النهار

كيف يقضي طفلك إجازة صيفية مثمرة؟
إجازة صيفية ممتعة للأطفال.
A+   A-
ينتظر الأطفال العطلة الصيفية بفارغ الصبر ليتخلّصوا من المدرسة ويستمتعوا بوقتهم. إلّا أنّ قضاء العطلة الصيفية لا ينبغي أن يقتصر على الترفيه فقط، وهو أمر يجب أن ينتبه إليه الأهالي كثيراً، رغم أنّ جزءاً منهم لا يقدّمون حتى الترفيه لأطفالهم خلال هذه العطلة. فهناك جوانب عديدة يجب الاهتمام بها لدى الطفل لقضاء عطلة صيفية مثمرة من الناحية النفسية والذهنية والجسدية والمعنوية.

الدكتور أنطوان شرتوني - متخصص بالعلاج النفسي للأطفال

على الطفل أن ينعم بعطلة صيفية مثمرة على مختلف المستويات، وذلك ببرنامج شامل على الأهل وضعه له من الاثنين حتى الأحد وأن يكون منظَّماً بالتوقيت. فالولد بحاجه لإطار ليسير وفقه، وإلّا فسيشعر بالضياع والملل وسيكون شديد الحركة ولن يعرف ماذا عليه أن يفعل وعندها يصيبه الضياع ويتملّكه نوع من التوتر.
حتى لو كان الولد مسجَّلاً في نشاطات صيفية، يجب أن يكون له برنامج منظَّم للوقت الباقي من اليوم عندما يعود إلى المنزل. وتفكير الأهل في ترك الولد لراحته ليفعل ما يشاء صيفاً، هو أمر خاطئ.
 
 


على البرنامج الصيفي للطفل أن يشمل ثلاثة جوانب:
- النشاطات التربوية الأكاديمية المتعلقة بفروض العطلة. والطفل الذي لم تعطه المدرسة فروضاً صيفية، على الأهل أن يقوموا بمراجعة برنامجه الدراسي السابق.
- النشاط البدني أو الفيزيولوجي من الرياضة على أنواعها.
- النشاط الفني الذي يشمل الرسم، التلوين، مشاهدة التلفاز، الألعاب الإلكترونية شرط تحديد فترة معينة لا تتجاوز عشر دقائق للأطفال من عمر الـ3 سنوات، ونصف ساعة للأطفال من 6 إلى 8 سنوات، و45 دقيقة لابن الـ12 عاماً في اليوم خلال الصيف، فالألعاب الإلكترونية تفيد الطفل وتوسّع من خياله.

عدم قيام الطفل بأي نشاط خلال الصيف ومكوثه في المنزل، سيشعره بأنه مختلف عن الأطفال الآخرين الذين يمارسون هذه النشاطات، وبنقص في الاهتمام من قِبل والديه، وسيشعر بالملل وهي مشكلة كبيرة تؤدي إلى أن يصبح طفلاً عدوانياً ويدفعه للاتجاه إلى سلوكيات سيئة لتمضية الوقت.
واجب الأهل تأمين الراحة النفسية والجسدية والاهتمام بطفلهم، وهذا المزيج لا يمكن تأمينه بدون نشاطات. لذلك، على الأهل ألّا يوفّروا النشاطات لطفلهم فقط، بل أن يشاركوه إياها. فمهما كان ظرف الأهالي، فلا بدّ من إيجاد وقت ونشاطات مجانية يمكن أن يقوموا بها مع أطفالهم، وأبسطها أن تشرك الأم أطفالها لمساعدتها في الطبخ في المطبخ، أو التلوين معاً أو مشاركة الأب في أعمال الحديقة أو ريّ المزروعات.

يجب تكليف الطفل بمسؤوليات معينة كلّ حسب عمره، فهذا يعطيه سعادة ويملأ من وقته ويقلّل من اعتماده عليك ويعزز استقلاليته، إلى جانب تعويده على النشاطات الفردية وتمديد وقتها بشكل تدريجي.

يُعدّ السفر نشاطاً صيفياً مفيداً من الناحية الثقافية والترفيهية والتربوية والاجتماعية، لكن يتطلب أن يحضّر الأهل طفلهم لهذا النشاط، للتمهيد لما سيرى والتجربة التي سيعيشها لتسهيل تأقلمه فيها، فالسفر تجربة جديدة ومختلفة للطفل. حينها، طفل بعمر 3 أو 4 سنوات، سيفهم معنى الرحلة التي سيخوضها. ويُنصح في حال السفر، أن يقوم أيضاً الأهالي مع أطفالهم بنشاطات هادئة خلال الرحلة في الطائرة، مثل ألعاب سودوكو والثعبان والسلّم وغيرها.

وأي نوع من أنواع السفر، سواء كان بحرياً أو جبلياً أو ثقافياً أو مغامرة برّية، فهو أمر مفيد للطفل ويعزز روح الاستكشاف لديك ويتعلّم منه الكثير، حتى إنّه يرى والديه خلال الرحلة طول الوقت معاً ما يريحه نفسياً. لكن أهم ما في أي رحلة عائلية، أن تكون منظمة، منذ لحظة وصولها إلى الفندق، حتى مغادرته.
 


أفكار لقضاء عطلة صيفية مثمرة لطفلك!

- تعليمه مهارات، مثل التنظيف أو غسل الملابس أو كتابة الشيك أو الأعمال المنزلية أو حتى القيادة، اعتماداً على اهتماماته.

- التطوّع في المجتمع، وهو طريقة رائعة لخدمة المجتمع، مثل قضاء الوقت في دار المسنين أو التطوّع في مكتبة أو توزيع الطعام على الفقراء، يختبر من خلالها الطفل أبعاداً متعددة للحياة.

- تعلّم لغة جديدة، وهي من مهارات الاتصال المهمة للغاية في عصرنا. يمكن للطفل أن ينضم إلى الفصول المنظمة أو التعلم الإلكتروني أو مشاهدة مقاطع الفيديو والدراسة الذاتية.

- التوازن بين الأنشطة الداخلية والخارجية، مثلاً إقران لعب الشطرنج كنشاط فكري بلعب كرة السلة.

- تشجيع طفلك على تعليم أطفال أصغر سناً، إن كان ماهراً في موضوع معيّن.

- القيام بجولات ورحلات ترفيهية.
 
- قراءة الروايات والكتب.
 
- كتابة اليوميات.
 
- مراقبة النجوم ليلاً في الخارج.
 
 


كيف تجدول الأنشطة اليومية لطفلك؟

عند صياغة روتين صيفي، ابدأ بالتفكير في نقاط قوة طفلك واحتياجاته واهتماماته. وأشرك طفلك في تطوير روتينه الصيفي، واسأله عن الأهداف التي يودّ العمل عليها. وتشمل هذه الأنشطة مهام النظافة اليومية، مواعيد الوجبات المقررة بانتظام، الواجبات المنزلية، التعلُّم، تخصيص وقت في الهواء الطلق، ووقت للعائلة والاسترخاء.

وعند تنظيم اليوم، قم بجدولة الأنشطة المفضلة بعد الأنشطة غير المفضلة. مثلاً، إن كان طفلك يستمتع بالقراءة، فحدد موعداً للقراءة بعد القيام بنشاط غير مفضَّل، مثل تنظيف غرفته. ولا تقدّم المكافآت إلا عندما يكمل طفلك الأنشطة غير المفضّلة، وغالباً ما يُستخدم وقت الألعاب الإلكترونية كمكافأة. كذلك عليك الحفاظ على أوقات استيقاظ وأوقات نوم ثابتة لطفلك لتعزيز روتين نوم منتظم، فيما يتوقع الأطفال أن يتمكنوا من النوم أو البقاء مستيقظين لوقت متأخر خلال فصل الصيف.
أمّا لناحية التخطيط المنظَّم، فحدّد لطفلك أنشطة بجداول زمنية محددة على مدار اليوم، على شكل صور مرئيّة.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium