مع بدء العام الدراسي، يتطلّع العديد من الأهل إلى تأمين طعام أطفالهم المدرسي ليكون صحياً ومغذّياً، لكنّهم يغفلون عن الطعام غير الصحّي في بعض الكافيتريات، ويقعون تحت طائلة تأثيره السلبيّ على صحّة الطفل ونموّه. لذلك كان من المهّم الانتباه إلى نوعية ومصدر الطعام الذي يُقدّم لأطفالنا.
في هذا الصدد، وتزامناً مع العودة المدرسيّة، تحدّثنا إلى الاختصاصيّة في التغذية داليا حرب للإضاءة على فوائد الوجبات المعدّة منزليّاً لتأمين تغذيّة صحيّة للتلاميذ.
شدّدت حرب على أهمّية وجود أطعمة غنيّة بالعناصر الغذائيّة التي تزوّد الطفل بالفيتامينات والمعادن الأساسيّة في وجبة الفطور، ودعت إلى الابتعاد عن الأطعمة المعلّبة والمصنّعة، التي تحتوي على الكثير من الملح والسكّر والدّهون المشبعة. وأشارت إلى أنّ من الأفضل تقسيم الوجبات بطريقة تؤمّن كلّ احتياجات جسم الطفل، وذلك على مدار أيام الأسبوع، ليحصل التلميذ في يومين على غداء غنّي بالدجاج قليل الدسم، وفي يومين على السمك أو المأكولات البحرية، وفي يومين آخرين يحصل على الحبوب، فيما يكون اليوم الأخير مخصّصاً لغداء غنيّ باللحم.
بعض النصائح للتغذية الصحية أثناء العودة:
-أولاً، ينبغي ملء نصف طبق التلميذ بالفواكه أو الخضار الملوّنة، وربعه بالحبوب الكاملة، والربع الأخير بالبروتينات الصحيّة.
وتشير حرب إلى أنّ "العديد من الدراسات العلمية أثبتت التداعيات السلبية لتجاوز وجبة الفطور على الأداء الأكاديمي للطفل".
إليكم بعض الأفكار لإفطار سريع وصحيّ:
-يمكن تناول كوب من الزبادي أو الحليب مع بعض الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، مرفقاً بفواكه. ومن الأفضل الابتعاد عن الحبوب التي تحتوي على سكّريات زائدة.
- ويمكن تناول قطعة من خبز القمح أو توست القمح، مع قطع من الجبنة البيضاء أو اللبنة أو البيض المسلوق، بالإضافة إلى خضار وزيادة عنصر من الدّهون الصحيّة كالبذور أو زيت الزيتون.
وجبات سريعة وصحية
لا شكّ في أنّ معظم الأطفال يتّجهون نحو طعام الكافتيريا غير الصحيّ بمعظمه. وفي هذا السياق، تؤكّد حرب أنّ من الأفضل تزويد الطفل بوجبة سريعة وغنيّة بالعناصر الغذائية، تتضمّن الفاكهة أو الخضار، أو حتى إعدادها بطريقة صحيّة.
إليكم بعض الأفكار لوجبات سريعة:
-شرائح التفاح مع زبدة الفول السوداني
-نصف كوب من الحمص بالطحينة مع جزر أو خيار
-ربع كوب من بذور عباد الشمس أو المكسّرات
-ربع كوب من المشمش المجفّف
-كرز، أو زبيب (من دون سكّر مضاف)
-جبنة بيضاء أو زبادي يونانيّ مع فواكه كالعنب
-التوت الأزرق أو الفراولة
- قطعة خبز صغيرة من القمح الكامل مدهونة بزبدة الفول السوداني.
وفي ما يخصّ نشاطات ما بعد المدرسة، تؤكّد حرب أنّه يجب تزويد الطفل بالطاقة الكافية لتجنّب شعوره بالجوع الشديد قبل حلول موعد العشاء. ومن هنا، تكمن أهمية الوجبات الخفيفة، إذ إنّها تخفّف من حدّة الجوع بين الوجبات الكبيرة.
وأضافت حرب: "القاعدة الأساسية السهلة لتناول وجبة خفيفة هي الجمع بين طعام غنيّ بالبروتين مع طعام غنيّ بالكربوهيدرات المعقّدة، فضلاً عن دمج دهون صحيّة تهدّئ آلام الجوع، كما من الأفضل إدراج منتجات الألبان أو بدائل الألبان في معظم وجبات التلميذ".
الابتعاد عن الوجبات المشبعة والكاربوهيدرات
تثبت جميع الأبحاث العلمية خطورة المشروبات السكرية التي تعرّض الطفل لأمراض مزمنة، بالإضافة إلى الوجبات الغنية بالدهون المشبعة والكربوهيدرات السهلة قليلة الألياف؛ لذا من الأفضل تجهيز وجبات غذائية في المنزل وإرسالها مع التلميذ.
إليكم بعض النصائح لإعداد وجبة صحية:
-دمج أيّ فاكهة طازجة أو نوعين من الخضار، كالجزر، أو الخيار، أو البروكلي، أو شرائح الفلفل الحلو.
-اختيار أيّ نوع من البروتين الصحيّ كالفاصوليا، أو الإدامامي، أو المكسّرات النيّة، أو البذور، أو زبدة الفول السوداني، أو الحمص، أو اللحمة قليلة الدسم، أو شرائح الدجاج المشوي، أو البيض المسلوق.
-اختيار أنواع النشويات المعقّدة كالحبّة الكاملة (معكرونة الحبوب الكاملة، وخبز القمح الكامل، والبسكويت أو الكعك المخبوز بالقمح الكامل، والأرز البنّي، والكينوا، والشوفان المقطّع، وغيرها من الحبوب الكاملة الغنية بالألياف التي تساعد في السيطرة على الجوع والشبع لوقت أطول).
وفي المحصلة، علينا ألا ننسى أهمية النشاط البدني للطفل وممارسته لرياضة اليوغا، لكونها تزيد من نسبة حرق الدّهون ومعدّل التركيز لديه خلال اليوم، فضلآً عن شرب المياه لإعادة السوائل المفقودة خلال المهام اليومية.