المتداول: تصريح منسوب الى نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف لـ"سي أن أن" بأنه "لسنا مضطرين إلى الدفاع عن أحد، وقدمنا الكثير من المال والسلاح والتدريب لحزب الله. لكن إسرائيل استطاعت اختراقه، الامر الذي أدى الى نكسة كبيرة نحتاج الى وقت طويل لتعويضها".
الا أنّ هذا التصريح مختلق.
الحقيقة: بمراجعة المقابلة التي أجرتها مذيعة "سي ان ان" كريستيان أمانبور مع جواد ظريف أخيرا، يتبيّن انه لم يدلِ بهذا الكلام. وبعض مما قاله هو "اننا نعتقد أن حزب الله قادر على الدفاع عن نفسه. لقد مارس ضبط النفس عندما لم يفعل ذلك. ومن مسؤولية المجتمع الدولي أن يتدخل قبل أن يضطر حزب الله إلى تولي الدفاع عن نفسه، وربما سيخرج الوضع عن السيطرة في ذلك الوقت...".
"النّهار" دقّقت من أجلكم
منذ ساعات، ينتشر تصريح منسوب الى نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف في حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي. وجاء فيه (من دون تدخل): "مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف لـCNN: لسنا مضطرين للدفاع عن أحد لقد قدمنا الكثير من المال والسلاح والتدريب لحزب الله. لكن إسرائيل استطاعت اختراق الحزب بشكل كبير، مما أدى الى نكسة كبيرة جدا تحتاج الى وقت طويل للتعويض".
حقيقة التصريح
الا ان هذا التصريح غير صحيح، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
في الواقع، أجرت مذيعة "سي ان ان" كريستيان أمانبور مقابلة مع نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف في نيويورك أخيرا، وذلك في خضم تصعيد الضربات بين إسرائيل وحزب الله. وقد عرضتها الشبكة الأميركية، الخميس 26 ايلول2024، بينما يمكن الاستماع اليها ايضا في موقعها (التوقيت 19:54)، وقراءة نصها الكامل بالانكليزية في هذه الصفحة.
فعندما سألته أمانبور عما إذا كانت إيران ستتدخل بشكل مباشر في الصراع الحالي، أجاب جواد ظريف: "حسناً، كما لاحظتم على مدى الأشهر الـ 11 الماضية، حاول الإسرائيليون جاهدين جرّ الآخرين إلى الحرب، لأن ما حدث كان نهاية الادعاء الإسرائيلي أو الوهم بالقوة التي لا تقهر، واعتقدوا أنه، إما بزيادة العنف والفظائع وجرائم الحرب، وإما أي شيء آخر، وإما الجرائم ضد الإنسانية، يمكنهم استعادة هالة عدم القدرة على الهزيمة التي تتمتع بها إسرائيل، أو بجر الآخرين إلى الصراع، يمكنهم توسيع الحرب، وربما إدخال الولايات المتحدة، وتغيير ديناميكيات الموقف. لقد أدرك الجميع في المنطقة هذا الأمر، وحاولوا من خلال دعم الناس في غزة الذين كانوا تحت وطأة نظام الحرب الأكثر وحشية في تاريخ البشرية تجنب الوقوع في فخ الإسرائيليين".
وأضاف: "أظهر حزب الله قدرًا كبيرًا من ضبط النفس على مدى الأشهر الـ 11 الماضية. ولكن الآن تجاوز الإسرائيليون الخط الأحمر في رأيي، وهناك احتمالات كبيرة بأن تصبح الحرب أكثر صعوبة في الاحتواء. وأعتقد أن المجتمع الدولي لا بد من أن يبذل كل ما في وسعه في أقرب وقت ممكن من أجل إنهاء هذا التصعيد الأخير من جانب إسرائيل".
وردا على سؤال آخر، قال: "لقد مارست إيران ضبط النفس عندما نفذت إسرائيل عمليات عسكرية ضدها، عندما نفذت عمليات إرهابية مما أسفر عن مقتل زعيم حماس الذي كان يحضر تنصيب رئيسنا. لقد مارسنا ضبط النفس. نحن نعتقد أن حزب الله قادر على الدفاع عن نفسه. لقد مارس ضبط النفس عندما لم يفعل ذلك. إن من مسؤولية المجتمع الدولي أن يتدخل قبل أن يضطر حزب الله إلى تولي الدفاع عن نفسه، وربما سيخرج الوضع عن السيطرة في ذلك الوقت".
يشار ايضا الى انه لم نعثر على هذا التصريح المختلق على لسان جواد ظريف منشورا في اي وكالات انباء عالمية او مواقع اخبارية ذات صدقية.
حزب الله يعلن استشهاد أمينه العام حسن نصرالله
وجاء تداول التصريح الزائف لجواد ظئرف في وقت أكد حزب الله، في بيان اليوم السبت، استشهاد أمينه العام حسن نصرالله إثر غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة، بعدما أعلنت إسرائيل اغتياله في وقت سابق.
وجاء في البيان "التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عاما". وأضاف "نبارك لسماحة الأمين العام (...) نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محقّقًا أغلى أمانيه (...) شهيدًا على طريق القدس وفلسطين".
وقد أعرب جواد ظريف السبت عن تعازيه، مشيدا بنصرالله باعتباره "رمزا للنضال ضد الطغيان".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن نهج نصرالله سيتواصل رغم مقتله. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني على منصة إكس "النهج المشرف الذي سار عليه نصرالله سيتواصل وسوف تتحقق تطلعاته بتحرير القدس الشريف"، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
من جهته، قال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف إن مقتل نصرالله سيؤدي إلى "زوال" إسرائيل. ونقلت وكالة "إسنا" الإيرانية عن عارف قوله "نحذر قادة نظام الاحتلال من أن إراقة الدماء الظالمة... لا سيما دماء الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله ستؤدي إلى زوالهم".