفايات في برج حمود ضمن نطاق بلدية الجديدة. وغطت سحب الدخان السوداء مناطق الدورة والكرنتينا وجل الديب، حيث عمل رجال الاطفاء على السيطرة عليه للحؤول دون توسعه، وفقا لتقرير نشرته "النهار".
وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان "اندلاع النيران عند الساعة 18.05 مساء اليوم (الخميس) في مكب النفايات في محلة برج حمود. فتوجه عناصر الدفاع المدني، معززين بالآليات من مراكز متعددة، على الفور إلى موقع الحريق...".
كذلك أعلن فوج إطفاء بيروت أن "عناصره تعمل بالتعاون مع عناصر الدفاع المدني على إخماد الحريق، الذي شب في مطمر برج حمود- نهر بيروت، حائلين دون امتداد النيران، رغم الصعوبات التي تواجه الإطفائيين في عمليات الإطفاء".
وقال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، من موقع حريق مكبّ برج حمود: "كلّ النفايات تأتي إلى هنا من دون أيّ معالجة بعد انفجار مرفأ بيروت ونأمل ألا يتوسّع الحريق... وسنضع كلّ جهدنا لمعرفة أسباب الحريق وتفادي أيّ ضرر قد يلحق المواطنين".
ونشرت "النّهار" صورا ومشاهد مماثلة التقطها الزميل المصور حسن عسل من زوايا مختلفة للحريق المندلع في المطمر.
في 15 ايلول 2024، اعلنت المديرية العامة للدفاع المدني اخماد الحريق في المطمر. وقالت في بيان: "بعد مواصلة عمليات الإطفاء لثلاثة أيام على التوالي، تمكن عناصر الدفاع المدني، معززين بالآليات من مراكز متعددة وبمؤازرة طوافات تابعة للقوات الجوية في الجيش اللبناني وفوج إطفاء بيروت، في تمام الساعة 18.15 من مساء أمس السبت، من إخماد النيران التي اندلعت عند الساعة 18.05 من مساء الخميس الواقع في 12-9-2024 في مطمر النفايات في برج حمود، وتسببت بانتشار الانبعاثات السامة الناتجة عن المواد المشتعلة".
من جهته، أعلن ياسين وجود خلل في إدارة مطمر برج حمود بسبب احتراق النفايات الحديثة، موضحا أن "دخول النكاشين الى المطمر يُعتبر خطأ من إدارة المطمر، والمسؤوليات في هذا السياق مشتركة، والتحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحريق، وكشف الممارسات البيئية المتّبعة، وطريقة الطمر ومعالجة العصارة وغيرها من الإجراءات اللازمة لتجنب تكرار الحادث".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "اندلاع حرائق كبيرة في بلدات جنوبيّة لبنانيّة بعد غارات إسرائيلية" أخيراً. في الواقع الفيديو الذي يعود الى 12 ايلول 2024، يظهر حريقا كبيرا في مطمر النفايات في برج حمود، وفقا لما تم تداوله.