النهار

فشل في خسارة الوزن: ماذا لو كانت الموادّ الكيميائيّة هي السبب؟
المصدر: النهار
فشل في خسارة الوزن: ماذا لو كانت الموادّ الكيميائيّة هي السبب؟
خطر السمنة.
A+   A-
 
عالم السمنة وعوامله وسلوكيات الناس تفتح أفاقاً واسعة حول اسئلة كثيرة تتمحور جميعها حول خسارة الوزن والتفاوت بين تجاوب شخص وآخر. أسباب كثيرة قد تلعب دوراً في خسارة الوزن أو عدمه، وبعضها قد يساعد فعلاً في معالجة هذه المشكلة، فماذا تعرف عن المواد الكيميائية التي قد تمنعك من إنقاص وزنك؟
 
عندما يلجأ بعض الأشخاص إلى عيادات معالجة السمنة، تكون النصيحة الأولى تغيير مستويات الأكل والنشاط. وبرغم من إلتزامهم بهذه القواعد الأساسية إلّا أنهم لا يفقدون الوزن.
 
ومن أحد التفسيرات المحتملة لعدم القدرة على خسارة الوزن الزائد يتمثّل في التغييرات الأيضية الناجمة عن التعرض للمواد السامة المسببة للسمنة.
وتشرح اختصاصية التغذية هلا حسين القعقور ما يجري عندما يتعرّض الجسم لهذه السموم أننا "نواجه اختلالات في الغدد الصماء، إذ تؤثر المواد الكيميائية على الوظيفة الطبيعية للهرمونات ما يؤدي إلى اضطرابات التمثيل الغذائي. بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان".
 
كيف تعمل الموادّ الكيميائيّة المسبّبة للسمنة؟
 
تشير القعقور إلى أنّ المواد الكيميائية تؤثر بطرق عديدة على الجسم وأبرزها:
 
1- زيادة الخلايا الدهنية: تحفّز الجسم على انتاج خلايا دهنية جديدة. في بعض الحالات، قد تكون الخلايا الجديدة كبيرة بشكل غير عاديّ، وتُسبّب تراكماً للمزيد من الدهون في الجسم، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة الوزن.
 
2- خفض معدل حرق الدهون في الجسم: من خلال تعطيل الطريقة المعتادة التي تعمل بها الخلايا الدهنية بحيث لا تتمكن من إطلاق الدهون المخزنة. إذا لم يتمكن جسمك من الوصول إلى الدهون لاستخدامها كطاقة ، فلن تنخفض مخازن الدهون أبداً!
 
3- تغيير الشهية: تؤثر مسببات السمنة على منطقة ما تحت المهاد، وهو الجزء من الدماغ الذي يتحكم في الشهية.
 
يفرز ما تحت المهاد هرمونات تشير إلى الجوع وهرمونات أخرى تخبرك عندما تشعر بالشبع. لذا، فعندما يتعرض جسمك لهذه المواد السامة، تعاني من خلل في هذه العمليّة ويزيد شعورك بالجوع وعدم التوقف عند تناول الطعام حتى لو لم تعد جائعاً.
 
4- زيادة الالتهابات في الجسم: الأمر الذي يؤدّي الى زيادة خطر الإصابات بالأمراض المزمنة.
 

أين نجد الموادّ الكيميائيّة؟
 
من جهة أخرى، تتحدث القعقور عن أنواع المواد الكيميائية المسبّبة للسمنة وأبرز مصادرها.
 
1- البيسفينول: يوجد في بطانة علب الألمنيوم، وبعض الإيصالات الورقية (تلك المغطاة بالبلاستيك)، وحاويات الطعام والشراب.
 
2- الفثالات: توجد في مستحضرات التجميل والشامبو والصابون وبخاخ الشعر وأغلفة الطعام.
 
3- مواد البيرفلوروألكيل: الموجودة في القدور والمقالي غير اللاصقة، وبعض السجّاد والمفروشات، وأكياس الفشار التي تُستخدم في الميكروويف.

كيف تقلّل من مخاطر هذه الموادّ؟
 
توضح اختصاصية التغذية أنّه "يمكن للجلد أن يمتصّ بعض المنتجات المستخدمة، وبالتالي يزيد من خطر السمنة. على سبيل المثال قد تحتوي مستحضرات التجميل والمرطبات والشامبو على موادّ سامة حيث تقوم بدورها بزيادة غير طبيعية في الوزن وآثار صحية سلبية بما في ذلك السرطان.
 
 
لذلك تنصح القعقور باتّخاذ بعض التدابير الصحية للتقليل من مخاطر المواد السامة المسببة للسمنة وأهمها:
 
- الحدّ من تناول الأطعمة المعلبة أو المصنعة: التي تحتوي على إضافات صناعية ومواد حافظة وملوّنات طعام والسكريات المضافة.
 
- تناول الأطعمة العضوية الكاملة والطازجة بدلاً من تلك المعدلة وراثيّاً.
 
- التقليل من تناول الوجبات السريعة والجاهزة: غالباً ما تتمّ معالجة الأغلفة والحاويات باستخدام هذه المواد السامة.
 
- الإكثار من شرب المياه الغنية بالمعادن.
 
- استخدام مستحضرات التجميل الطبيعية والعضوية وتجنّب تلك التي تحتوي على مادة الفثالات.
 
 
 
- تجنب استخدام العبوات البلاستيكية وعدم إعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
 
- التحقق من قوائم المكوّنات الموجودة على عناصر العناية الشخصية، وتجنُّب تلك التي تحتوي على "الفلور" على الملصق.
 
- تجنُّب المنتجات المعطرة مثل معطرات الجو ومنعمات الأقمشة: هذه المنتجات تحتوي على الفثالات.
 
- استخدام الأوعية الزجاجية أو الألومنيوم لتخزين الأطعمة والمشروبات.
 
- عدم وضع الأوعية البلاستيكية في الميكروويف أو غسلها في غسالة الأطباق.
 
- استخدام أواني الطبخ المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الحديد بدلًا من المقالي غير اللاصقة.
 
- تهوئة البيت لبضع دقائق كلّ يوم.
 
- إزالة الأحذية عند دخول المنزل لتجنّب جلب الملوّثات إلى الجزء السفليّ من الأحذية.
 
- استخدام الخلّ والصابون العادي وصودا الخبز لتنظيف المنزل أو البحث عن منتجات التنظيف الخالية من السموم.

مع القليل من العناية الإضافية، يعتبر تجنّب التعرّض للمواد المسببة للسمنة خطوة أساسية في إدارة صحتنا وعافيتنا بشكل عام وتحقيق وزن صحّي وتغييرات إيجابية أخرى. و لا تنسى أنّ التقليل من هذه المواد الكيميائية مهما كان بسيطاً يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في الصحة.

اقرأ في النهار Premium