استرجع كثيرون مع هزّة فجر اليوم ذكريات مؤلمة حُفرت في ذاكرتهم، من لحظات الحرب وصولاً إلى نكبة الرابع من آب، شعر الصغير والكبير بهلع لحظة وقوعها. 40 ثانية رسمت معالم يوم الناس المتعبين.
بعد الصدمة، بدأت عوارض نفسيّة تظهر على البعض، منها الدوخة، والقلق، أو حتّى الهلع.
من اضطرابات ما بعد الصدمة، خاصّةً عند الأشخاص الذين عاشوا هذه اللحظات من قبل، القلق والخوف واسترجاع ذكريات الماضي جرّاء صدمات سابقة.
وتشرح في هذا السياق الطبيبة النفسيّة لينا بيضون في حديث مع "النهار" أنّ "الأمر الذي حدث للبنانيين زاد كآبة على حالتهم النفسيّة المتراجعة جرّاء الأوضاع المعيشيّة، بالتالي كلّ فرد يتصرّف بطريقة معيّنة ولديه نقطة ضعف تتفاقم بعد الصدمة، مثل وجع المعدة أو عدم التركيز، ناهيك عن دقّات قلب سريعة نتيجة الخوف، أو حتّى الغثيان. كما شعر كثيرون بالتداعيات النفسيّة بسبب مدّة الهزّة الأولى، فضلاً عن الارتدادات التي وضعتنا في حالة ترقّب وقلق، خاصّةً في ظلّ الاعتماد على ذاتنا عند وقوع أيّ "مصيبة".
من جهة أخرى، تلفت المعالجة النفسيّة يارا سنجب في حديث لـ"النهار" إلى أنّه "في بعض الأحيان، ترافق القلق عوارض جسدية عند الفرد مثل الدوخة، والصعوبة في التنفس، والقلق، وعلى المدى الطويل، من الممكن ارتفاع معدّل هرمون "الكورتيزول" في الجسم، وهو الهرمون الرئيسيّ المرتبط بالتوتّر والاستجابة للهروب، ويُعدّ ردّاً طبيعيّاً وقائيّاً عند الشعور بالتهديد أو الخطر، وتؤدّي زيادة مستويات "الكورتيزول" إلى الانخفاض في نظام المناعة، ويصبح جسمنا حسّاساً".
كيف نتخطّى هذه الحالة:
• يجب إعطاء جسدنا رسالة بأنّ الخطر زال، من خلال التنفّس الصحيح والسيطرة على أنفسنا.
• الحدّ من التعرّض للأخبار السيّئة، بغية عدم زيادة الضغط على أنفسنا، وتفادي المشاهد المؤذية.
• التركيز على الروتين اليوميّ، للعودة إلى حياتنا الطبيعيّة.
• تذكير أنفسنا بالإرشادات التي يجب اتّباعها، وأنّنا بتنا على علم بها في حال وقوع حادثة مماثلة.