عيدها المئة... سلطة السيزر الأشهر في جميع قوائم الطعام عالمياً!

 

أحد أشهر أطباق السلطة في العالم بأسره. منعشة، لذيذة، تلقى شعبية كبيرة، وتُدرج على لوائح الطعام في مختلف أنواع المطاعم، من المطاعم السريعة والشعبية حتى الفاخرة منها، كلّ على طريقته طبعاً. سلطة السيزر Caesar salad، تحتفل بقرن من الانتشار العالمي.

 

 ما أصولها؟

 

إيطالية، بحسب غالبية الروايات، إذ يُقال إنّ المهاجر الإيطالي سيزار كارديني اخترع هذا الطبق في 4 تموز 1924، في مطعمه، Caesar’s Place، في تيخوانا، المكسيك، حيث كان يكافح من أجل إطعام سكان كاليفورنيا الذين عبروا الحدود هرباً من الحظر. حينها، ألقى كارديني أوراق الخسّ الروماني وأضاف إليها المكونات المتوفرة لديه، بما في ذلك زيت بنكهة الثوم وصلصة ورسيستيرشاير والليمون والبيض وجبن البارميزان. 

 

وتعكس هذه الوصفة التخصصات الإيطالية القديمة، تشبه البينزيمونيو، وهي صلصة من زيت الزيتون وعصير الليمون تستخدم كصلصة خضار، أو باغنا كودا، وهي صلصة ساخنة من الأنشوجة والثوم من منطقة بيدمونت حيث وُلد كارديني.

 

 

 

لم يكن كارديني يميل إلى تغيير وصفته. في مقابلة عام 1987 مع نشرة هونولولو ستار، قالت ابنته روزا كارديني إن والدها كان دقيقاً جداً في إعداد سلطته. فقد استخدم فقط الأوراق الداخلية الرقيقة للخس الروماني وتركها كاملة ليلتقطها رواد المطعم بأصابعهم. وسلق البيض لمدة دقيقة واحدة قبل إضافته، ولم يستخدم الأنشوجة.

 

هناك بعض الجدل حول أصول هذه السلطة، إذ يزعم البعض أنّ الوصفة كانت في الواقع من والدة ليفيو سانتيني، أحد طهاة كارديني وزميله المهاجر الإيطالي. ويقول آخرون إنّ شقيق كارديني أليكس، هو منشئ السلطة التي صنعها من الليمون ومعجون الأنشوجة، وقد أُطلق على نسخة أليكس اسم "سلطة الطيار" لأن من المفترض أنه قدمها للطيارين من قاعدة سان دييغو.

 

 

 

لماذا انتشرت هذه السلطة؟

 

الشيف واستشاري الغذاء محمد سلهب

خلطة صلصة السيزر لا يملّ منها المتذوِّق، ولا سيما بسبب مكوّناتها الأساسية من المايونيز والأنشوجة وجبنة البارميزان، التي تضج بالنكهات القوية. وإجمالاً، الصلصات التي ترتكز على المايونيز لا تموت وتنتشر ومرغوبة جداً، وسلطة السيزر لن تموت.

 

وبحكم هذا الانتشار، خضعت سلطة السيزر لإضافات وتغييرات عالمياً، لكن بقيت صلصتها هي نفسها، فكل المطاعم تدرجها على قائمة طعامها، إذ إنّها سلطة ناجحة. وتختلف السلطة بين المطاعم باختلاف نوع الخس المستخدَم، فمنها مَن يستخدم الخس العربي ومنها الآيسبرغ ومنها الصيني، وقد تختلف نكهتها باختلاف نوعية المايونيز، أو تغييب مكوِّن الأنشوجة. وهذه التعديلات زادت من انتشارها، حتى إنّ صلصة السيزر، بسبب نجاحها الكبير، بات البعض يستخدمها كصلصة لشطيرة البرغر.

 

جميع المطاعم ذات المطبخ العالمي، وحتى المطاعم ذات المطبخ العربي التي تُدخل أطباقاً أجنبية إلى قوائمها، تدرج سلطة السيزر بشكل أساسي، بالطبع، إلى جانب كل المطاعم ذات المطابخ المكسيكية والأميركية.

 

 

الأمر استغرق بضع سنوات حتى تصل سلطة سيزر إلى الاتجاه العالمي السائد، بحسب ما قالت أستاذة الفنون الحرة ودراسات الأغذية التطبيقية في معهد الطهو الأميركي، بيث فورست. ولم تكن وصفة هذه السلطة مشهورة في كتاب "متعة الطبخ"، أحد أشهر كتب الطبخ الأميركية، حتى طبعة عام 1951. فطوال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت سلطة السيزر تُحضَّر في كثير من الأحيان بجانب المائدة، ما يضفي عليها بعض الرقيّ. وأكّدت فورست أنّ سلطة السيزر مثالية للذوق الغربي لأنها تحتوي على القوامين المفضلين لديه: المقرمشة والكريمية. يحتوي صفار البيض وجبن البارميزان أيضاً على نسبة عالية من أحماض الغلوتامات، التي تعطي السلطة الطعم الغني المالح المعروف باسم "أومامي" (umami).

 

كذلك، الاختلافات العديدة التي تتمتع بها هذه السلطة، أعطته أيضاً قوة البقاء. وقد يضيف الطهاة الدجاج أو لحم الخنزير المقدد أو السلمون، إلى السلطة، ويصنعون الصلصة من معجون الميسو أو التوفو أحياناً.

 

 

على عكس بعض أطباق القائمة الأخرى من أوائل القرن العشرين، ظلت سلطة السيزر هي المفضّلة الدائمة، إذ حوالي 35 في المئة من المطاعم الأميركية لديها سلطة سيزر في قوائمها، وفقاً لشركة تكنوميك، وهي شركة استشارية للمطاعم. وبيع ما يقرب من 43 مليون زجاجة من صلصة سلطة السيزر، أو ما قيمته 150 مليون دولار، في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، وفقاً لشركة Nielsen IQ.

 

وفيما يقول القيّمون على مطعم Caesar's الذي افتتحه كارديني في تيخوانا بعد سنوات قليلة من إطلاق سلطته، إنّ المطعم لا يزال يصنع ما يصل إلى 300 سلطة سيزر كل يوم، تخطط مدينة تيخوانا للاحتفال بالذكرى السنوية المئة لميلاد سلطة السيزر، هذا الشهر، بمهرجان للطعام والنبيذ لمدة ثلاثة أيام، وإزاحة الستار عن تمثال كارديني المؤسِّس.

 

 

إليك وصفة سلطة السيزر!

 

المكوّنات

6 شرائح أنشوجة 

فصّ ثوم صغير

ملح وفلفل

صفار بيضة كبيرة

ملعقة كبيرة من عصير الليمون

¾ ملعقة صغيرة من مستردة الديجون

 

3 ملاعق كبيرة من زيت الزيتون 

فنجان زيت نباتي

3 ملاعق كبيرة من جبنة البارميزان المبشور 

خبز محمّص

3 خس روماني  

 

طريقة التحضير:

بعد غسل الخس، اختر أوراقه الداخلية وأفردها في الطبق. ادهن الزيت والثوم على الخبز واخبزه حتى يتقرمش. وللصلصة، قطّع شرائح الأنشوجة والثوم، وأضف قليل من الملح. ضعها في وعاء واخفق صفار البيضتين مع عصير الليمون ومستردة الديجون. واخفقها تدريجاً مع زيت الزيتون والزيت النباتي حتى تصبح الصلصة سميكة. أضف إليها البارميزان المبشور والملح والفلفل.

 

ضع قلوب الخس، مع فصل الأوراق في وعاء كبير. اسكب الصلصة ورش كمية إضافية من جبن البارميزان على الخس، وانشر الخبز المحمص.