الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

لا تهملوا التوازن بين الحياة والعمل... الصحّة النفسيّة أولويّة

المصدر: "النهار"
فرح نصور
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-

تُعدّ الصحة النفسية والعاطفية للموظف ورفاهيته في العمل، عنصراً حاسماً في مكان عمل صحّي، ولإيجاد التوازن بين العمل والحياة. فعدم راحتك في العمل تؤثر على إنتاجيتك خلال ساعة العمل، وتنعكس على جوانب حياتك الخاصة التي يفترض أن تبقى بعيدة عن تأثيرات العمل. كيف تحسّن من صحتك النفسية في مكان العمل؟ وكيف تجد التوازن بين عملك وحياتك؟


الأرقام تتحدّث

أظهر استطلاع غير رسمي على موقع LinkedIn أنّ 87 في المئة من 1,228 مشاركاً، قالوا إنّ زميلاً في العمل أو رئيس العمل أو وضع العمل المجهد، كان سبباً لأعراض جسدية مثل الصداع النصفي، الغثيان، تساقط الشعر، فقدان النوم، تغيّرات الوزن، نوبات الهلع، وغيرها. ووجدت دراسة نُشرت عام 2024 حول الحالة الذهنية في مكان العمل، أنّ ضغوط العمل أثرت سلباً على الصحة البدنية لـ77 في المئة من الموظفين، وأثّرت على العلاقات خارج العمل لـ71 في المئة منهم. في المقابل، وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة Gallup وWorkhuman في عام 2023، أنّ أقل من واحد من كلّ أربعة موظفين، شعروا بأنّ مؤسستهم تهتم برفاهيتهم. ووفق دراسة نشرها موقع Harvard business review، يطالب العمال اليوم بأكثر من مجرد الراتب، بل باحترام احتياجاتهم الصحية النفسية. وقد وجد بحث جديد أجرته شركة JAMA، أنّ زيادة المرونة الوظيفية ترتبط بانخفاض احتمالات التعرض لضائقة نفسية خطيرة وانخفاض احتمالات القلق الأسبوعي.

 
‏علامات غياب التوازن بين عملك وحياتك!

من العلامات التي تدلّ على أنّك لا تجيد التوازن بين عملك وحياتك تعارض متطلبات عملك والتزاماتك الشخصية باستمرار، وعدم قدرتك على الوفاء بالمواعيد النهائية في العمل دون الحاجة إلى العمل الإضافي، إلى جانب عدم حصولك على قسط وافر من النوم ليلاً، وغياب اعتمادك نظاماً غذائيّاً صحيّاً. ويضاف عدم توفّر متَّسع من الوقت للاسترخاء والاستمتاع بهواياتك ولقضاء وقت كافٍ مع العائلة والأصدقاء. ومن جهة أخرى، تبقى قلقاً بشأن وظيفتك عندما لا تكون في العمل، ولا تشعر بأنّك منتج في العمل، ولا تأخذ أيام إجازتك وتستخدم أيامك المرضية عندما تحتاج إليها.

العمل المرن
 
يوضح الدكتور مازن بكداش، أستاذ محاضر في جامعة الروح القدس الكسليك، ومختصّ بالتنظيم الإداري واستمرارية عمل الشركات في حديث لـ"النهار"، أنّ دراسات عديدة وحديثة أثبتت أنّ الموظف يحتاج إلى أن يعمل في نظام العمل مرناً فإنتاجيته لن تزيد إن كان دوامه من الـ8 حتى الـ5، ليشعر بمزيد من الحرية والمسؤولية عن عمله، بعد تنسيق الأهداف مع مسؤوليه، وهذا الأمر ينطبق بعد أكثر لدى الجيل الشاب الذي لا ينبغي حصره بدوام ثابت.
 
ووفق بكداش، على الشركة إيجاد مديرين تتآلف شخصياتهم مع باقي الفريق، إذ على المدير أن يحيي روح التعاون لا المنافسة السلبية بين أعضاء فريقه، بل المنافسة البنّاءة. وفي حال المشاكل بين الموظفين أو حتى المتعلقة بصحتهم النفسية، يستوجب الأمر تدخّل مسؤول الموارد البشرية مع مراقبة مباشرة عليهم، ويجب التنسيق على مستوى الإدارة لمتابعة جميع مشاكلهم خلال العمل، ودراسة حالة بحالة، لإيجاد الحلول.
 
لذلك، يجب تفعيل مهام مسؤول الموارد البشرية بكامل صلاحياته، وعدم اقتصارها على التوظيف، فهو يجب أن يتابع الموظفين ويقيّم عملهم وحالهم ‏وتطوير فريق العمل والعمل على تدريبه والحرص على توزيع الفرص بشكل عادل بين الجميع. ومن المناسب وجود معالج نفسي في الشركة تحت مسمّى متخصّص في الصحة النفسية، لدعم الموظفين في أيّ مشكلة تواجههم خلال العمل لضمان رفاهيتهم.
 
كيف تحسّن التوازن بين عملك وحياتك الخاصة؟

ينصحك الخبراء بالتالي:
-تقبّل أنه لا يوجد توازن مثالي بين العمل والحياة، أعطِ الأولوية لصحتك الجسدية والعاطفية والنفسية، خطّط لأنشطة خارج ساعات العمل، خذ فترات راحة خلال يوم العمل وأيام الإجازة، ارسم الحدود وحدّد ساعات العمل لنفسك ولزملائك، ولا تفتح الكمبيوتر المحمول للعمل ولا تتحقّق من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل خارج ساعات العمل، حتى لو كنت تقرأها للتخطيط للعمل عليها غداً، انتبه لعلامات الإرهاق لديك.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم