النهار

كيف تُحفّز هرمونات السعادة في جسدك؟
تعبيرية.
A+   A-
السعادة حالة عاطفية تعكس مستوى عالياً من الصحة العقلية أو العاطفية. وتُفهم السعادة على أنها المشاعر الإيجابية التي لدينا تجاه الآخرين والأنشطة الممتعة التي نقوم بها خلال حياتنا اليومية. المتعة والراحة والامتنان والأمل والإلهام أمثلة تزيد من مشاعرنا الإيجابية وتحرّكنا للأمام. 

في دراسة بعنوان  “A Study of Human Happiness, Health Hormones, Brain and Body Related to GreenPsycho-Chemistry” ، يرى علم النفس أنّ السعادة هي أكثر من مجرد تجربة إيجابية لمزاج جيد، فهي "تقييم الناس لحياتهم، وتشمل كلّاً من الجوانب المعرفية والإدراكية من أحكام الرضى والتقييمات العاطفية للحالات المزاجية والعواطف".

البحث النفسي عن السعادة مهم لأنها لا ترتبط فقط بتحسن الصحة البدنية وطول العمر، لكنّها أيضاً أولوية للناس في جميع أنحاء العالم، لا بل أهم من عيش حياة ذات معنى أو كسب الكثير من المال.

كيف توصف السعادة علمياً وما الهرمونات المسؤولة عنها؟

في البيولوجيا العصبية للسعادة، جميع المشاعر الإنسانية هي وظائف يتم إنتاجها في الدماغ، إذ يتم الاتصال بين الخلايا العصبية عبر ناقلات كيميائية هي الناقلات العصبية، ما قد يدفع إلى الزعم بأنّ الأفراد يولدون بتركيبة وراثية تجعلهم إما سعداء "جداً" أو بشكل معقول، أو عدم راضين دائماً.

أمّا في الكيمياء العصبية للسعادة، فتشارك العديد من الناقلات العصبية في عملية إنتاج السعادة، بالإضافة إلى العديد من الهرمونات التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر. والهرمونات هي مواد كيميائية مسؤولة عن الوظائف الفيزيولوجية داخل الجسم، وتؤثر على العواطف، المشاعر، والصحة النفسية.


الهرمونات الأربعة المسؤولة عن السعادة هي: 

- السيروتونين
مسؤول عن الثقة بالنفس أولاً، وعن تحسين نوعية النوم، وله تأثير مهدئ، يعدّل المزاج، يمنع الاكتئاب، له دور مهم في تنظيم الدورة الشهرية عند النساء وفي الشعور بالثقة واحترام الذات، ونقصه يسبّب الأرق، واضطراب المزاج، والحزن والاكتئاب والسلوك العدواني واضطرابات الأكل.

- الدوبامين
يُعرف بـ"مادة المتعة الكيميائية"، ويتم إطلاقه مثلاً خلال تناول الطعام أو تعاطي المخدرات أو ممارسة الجنس، ويشارك في التحفيز، صنع القرار، الانتباه، الذاكرة العاملة والتعلم، و المكافأة والنشاط الحركي، وله دور في مرض باركنسون والإدمان والفصام وغيرها الاضطرابات العصبية النفسية.

- الأوكسيتوسين
هرمون يرتبط ارتباطاً مباشراً بالترابط البشري ويُشار إليه بـ"هرمون الحب" لأن مستوياته ترتفع أثناء إرضاع الطفل، أو ملامسة الجلد للجلد، أو الجماع، أو النشوة الجنسية أو المعانقة أو التقبيل. كذلك، يساعد على الشعور بالرضى، وانخفاضه يؤدي إلى الاكتئاب والضعف وزيادة الخوف والقلق واضطرابات النوم والرغبة في تناول السكر.

- الأندورفين
مسكّن ألم طبيعي للجسم يفرزه الجسم استجابةً للتوتر أو عدم الراحة، وتزيد مستوياته عند القيام بأنشطة منتجة للمكافأة مثل تناول الطعام أو ممارسة التمارين الرياضية أو ممارسة الجنس.
 
 
هرمونات السعادة قد تتعرّض للخلل... ما هي طرق الحفاظ عليها؟
 
تشرح الدكتورة كارول سعادة رياشي، اختصاصية في الغدد الصماء والسكري والدهنيات وأستاذة محاضرة في جامعة القديس يوسف في حديث لـ"النهار"، أنّ هناك هرمونات كثيرة يتم وزنها في الدم مثل هرمون الغدة الدرقية وهرمون الغدة النخامية وهرمون الغدة الكظرية، إن كانت تعاني من أي خلل وتُعطى العلاج اللازم. أمّا بالنسبة إلى هرمونات السعادة، فالأمر مختلف، فهي هرمونات لا تُزان في الدم أي إنّها غير قابلة للفحص، ولا يزال الأمر قيد الأبحاث. والمعالج النفسي يشخص حالة أي خلل بهرمون السعادة سريرياً.

لذلك، وبشكل وقائي، من أجل الحفاظ على هرمونات السعادة، على الفرد أن يعيش حياة صحية ويتناول طعاماً صحياً، وينام جيداً وألّا يتعرّض للسمنة، ويمارس الرياضة. لكن إذا ما أصاب هذه الهرمونات أي خلل، فلن تفيد هذه الخطوات، وهناك أسباب لهذا الخلل مثل العامل الوراثي، إذ إنّ بعض العائلات يتوارث فيها الاكتئاب من الآباء إلى الأبناء ومن الأمهات إلى البنات بسبب العامل الجيني. ومن الأسباب أيضاً، وقوع أحداث صعبة في حياة الشخص مثل الطلاق والفقد وعيش حالة وفاة وغيرها. وفي حالات نادرة، قد يكون السبب بعض الأمراض العضوية. 

- لتحفيز السيروتونين، مارس التأمّل، تنزّه في الطبيعة، التقِ بأشخاص تحبّهم، وتفاعل اجتماعياً بشكل إيجابي، وتناول الشوكولاته الداكنة، ومارس كل ما يشعرك بالفرح ويرفع من معنوياتك ومزاجك.  

- لتحفيز الأوكسيتوسين، عليك بالترابط العاطفي أو الحميم أو مداعبة مَن تحب، أو مشاهدة فيلم وأنت مستلقٍ في أجواء دافئة، أو أن تحظى بجلسة تدليك.

- لتحفيز الدوبامين، مارس الرياضة، وتبنَّ أهدافاً وتحديات صغيرة جديدة واتّخذ خطوات صغيرة نحوه كل يوم وكلّما حققت خطوة قم باحتفالية صغيرة للمناسبة.

- لتحفيز الأندورفين، اضحك، العب، مارس هواياتك ورياضتك المفضّلة، ارقص، وقم بكل ما يشعرك بالسرور.


وهناك نشاطات تحفّز جميع هذه الهرمونات، كممارسة الرياضة، الطهو ومشاركة وجبة لذيذة مع شخص تحبّه والنوم جيداً والمشي لعشرين دقيقة والتفاعل الاجتماعي والحصول على تدليك لجسمك.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium