العلاج المساند بالروائح العطرية، أو الـAromatherapy، هو استخدام الزيوت العطرية لتحسين الصحة والعافية، وقد استخدمه البشر منذ آلاف السنين.
والزيوت العطرية هي مستخلَصات نباتية عالية التركيز من أجزاء مختلفة من النباتات، بما في ذلك الزهور والجذوع والأوراق، وتُستخرج بأشكال مثل التقطير والضغط البارد.
كيف تعمل الروائح لتحسين مزاجك؟
فرح مهدي- معالِجة بالروائح
يعتبر العلاج بالزيوت العطرية من أهم العلاجات الطبيعية البعيدة عن المواد الكيميائية الضارة، شرط أن تستوفي الشروط المطلوبة، كأن تكون من مصادر موثوقة وخالية من الكحول أو من الزيوت المعدنية أو الزيوت المصنَّعة، إضافة إلى عناصر تلعب دوراً في هذا الإطار، كالتربة التي تُزرع فيها النباتات واستخدام المواد الكيميائية، فكلّها عوامل تؤثر في نوعية الزيت الذي نستخدمه، وبالتالي في فعاليتها.
ولتحسين مزاجك ونفسيتك، عليك استخدام أنواع معينة من الزيوت العطرية وبطرق مختلفة. والطريقة الأسرع والأقوى في هذا الإطار، هي طريقة الاستنشاق. فأي رائحة جميلة أو داعمة عاطفياً مثل رائحة الورد أو زهر الليمون، تحتاج لبضع ثوان لتصل إلى الدماغ لنشعر بالسعادة الفورية.
يمكن الاستفادة من فعالية الزيوت العطرية عبر دهنها على أماكن النبض بطريقة التدليك، شرط أن تكون مخفَّفة بزيت ناقل مثل زيت اللوز الحلو. فللزيوت هذه خصائص عديدة كإزالة السيلوليت، وترطيب البشرة، وسواها، نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من الفيتامينات.
أمّا طريقة الاستنشاق عبر الـdiffuser، فهي أيضاً فعالة، شرط أن يكون الموزِّعultrasonic، أي ألّا تُسخّن الزيوت، فالاستفادة منها تستوجب أن تكون باردة.
المنتجات المعطَّرة مثل الكريمات لا تعطي النتيجة نفسها، فهذه المنتجات تضاف إليها روائح غير طبيعية، إذ حتى أنّ نحو 77 في المئة من الزيوت العطرية الموجودة في الأسواق ليست ذات جودة وليست طبيعية 100 في المئة، لذا، يجب التأكّد من مصدر المنتجات هذه قبل شرائها. فإذا كانت مصنَّعة في المختبرات، فهي حتماً مشبّعة بالروائح الكيميائية السامة، مثلاً كالشموع المصنَّعة من البرافين أو المواد البترولية الضارة بالجهاز التنفسي.
أما تقنيات العلاج بالروائح، فهي: الاستنشاق، التدليك العطري، واستخدام الزيوت المخففة في الحمام.
ماذا يحصل عند استنشاق الزيوت العطرية؟
عند استنشاق هذه المواد، يحفز العلاج العطري جهازك العصبي (الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب)، وتبدأ سلسلة من ردود الفعل للإشارات إلى دماغك والاستجابات الكيميائية في جميع أنحاء الجسم. عملياً، تطلق الزيوت العطرية جزيئات صغيرة في الهواء. وعندما تستنشق زيتاً عطرياً، تنتقل تلك الجزيئات إلى أنفك، وتلاحظ خلايا خاصّةٌ في أنفك تسمّى المستقبلات الشميّة وجودَ الجزيئات. ورداً على ذلك، ترسل رسائل إلى دماغك من خلال العصب الشمّي. وتحفز هذه الرسائل النشاط في المنطقة التي تتحكّم بعواطفك وتخزين ذكرياتك في دماغك. حينها، يقوم دماغك بإفراز هرمونات مثل: السيروتونين، الأندورفين، والدوبامين، المسؤولة عن وظائف مثل المزاج والنوم والهضم. وبالتالي، تقليل القلق وتقليل إدراكك للألم.
ويوصي المعالجون بالعطور باستخدام البرغموت، الذي يقلّل من القلق، إلى جانب زيت البرتقال الحلو ذي الرائحة اللطيفة والجميلة التي تحسّن المزاج. وإذا كنت تبحث عن الاسترخاء، فإنّ زيت اليلانج مثالي!
مخاطر العلاج بالزيوت العطرية
مقابل فوائدها العديدة، تشمل الزيوت العطرية المخاطر المحتملة لاستخدامها مثل: تهيّج الجلد، التهاب الجلد، وتغيّر لون الجلد عند التعرض لأشعة الشمس. إذاً، عليك تجنّب العلاج بالروائح إذا كنت تعاني من حالات مثل الصرع والربو وبعض الأمراض الجلدية. كما على المرأة استشارة طبيبها قبل استخدام هذه الزيوت، إذا كانت حاملاً أو يمكن أن تصبح حاملاً. أيضاً، احذر استخدام العلاج بالروائح خلال تناولك الأدوية الموصوفة طبياً إذ بإمكانها التفاعل معها.
نصائح لاستخدام الزيوت العطرية
وبينما يوجد متخصصون في العلاج العطري، يمكنك أيضاً استخدام العلاج به بنفسك في المنزل، شرط أن تتعلم التقنيات المناسبة للقيام بذلك، نظراً لأنّ الزيوت الأساسية هي مواد قوية.
- خفف الزيوت العطرية قبل وضعها على بشرتك
- لا تضع الزيت العطري مباشرة على جسمك من الزجاجة
- لا تستخدم أو تخزن الزيوت العطرية بالقرب من الأماكن الحارة المكشوفة، فهي قابلة للاشتعال.
- لا تشرب الزيوت الأساسية ولا تضفها إلى الشاي أو الماء.
- احفظ الزيوت العطرية بعيداً عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة
- تأكد من إغلاق الزجاجات بإحكام
- يمكنك الاستمتاع برائحة بيت جميلة عبر استخدام الفواكه والنباتات، إذ يمكن تسخين قدر الطبخ وإضافة الماء إليه مع قشور البرتقال، والليمون، والقرنفل، وغليها.