أظهرت دراسة جديدة أن اتّباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، وعالي الدهون، و"شبيه بالكيتو" قد يرتبط بمعاناة الفرد من مستويات أعلى من الكوليسترول "الضّار"، ومضاعفة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، مثل انسداد الشرايين، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
وأكّد الأستاذ في أبحاث الطب في "مركز ستانفورد للأبحاث الوقائية" كريستوفر غاردنر، والذي أجرى تجارب سريرية على نظام كيتو الغذائي أن "هذه الدراسة تقدم مساهمة مهمة في المنشورات العلمية، وتقترح أنّ الأضرار تفوق الفوائد".
عرّف الباحثون الحميات منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون، المعروفة بـ"LCHF"، بأنها عبارة عن 45 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية التي تأتي من الدهون، و25 في المئة من الكربوهيدرات.
وعُرضت الدراسة، ، والتي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، في "نيو أورلينز" بولاية لويزيانا الأميركية، وذلك في الجلسة العلمية السنوية للكلية الأميركية لأمراض القلب مع المؤتمر العالمي لأمراض القلب.
وأكدت المؤلفة الرئيسية للدراسة لوليا لاتان أن "مبرّر دراستنا جاء من حقيقة أنّنا شهدنا مرضى في عيادتنا الخاصة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية يعانون من فرط كوليسترول الدم الحاد بعد اتّباع هذا النظام الغذائي".
وكما هو معلوم يزيد ارتفاع الكوليسترول من خطر إصابة الشخص بنوبات قلبية أو غيرها من الأمراض القلبية الوعائية الضارّة.
وتشير اياتان إلى أنه "دفعنا هذا إلى التساؤل بشأن العلاقة بين هذه الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، وعالية الدهون، ومستويات الدهون، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، برغم من أن البيانات محدودة حول هذه العلاقة".
وفي التفاصيل، قارن الباحثون حمية 305 من الأشخاص يتّبعون نظامًا غذائيًا من نوع "LCHF" بـ1،200 شخص تقريبًا يتّبعون نظامًا غذائيًا معياريًا، وذلك باستخدام معلومات صحية من قاعدة بيانات المملكة المتحدة،والتي تراقب الأشخاص لعِقد من الزمن على الأقل.
ووجد الباحثون أن من يتبع حميات "LCHF" الغذائية يتمتع بمستويات أعلى من البروتين الدهني منخفض الكثافة، والمعروف أيضًا بـ"LDL"، والكوليسترول، وصميم البروتين الشحمي "B".
كما لاحظ الباحثون أن إجمالي الدهون التي استهلكها المشاركون في نظام "LCHF" الغذائي كان أعلى من ناحية الدهون المشبعة، كما تضاعف خلالها استهلاك المصادر الحيوانية (33في المئة) مقارنةً بالمشاركين من المجموعة الضابطة (16في المئة).
وبحسب البيان، اكتشف الباحثون أنّه "بعد متوسط بلغ 11.8 عامًا من المتابعة، وبعد تعديل عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والتدخين، تمتّع الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا من نوع LCHF بمخاطر أعلى بمرتين للإصابة بمشاكل قلبية وعائية رئيسية، مثل انسداد الشرايين التي وَجَب فتحها عبر وضع الدعامات، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض الشرايين الطرفية.
ومع ذلك، أشار الباحثون في البيان إلى أنّ دراستهم "تستطيع فقط إظهار صلة بين النظام الغذائي وزيادة خطر حدوث مشاكل قلبية كبيرة، بدلاً من علاقة سببية"، وذلك لكونها دراسة قائمة على الملاحظة.
في المقابل، اختصاصية التغذية حذرت ليندساي ألين، التي لم تشارك في الدراسة، من أن العديد من الأشخاص الذين يتبعون نظام كيتو لا يوازنون الدهون بشكل مناسب. وبالتالي، لا يوجد شيء سيء بطبيعته في حمية الكيتو، طالما أنها تخص الشخص المناسب، فإن استهلاك الدهون متوازن، ويتم تدوير النظام الغذائي للسماح بمضادات الأكسدة والألياف".
ورأت أن هذه الدراسة أوضحت أن نظام كيتو الغذائي بالتأكيد ليس للجميع، وسيكون من المفيد طلب التوجيه من أحد المحترفين للتأكد من أنك مرشح جيد.