لطالما شكّلت الكربوهيدرات مصدر قلق وخوف عند كثيرين. والخطأ الشائع المتداول أن الكربوهيدرات هو عدو مريض السكري. هل في الأمر مبالغة؟ هل حقاً يجب على مريض السكري أو الذي لديه استعداد للمرض، تجنّب تناول هذه الفئة الغذائية؟ في اليوم العالمي للسكري، تشرح اختصاصية التغذية داليا حرب كل ما يجب معرفته عن الكربوهيدرات والسكري وأهمية اختيار الأنواع الصحية من دون أن تُشكّل خوفاً وقلقاً للمريض.
توضح حرب أن "الكربوهيدرات هو أساس النظام الغذائي الصحي، سواء أكنت مصابًا بداء السكري أم لا. وهي المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم. كما توفر الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات عناصر غذائية مهمة. بالرغم من ذلك فإن معظم الاشخاص الذين يعانون مرض السكري، يتجنبون استهلاك الكربوهيدرات، لاعتقادهم أنها ستؤثر على معدل السكر في الدم".
لذلك وفق حرب "قد يميل البعض إلى تناول كميات أقل منها واستبدالها بالبروتين. لكن هذا ليس حلاً، عليك أولاً أن تحرص على اختيار البروتين بالكميات التي يحتاجها جسمك وعدم استهلاك أكثر من الاحتياجات. إذ تثبت الدراسات العلمية أن تناول البروتين بكميات كبيرة على مدى طويل سيؤثر سلبًا على الكلى والكبد.
ثانياً عليك الانتباه إلى الطعام الغني بالبروتين الذي تختاره شرط أن لا يحتوي على الدهون المشبعة، لأن ذلك يشكل خطورة على صحة قلبك.
لذلك، كل ما عليك فعله إن كنتَ تعاني من مرض السكري، هو اتباع نظام غذائي صحي متوازن غني بالنشويات والبروتين والدهون الصحيّة، شرط الانتباه لنوعية وكمية النشويات.
ماذا عن كمية النشويات
تؤكد حرب أن كمية النشويات التي تحتاج إلى تناولها تعتمد على عمرك، ونوع السكري اذا كان من الأول أو الثاني، والنشاط خلال اليوم ونوع الدواء أو الأنسولين.
فإذا كنت من الذين يتناولون الأنسولين أو الدواء، فستحتاج إلى أخذ ذلك في الاعتبار عند تناول الكربوهيدرات.
أما بالنسبة لنوعية الكربوهيدرات؛
تشير الدراسات إلى أن جودة الكربوهيدرات أكثر أهمية للصحة العامة من الكمية التي تتناولها. ويتم تقييم نوعية الكربوهيدرات بالرجوع إلى مؤشر نسبة السكر في الدم
(glycemic index-GI)، الذي يساعدنا على تأثير بعض الأطعمة على نسبة السكر في الدم، فكلما كان المؤشر منخفضاً كلما كان محتوى الألياف مرتفعاً، وهذا يساعد على ضبط معدل السكر في الدم، والعكس صحيح. تساعد الألياف في الحفاظ على صحة الجهازالهضمي، والتحكم في نسبة الجلوكوز والكوليسترول في الدم.
مؤشر غلاسيمي منخفض
وعليه، تنصح حرب بتناول الكربوهيدرات عالية الجودة ذات مؤشر غلاسيمي منخفض، التي تضبط معدل السكر في الدم.
* تناول خبز القمح الكامل، الشوفان أو النخالة بدلاً من الخبز الأبيض.
* تناول الفاكهة الكاملة بدلاً من العصائر، لأن كمية الألياف تكون موجودة أكثر في الفاكهة منها في العصير.
* تناول الحبوب الكاملة، الكينوا، البرغل، الرز الأسمر بدلاً من الأبيض، والمعكرونة السمراء.
* اختيار الدهون الصحية كالمكسرات النيئة غير المملحة، البذور، الأفوكادو، زيت الزيتون والكانولا. والقليل من الدهون غير الصحية كاللحوم المصنعة والأجبان الصفراء.
* اعتمد على بدائل السكر عن طريق تناول أو استخدام العسل والدبس في الحلويات أو الحليب العادي أو الشاي أو القهوة.
* انتبه لكميات الكحول كونها تحتوي على السكر أيضًا.
أما إذا كنت تتناول الأنسولين أو أدوية أخرى لمرض السكري، ابتعد عن شرب الكحول على معدة فارغة، نظراً لأنها تزيد من احتمال حدوث نقص السكر ي في الدم.
* اختر الحليب ومشتقات الحليب غير المحلى.
كيف تؤثر الكربوهيدرات على أي مريض سكري من النوع الأول؟
تشرح اختصاصية التغذية أنه "بعد تناول الكربوهيدرات أو وجبات الطعام، يدخل الجلوكوز في الدم. وبما أن جسمك لا ينتج أي أنسولين، يجب عليك تناول الأنسولين، إما عن طريق الحقن أو المضخة. سيساعد ذلك على خفض نسبة الجلوكوز في الدم بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات.
في حين أن جسم الشخص غير المصاب بالسكري، قادر على إنتاج الأنسولين تلقائيًا للتعامل مع الجلوكوز الذي دخل الجسم.
كيف تؤثر الكربوهيدرات على أي شخص مصاب بداء السكري من النوع الثاني؟
بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني والذين قد يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فإن تقليل السعرات الحرارية التي يتناولونها يساعد على إنقاص الوزن، وكذلك اتباع الأنظمة الغذائية لفقدان الوزن وإدارة مرض السكري بما في ذلك خفض مستويات HbA1c (معدل تخزين السكر) والكوليسترول وضغط الدم بالإضافة إلى تقليل كمية أدوية السكري التي يتناولونها.
كما عليك مراجعة الطبيب بانتظام لإطلاعه على حالتك الصحية والأدوية الخاصة بك، واتباع نظام غذائي بمساعدة اختصاصية التغذية لضبط معدل السكر في الدم.