الأرجح أن كثيرين منا يعرفون أنه على رغم الالتزام التام بحمية طبية مضبوطة للسيطرة على السمنة، فإن وزن الجسم قد لا ينخفض، بل قد تضاف إليه بضعة كيلوغرامات! وعلى نحوٍ مماثل، هناك مشكلات الأمعاء التي لا يظهر سبب واضح لها؛ وكذلك الحال بالنسبة إلى ظاهرة مقاومة الأنسولين Insulin Resistance حينما تسد الخلايا أبوابها أمام الأنسولين فلا يدخل إليها ليحرق السكر] وانحباس السوائل في الجسم وغيرها.
ولكن، قد يوجد حل، ولو نسبياً، لتلك المشكلات كلها إذا حاولنا التعامل مع ظاهرة التحسّس الغذائي Food Sensitivity لكن قلّةً منا يعطونها الاهتمام الكافي.
حل بسيط وتنبّه كبير
وفي الواقع عبر فحص بسيط في الدم، يمكن إيجاد الحلول الفاعلة لتلك المشكلات مع التنبّه إلى ضرورة التقيّد بالإرشادات. وتشدد الاختصاصية في علم التغذية شيرمين بحوث، على ذلك الأمر الذي قد يبدو مفاجئاً بالنسبة إلى كثيرين. وكذلك تشير إلى أن من يعانون هذه المشكلات قد يصلون إلى حياة أفضل عبر اكتشاف الأطعمة التي تتحسّس أجسادهم منها.
البداية من التشخيص
تُعرَّف حالة التحسّس الغذائي بأنها عدم تقبُّل الجسم أطعمة معينة.
وتميّز بحوث بين التحسّس الغذائي والحساسية الغذائية. ففي الأولى، قد لا تظهر آثار مباشرة خطيرة ومقلقة، إلا أنه تترافق مع مشكلات تشمل انحباس السوائل في الجسم أو اضطرابات في الأمعاء، أو مقاومة الأنسولين أو عدم القدرة على خفض الوزن رغم الحمية. وفي هذه الحالة يجرى فحص لنوع من الأجسام المناعية تسمّى "آي جي جي" IGG، يمتاز بدقة عالية ويظهر الأطعمة التي يتحسّس منها الجسم، وبالتالي، فإنها تؤدي إلى ردة فعل التهابية على المدى البعيد، تترافق مع عمل جهاز المناعة بطريقة غير صحيحة ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول أو مقاومة الأنسولين أو مشكلات في الأمعاء أو ارتجاع في المريء أو تكدس فائض للدهون.
ولنتنبّه أيضاً إلى أن لكل جسم ردة فعل مناعية مختلفة، خصوصاً على المدى الطويل، في حالة التحسّس الغذائي.
في المقابل، تترافق الحساسية الغذائية مع ردة فعل تحسّسية مناعية آنية، تتفاوت حدتها بين الأشخاص، وتؤدي إلى أعراض متنوعة قد يستدعي بعضها دخول المستشفى. وفي هذه الحالة، يجرى فحص دم لتقصّي الأجسام المناعية من نوع "آي جي إي" IGE التي تشكل جزءاً من ردّة الفعل التحسّسية المباشرة.
الفحص سلاح بيد... من؟
تتمثل الشريحة الأكثر استفادة من فحص التحسّس الغذائي في من يعانون ظاهرة مقاومة الأنسولين أو تراكم الشحوم على الكبد أو مشكلات في الأمعاء أو صعوبات في خفض الوزن رغم الالتزام بالحمية، أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول وغيرها، وينطبق الوصف نفسه على الإناث ممن يعانين تكيّسات على المبيض.
وتوضح الاختصاصية بحوث أن فاعلية الفحص تلامس 70 في المئة فيما قد "تلتبس" أرقام الفحص مع التوتر، الذي يرفعها أيضاً في قرابة 30 في المئة من الحالات.
وفي الوقت نفسه، تساعد الأسئلة التي تُطرح على الشخص في تحديد وجود مشكلات طبية أخرى لديه يجب حلها.
الالتزام الطويل الأمد
تعتمد مسألة الالتزام بما يظهره فحص التحسّس على سبب الاضطراب لدى كل شخص. وحينما لا يشكو الشخص من مرض، وتنحصر مشكلته في زيادة الوزن، تتغير نتيجة الفحص مع الوقت ما يتيح لاحقاً العمل على إدخال الأطعمة الإشكالية تدريجاً مع مراقبة ردة الفعل. وإذا تأقلم الشخص مع الأطعمة ولم تحدث ردة فعل مناعية مديدة لديه، فقد تسير المشكلة على طريق الحل.
ولكن، قد يُضطر من يعاني مقاومة الأنسولين مثلاً، إلى الامتناع عن تناول النشويات، مع وجود تفاوتات في الأنواع الممنوعة بين شخص وآخر.
ابحث عن المال!
تصل كلفة فحص التحسّس الغذائي إلى 100 دولار، ويجب وضع معدل الاستفادة منها في الميزان أيضاً. وكذلك يترافق الفحص مع معاينة طبية وحمية ومتابعة، إضافة إلى فحوص لمستويات الدهون في الجسم، ومدى وجود شحوم على الكبد أو غيرها. وبالاستناد إلى الفحص، يمكن تناول تفاصيل تحديد الأطعمة، إضافة إلى الإرشادات العامة التي تنطبق على الحالات كلها.
ما الأطعمة التي قد تسبب التحسّس الغذائي؟
- القمح
- الألبان والأجبان
- البيض
- الثوم
- البصل
- البروكولي
تفاصيل عن الفحص
في تفاصيل الفحص يبرز أن عينة من الدم تؤخذ من المريض ثم تُرسَل إلى مختبر في ألمانيا، وتصدر النتيجة بعد أربعة أيام تقريباً. واستناداً إلى الفحص، يُصار إلى معرفة الأطعمة التي يجب تجنبها أو تناولها بشكل محدود أو التهامها من دون مشاكل.
وبحسب بحوث، تتمثل البدائل دائماً من الطهو المنزلي ما يخفض المشكلات التي قد يواجهها بعض الأشخاص. وبالطبع، تتفاوت حدّة التحسّس الغذائي بين شخص وآخر.