أثارت استقالة رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن موجة جدل، حيث اعتبرها البعض ضعيفة أمام الضغوطات التي ترافق عملها، وثمّة من رأى أنّها بدأت تواجه "الاحتراق الوظيفيّ"، وعليها أن تنسحب للمحافظة على صحّتها النفسية في المقام الأوّل.
كثيرون يعانون من "الاحتراق الوظيفي" لكنهم يجهلون ما يرافقه من عواقب، فضلاً عن تأثيره على الصحّة النفسية للفرد. وقد يؤدي استمرار العمل لفترة طويلة إلى التعب على الصعيد النفسي والجسدي، ناهيك عن الشعور بالإرهاق أو الفراغ وعدم القدرة على التعامل مع الحياة اليومية، وفي حال أهملت هذه العوارض ستعاني من صعوبة في تأدية عملك.
فكيف تعلم أنك في حالة "احتراق وظيفي"، وكيف تخرج من هذه الحالة؟
بحسب دراسة جامعة "هارفرد"، مرحلة "الاحتراق الوظيفي" تكون حين تتجاوز الشروط والمطالب التي تواجهها في العمل، من حيث قدرتك على التعامل معها، وغالبًا ما يُهمل الموظفون الذين يعانون من الإجهاد، ويجد الكثيرون أنّ مغادرة مؤسسة العمل هي الحلّ الوحيد.
اسأل نفسك الأسئلة الآتية لتعلم اذا حان الوقت للتوقف:
-هل وظيفتك /صاحب العمل يساعدك أن تكون أفضل نسخة من نفسك؟
-ما مدى توافق وظيفتك/صاحب العمل مع قيمك واهتماماتك؟
-كيف يبدو مستقبلك في وظيفتك/مؤسستك؟
-هل يكلفك هذا الإرهاق من ناحية صحتك النفسية وآفاق حياتك المهنية أو حتى علاقاتك؟
من الممكن أن يؤثر الإرهاق بشكل خطير على صحتك وأدائك وآفاقك المهنية وصحتك النفسية فضلًا عن علاقاتك العائلية، فحين تحمل المشاعر السلبية إلى مكان راحتك مثل المنزل، ذلك سيخلق توتر وعدم الراحة.
فإذا كان الجواب على هذه الأسئلة يدّل على أنّه من الأفضل الاستقالة من وظيفتك، تكون قد تخطّيت المرحلة الأصعب، ومن ثمّ ابدأ من جديد متمسّكًا بشغفك، فكما يقول الكاتب البرازيلي باولو كاهلو "إذا كنت شجاعاً بما يكفي لتودّع شيئًا ما، اعلم أنّ الحياة تكافئك بترحيب أجمل."