يلجأ الناس إلى وسائل وطرق طبيعية قبل أن يضطرّوا إلى تناول أدوية خافضة للكوليسترول. يوماً بعد يوم تتكشّف قوة الأطعمة وفعاليتها في محاربة الأمراض والوقاية منها، فللتغذية السليمة دور مهم في مواجهة الأمراض المزمنة.
يشارك الطبيب وخبير التغذية الدكتور مايكل مولسي أسراره لتحسين الصحة النفسية والجسدية. ويؤكّد أنه لخفض مستوى الكوليسترول السيّئ في الدم عليك تناول هذا الخضار، ولن تتوقّع أنّ ذلك السرّ يكمن في "الطماطم".
نعلم جيداً أن المستويات العالية من الكوليسترول السيّئ تؤدّي إلى مشاكل صحّية خطيرة. وإن كان هناك العديد من العوامل التي تسهم في زيادة مستويات الكوليسترول، ففي المقابل هناك فاكهة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابيّ.
في الواقع، تتميّز الطماطم بغناها بالمعادن مثل الفيتامين سي، البوتاسيوم، وحمض الفوليك، ولكنّ هناك مركّباً واحداً يساعد في محاربة الكوليسترول، وفق ما نشر موقع Topsante.
ما الذي يجعل الطماطم مفيدة ضدّ الكوليسترول السيّئ؟
الطماطم مفيدة في مكافحة الكوليسترول لأنها تحتوي على الليكوبين، وهو صبغة حمراء تتميّز بخصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات. يساعد الليكوبين على تقليل مستوى الكوليسترول السيّئ في الدم من خلال منع امتصاصه من الأمعاء. ويُعدّ الكوليسترول السيّئ مسؤولاً عن انسداد الشرايين، ويزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحّية مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية.
في المقابل، يساعد الليكوبين على ارتفاع مستوى الكوليسترول الجيّد ما يقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
في تحليل حديث لستّ دراسات، توصّل الباحثون إلى أنّ تناول كوب أو كوب ونصف من عصير الطماطم يومياً لمدّة ستة أسابيع قد يقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وفق ما يشير إليه مولسي. بالإضافة إلى ذلك، إنّ الأشخاص الذين شربوا عصير الطماطم انخفض لديهم مستوى الكوليسترول السيّئ مقابل ارتفاع مستوى الكوليسترول الجيّد.
ويشرح مولسي أنّ شرب عصير الطماطم قد يكون وسيلة أفضل لمساعدة الجسم على التعافي بعد ممارسة التمارين الرياضية المكثّفة. وفي التفاصيل، طلب الباحثون من 15 رياضياً لمدّة شهرين تناول مشروب طاقة أو عصير الطماطم أثناء الجلسات المكثفة وبعدها. ووجدوا أنّ الأشخاص الذين شربوا عصير الطماطم أظهروا تحسّناً في تعافي العضلات وانخفاضاً في علامات الالتهابات في الدم.
الطماطم المطبوخة هي الأفضل: كيف؟
في السلطة، في الحساء أو في الصلصة، يمكن تناول الطماطم بطرق عديدة. لكن هل تعلم أنّ الطماطم المطبوخة هي الأفضل. يشرح موسلي قائلاً: "إنّ الحرارة تكسر جدران الخلايا السميكة للطماطم، ما يسهّل على الجسم الوصول إلى الليكوبين والمركّبات الأخرى الموجودة فيها. وهذا يعني أنّ صلصة الطماطم المصنوعة من الطماطم الطازجة أو المعلّبة وحتّى الكاتشاب يمكن أن توفّر في الواقع كمّية من الليكوبين أكثر من الطماطم الطازجة".
كذلك يبقى علينا أن نعرف أنّ الطماطم ليست الدواء السحريّ ضدّ الكوليسترول، ويجب أن تكون مرتبطة بنظام غذائيّ صحّي مع ممارسة نشاط بدنيّ منتظم لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.