توصلت دراسة حديثة إلى أن نظاماً غذائياً غنياً بالفواكه والخضروات والصويا من شأنه أن يقلل الاضطرابات المرتبطة بمرحلة انقطاع الطمث. هذه المرحلة الصعبة والمزعجة التي ترافق النساء، يمكن التعامل معها بطريقة مختلفة والتخفيف من عوارضها. كيف؟
أظهرت هذه الدراسة الصغيرة التي أجرتها جامعة جورج واشنطن، أن بعض الأطعمة يمكن أن تخفف من هذه العوارض التي ترافق المرأة في مرحلة انقطاع الطمث،والأهم كشفت أن النظام الغذائي لا يساعد فقط على خسارة الوزن، وإنما يلعب دوراً في مواجهة العوارض المزعجة مثل الهبات الساخنة، هشاشة العظام والاكتئاب، وفق ما نشر موقع Topsante.
وفي التفاصيل، اختار الباحثون 84 امرأة بعد انقطاع الطمث تتراوح أعمارهن بين 40 إلى 65 عامًا، ويعانين من هبّات ساخنة متوسطة إلى شديدة مرتين على الأقل يوميًا. واتبع نصفهن نظامًا غذائيًا نباتيًا قليل الدهون يتضمن كوبًا واحدًا من الصويا المطبوخ (نحو 90 غرامًا) يوميًا.
أما النصف الآخر فلم يغيّر أي شيء في نظامهن الغذائي. خلال فترة 12 أسبوعًا، تم استخدام تطبيق للهاتف المحمول لتسجيل الهبّات الساخنة (التكرار والشدة)، وتم تقييم الأعراض الحركية الوعائية والنفسية الاجتماعية والجسدية والجنسية باستخدام استبيان جودة الحياة الخاص بانقطاع الطمث.
وأظهرت النتائج أن في مجموعة "النظام الغذائي النباتي قليل الدسم"، انخفضت الهبّات الساخنة المتوسطة إلى الشديدة بنسبة 88 في المئة مقارنة بـ 34 في المئة في المجموعة الضابطة. وفي نهاية الأسبوع الـ 12، لم تعد النساء في المجموعة النباتية يعانين من أي هبّات ساخنة.
ويُعلّق البروفيسور نيل بارنارد، المؤلف الرئيسي للدراسة على هذه النتائج الجديدة قائلاً: "إلى أن تغيير النظام الغذائي عند انقطاع الطمث يجب أن يعتبر علاج الخط الأول للأعراض الحركية الوعائية المزعجة، بما في ذلك التعرّق الليلي والهبّات الساخنة".
ما هي هذه الأطعمة؟
1- الكينوا
تعتبر الكينوا غنية بالبروتين النباني ومصدرًا أساسيًّا للنساء بعد انقطاع الطمث واللواتي لا يستهلكن ما يكفي من البروتين. ويقول اختصاصي التغذية رافائيل غرمان إنه "غالباً تعاني النساء في مرحلة انقطاع الطمث من نقص في البروتين، لأنهن ينفرن من اللحوم وخاصة اللحوم الحمراء. في المقابل، تلجأ النساء إلى تعويض البروتينات بالكربوهيدرات التي تؤثر على الوزن".
2- الشوفان
الشوفان من الأطعمة الجيدة للنساء في مرحلة انقطاع الطمث، بفضل الألياف القابلة للذوبان والبيتا غلوكان التي تغلف الدهون والكربوهيدرات وتحدّ من آثار نسبة السكر في الدم بعد الوجبات، كما يقول اختصاصي التغذية. إن الاضطرابات الأيضية (الكوليسترول والسكري وارتفاع السكر في الدم) لدى النساء عند انقطاع الطمث تشبه في الواقع تلك التي يعاني منها الرجال.
3- الخبز الكامل
يترافق انقطاع الطمث مع مشاكل في الإمساك مرتبطة بالتغييرات الهرمونية. لذلك من المهم تناول الألياف، ويعدّ حبوب الخبز الكاملة غنية بالألياف، وبالتالي يمكن تناول الألياف من دون تغيير هذه العادة.
4- الفستق الحلبي
الفستق الحلبي مثل اللوز غني بالبروتين، وخاصة البروتينات الكاملة والألياف، وتعتبر وجبة خفيفة لمن يتفادى تناول المقرمشات بين الوجبات.
وغالباً ما يؤدي الهبوط الهرموني إلى الرغبة الشديدة في تناول السكر، لذلك يمكن أن يكون الفستق الحلبي خياراً جيداً لأنه غني بالدهون النباتية الصحية التي تساعد على ترطيب الجلد خصوصاً أن فترة الطمث تُسبب جفافاً.
5- الأجبان
تعاني النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث أو انقطاع الطمث من مشكلة التكلس مع زيادة هشاشة العظام. وعليه، تعتبر الأجبان مصدرًا جيدًا للكالسيوم الذي يتم امتصاصه جيدًا. يوصي بتناول حصة من الجبن (30 غرامًا) يوميًا، مع تنويع في الجبن.