المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "هجوما لمسيّرة تابعة لحزب الله على مصنع في شمال اسرائيل" أخيرا، في وقت تتصاعد الهجمات بين الحزب واسرائيل.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 22 تموز 2024. ويظهر لحظة هجوم مسيرة أوكرانية على مصفاة نفط في مدينة توابسي بمنطقة كراسنودار في جنوب غرب روسيا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
29 ثانية. المشاهد تظهر طائرة صغيرة تحلق فوق موقع، بينما تعالى صوت اطلاق نار. وقد تكثف التشارك في الفيديو خلال الساعات الماضية عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "لحظة استهداف مسيرة تابعة لحزب الله مصنعا شمال فلسطين المحتلة. وأصابت هدفها بدقة".
لحظة استهداف مسيرة تابعة لحزب الله مصنعًا شمال فلسطين المحتلة. وأصابت هدفها بدقة.. pic.twitter.com/v66raoKcXd
جاء تداول الفيديو في وقت شنت إسرائيل أكبر موجة من الغارات الجوية من حيث النطاق على حزب الله اليوم الاثنين، وطالبت اللبنانيين بإخلاء المناطق التي تخزن فيها الجماعة أسلحتها، مما ينذر بشن حرب شاملة، على ما كتبت وكالة "رويترز".
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس أبيض مقتل 274 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين ونزوح آلاف العائلات من المناطق المستهدفة بالغارات الإسرائيلية العنيفة منذ صباح الاثنين.
وقال الوزير في مؤتمر صحافي إن الحصيلة الأخيرة هي "274 شهيدا بينهم 21 طفلا و39 امراة" علما أن "هناك بعض الشهداء لم يتم التعرف إليهم" إضافة إلى "1024 جريحا شاركت 27 مستشفى في استقبالهم". وأضاف "نتجمن الاعتداءات نزوح الآلاف من العائلات من مناطق الاستهداف".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مقطع فيديو نشره مكتبه اليوم الاثنين "نكثف هجماتنا في لبنان، وستستمر العمليات حتى نحقق هدفنا بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان. هذه أيام يتعين فيها على الإسرائيليين التحلي بالهدوء".
وجاءت هذه التصريحات بعدما استهدف الجيش الإسرائيلي أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع بشرق البلاد والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا.
من جهته أعلن حزب الله أنه قصف الاثنين "المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ"، وذلك "ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع".
كذلك أعلن قصف قاعدة اسرائيلية غرب طبريا ومقر عسكري "بعشرات الصواريخ". وقال في بيانين إنه قصف "المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا" و"مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف" بـ"عشرات الصواريخ".
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا الى وكالات انباء ومواقعاخبارية وحساباتعدة نشرته في 22 تموز 2024، بكونهيظهر لحظةتعرض مصفاة توابسي Tuapse للنفط المملوكة لشركة النفط الروسية العملاقة روسنفت، في مدينة توابسي الروسية، لهجوم بطائرة مسيرة أوكرانية.
وقال مسؤولون في منطقة كراسنودار، الاثنين 22 تموز 2024، إن مصفاة توابسي الروسية لتكرير النفط على ساحل البحر الأسود، والمملوكة لروسنفت، تضررت من جراء هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية الليلة الماضية (21 منه)، وفقا لتقارير اعلامية.
وذكرت الإدارة الإقليمية على تطبيق تيليغرام أن حطام طائرة مسيرة أسقطتها روسيا أدى إلى اندلاع حريق في المصفاة. وقالت السلطات "نظام كييف حاول مجددا مهاجمة منشآت مدنية في توابسي بواسطة مسيّرات"، مشيرة إلى مشاركة أكثر من مئة عنصر من فرق الإطفاء في إخماد الحريق الذي لم يؤد وفق المعلومات الأولية إلى وقوع ضحايا.
وأكد مصدر في أوساط الدفاع الأوكرانية أن مسيّرات عدة هاجمت المصفاة في مدينة توابسي بمنطقة كراسنودار في جنوب غرب روسيا ما تسبب باندلاع حريق، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
من جهته، أعلن الجيش الروسي إسقاط 80 طائرة مسيّرة أطلقتها كييف في اتجاه أراضيها خلال ليل الاحد 21 تموز 2024 وصباح الاثنين 22 منه، 47 منها في أجواء منطقة روستوف الجنوبية الحدودية مع أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع في بيان مفصّل إن "الدفاعات الجوية اعترضت 47 طائرة مسيّرة فوق منطقة روستوف ودمرتها".
وأوضح المصدر نفسه أن 17 مسيّرة أسقطت فوق بحر آزوف والبحر الأسود، وثمانٍ في أجواء منطقة كراسنودار. كذلك، اعترضت الدفاعات طائرة مسيّرة في أجواء كل من مناطق بيلغورود وفورونيج وسمولنسك، بحسب البيان.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "هجوما لمسيّرة تابعة لحزب الله على مصنع في شمال اسرائيل" أخيرا. في الواقع الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 22 تموز 2024. ويظهر لحظة هجوم مسيرة أوكرانية على مصفاة نفط في مدينة توابسي بمنطقة كراسنودار في جنوب غرب روسيا.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
