وفق دراسة حديثة، إن نظاماً غذائيّاً غنيّ بالمكسّرات وزيت الزيتون والبقوليّات يساعد الأشخاص الذين يعانون من سرطان الجلد على محاربة مرضهم، والسبب أن تلك المأكولات تحفّز وتقوّي معدّل الاستجابة المناعيّة.
إذا كان نظام البحر المتوسط الغذائيّ، الذي يعتمد على زيت الزيتون والمكسّرات والبقوليات والفواكه والخضراوات والأسماك، مفيداً جداً للصحة، ويسمح في الوقت نفسه بالوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وإطالة أمد الحياة، فقد تكون له فوائد صحيّة أخرى على المرضى المصابين بالورم الميلانيني، وهو أخطر أنواع سرطان الجلد، وفق ما نشر موقع Topsante.
في اكتشاف علميّ جديد مثير لمحبّي النظام الغذائي المتوسطي، تظهر دراسة حديثة أنّ حمية البحر الأبيض المتوسط تحسّن معدلات الاستجابة للعلاج المناعي، وتساعد على البقاء على قيد الحياة من دون تقدم سرطان الجلد في المراحل المتقدّمة.
وحسب الباحثين في المركز الطبي الجامعي "جرونينجن" في هولندا أن نظام البحر المتوسط يقوّي ويزيد من فاعلية العلاج المناعيّ عند المرضى المصابين بالورم الميلانيني، الذي شهد زيادة في معدّل الإصابة به بين 2010 و2018. في فرنسا، هناك نحو 15500 إصابة بالورم الميلانيني في العام 2018، مع ارتفاعٍ بنسبة 4% سنوياً عند الرجال منذ العام 1990، و2.7% عند النساء في الفترة نفسها.
تابعت الدراسة النظام الغذائيّ لـ91 مريضاً مصاباً بالورم الميلانيني، ويخضعون لعلاج مناعيّ بوساطة أدوية تُسمّى ICI، فأظهر المرضى الذين كانوا يخضعون للعلاج ولنظام البحر المتوسّط تحسّناً واستجابة مناعيّة أفضل، بالإضافة إلى أنّهم كانوا محصّنين أكثر من عدم تفاقم حالتهم بعد سنة.
وفي هذا الصدد، تؤكّد اختصاصية التغذية والمؤلّفة الرئيسية للدراسة لورا بولت أن "دراستنا تدعم وتركّز على أهمية الاستراتيجيات الغذائية في تحسين نتائج المرضى ومتابعتهم".
وبحسب الدراسة الجديدة، التي نشرتها منظمة "أمراض الجهاز الهضمي الأوروبية المتحدة"، يرتبط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين أدوية العلاج المناعي المسمّاة مثبطات نقاط التفتيش المناعية (ICIs)، التي حققت نجاحاً كبيراً في علاج سرطان الجلد.
اللحوم الحمراء تزيد من مخاطر الآثار الجانبية
تناول الحبوب الكاملة والبقوليات يقلّل ويخفّف من احتمال المعاناة من الآثار الجانبية للأدوية المناعيّة مثل التهاب القولون. في المقابل، الأشخاص الذين استهلكوا كثيراً من اللحوم الحمراء والمصنّعة عانوا أكثر من الآثار الجانبية.
وبالتالي، ترى بولت أن "العلاقة بين الاستجابة المناعية والنظام الغذائي والميكروبيوم يفتح آفاقاً واسعة ومستقبلاً واعداً لتحسين تجاوب المريض مع العلاج. لذلك، يُمكن توسيع الأبحاث على أنواع أخرى من السرطانات، ومنها سرطانات الجهاز الهضمي".
وتشير إلى أنّ النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط غنيّ بالعناصر الغذائية مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، والألياف والبوليفينول المعروفة بخصائصها المعدّلة للمناعة.
ما هي النصبحة لاتباع حمية البحر المتوسط؟
المسألة بسيطة. يجب تناول المزيد من السمك، الفواكه، والخضراوات في كلّ وجبة. وفي المطبخ، ينصح باستبدال زيت دوار الشمس أو الزبدة بزيت الزيتون، بالإضافة إلى تناول سناك أو وجبة خفيفة من المكسّرات والفواكه.