المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "حيفا في اسرائيل وهي تحترق الآن" من جراء صواريخ حزب الله.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 30 آب 2024. ويظهر نيرانا مشتعلة من جراء انفجار في محطة غاز بالمنصورة بعدن في اليمن. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
8 ثوان فقط. المشاهد الليلية تظهر نارا كبيرة مشتعلة في مكان ما. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "حيفا تحترق الآن"، وايضا "انفجارات داخل قاعدة رامات دافيد في حيفا جراء الصواريخ التي أطلقت من لبنان".
"مئات آلاف" الاسرائيليين في الملاجئ بسبب صواريخ حزب الله
تزامن تداول الفيديو مع إعلان حزب الله، الأحد 22 أيلول 2024، أنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية اسرائيلية وقاعدة جوية رئيسية قرب مدينة حيفا، بعد ساعات من إعلان الدولة العبرية شنّ غارات مكثفة على أهداف للحزب في جنوب لبنان بينها "آلاف" من القاذفات الصاروخية، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وافاد الحزب بأنه استهدف مرتين قاعدة ومطار رامات ديفيد العسكريين "بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2، وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية وأدت إلى سقوط العديد من الشهداء المدنيين".
وقاعدة رامات دافيد الواقعة على بعد نحو 45 كيلومترا من الحدود مع لبنان، هي من المواقع الأبعد التي يعلن حزب الله قصفها منذ بدء التصعيد.
من جهته، اعلنالجيش الإسرائيلي أن أكثر من مئة صاروخ أطلقت من لبنان، الأحد 22 ايلول 2024، وتعمل فرق الإطفاء على إخماد حرائق اندلعت بسبب ذلك، الامر الذي دفع "مئات الآلاف" من الإسرائيليين للاحتماء في الملاجئ وإغلاق المدارس في شمال الدولة العبرية، بعد ساعات من توجيهها ضربات جوية مكثّفة ضد أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقالت هيئة إسعاف نجمة داود الحمراء في بيان إنّ أربعة أشخاص أصيبوا بشظايا، ثلاثة منهم في منطقة مدينة حيفا شمال إسرائيل. واتخذت السلطات الإسرائيلية قرارا بإغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية في مناطق الشمال.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
وفقا لتقاريراعلامية، لقي عدد من الاشخاص حتفهم، وأصيب عدد آخر، في الانفجار في محطة غاز في شارع التسعين التابع لمديرية المنصورة في مدينة عدن جنوب اليمن.
وذكر شهود عيان ان حريقا هائلا اندلع إثر انفجار محطة غاز بمديرية المنصورة شمال مدينة عدن. واشاروا الى أن الانفجار خلّف دمارا هائلا في المحلات والمباني المجاورة.
وقالت إدارة أمن عدن في بيان أولي إن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي عدن "بلغ 18 جريحا، إصابات بعضهم بالغة". وأوضحت أن الأجهزة الأمنية طوقت مكان الانفجار وباشرت إجراء تحقيق حول أسباب الحادث.
وافادت مصادر طبية يمنية بأن "عدداً من الأشخاص لقوا حتفهم، وأصيب آخرون في انفجارينمتتاليين، الأول وقع في محطة لتعبئة الغاز في مديرية المنصورة شمال مدينة عدن، وتبعه انفجار آخر أكثر قوة لصهريج محمل بالغاز كان على مقربة من موقع الانفجار الأول، وخلّف كرة من اللهب".
أعنف غارات إسرائيلية على لبنان منذ اندلاع حرب غزة
من جهة أخرى، خلّفت مئات الغارات الإسرائيلية على أهداف لحزب الله في مناطق عديدة في لبنان، الإثنين 23 ايلول 2024، 492 قتيلا، بينهم 35 طفلا، وفقا للسلطات اللبنانية، في أعنف قصف جوي على الإطلاق يستهدف هذا البلد منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه أطلق على عمليته العسكرية ضد حزب الله اسم "سهام الشمال"، مشيرا إلى أنّها تضمّنت في يومها الأول ضرب 1600 هدف لحزب الله.
وشدّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنّ "اسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه". أما رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، فندّد بما وصفه بـ"مخطط تدميري" لبلاده، حيث وضعت المستشفيات في حالة تأهب في مواجهة تدفق المصابين، فيما أغلقت المدارس ليومين في كل لبنان (أ ف ب).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "حيفا في شمال اسرائيل وهي تحترق" من جراء صواريخ حزب الله. في الواقع الفيديو قديم، اذ يعود الى 31 آب 2024. ويظهر نيرانا مشتعلة من جراء انفجار في محطة غاز بالمنصورة في عدن باليمن.