في العقود الأخيرة، شهدنا تطوّراً كبيراً في مجال علاج السّمنة، وأصبحت الأدوية المخصصة للتنحيف فعالة، وتؤدّي دوراً مهمّاً في هذا السياق. لكن تقدير المستفيدين من هذه العلاجات، والمدة المطلوبة لذلك، يعود إلى الأطباء. هذه الاستراتيجيات الجديدة كشف عنها موقع "زو وول ستيرت جورنال"، وناقش قضايا السمنة والتنحيف.
ليز مكابيز لم تكن مرشحة نموذجية لدواء "Wegovy" الجديد والمخصص للتنحيف. إنها بصحة جيّدة ونشيطة، ومؤشر كتلة جسمها في الربيع الماضي لم يضعها في فئة البدانة. لكن لليز تاريخ في استخدام الحمية المتقلّبة.
استعانت مكابيز بعيادة "Transition Medical Weight Loss"، فاقترح عليها جوزيف زوكي (مشرف سريريّ ومساعد طبيب) أن تجرّب "Wegovy" كجزء من برنامج يتضمّن توجيهاً تغذوياً ورياضيّاً.
المؤسسات الطبية بما في ذلك جمعيات السمنة تقوم بكتابة معايير جديدة للعلاج. هل ينبغي وصف الأدوية للمرضى الذين لم يحاولوا فقدان الوزن من قبل أو الذين لم يكن لديهم مشكلات صحيّة؟ كم يجب فقدان الوزن؟ ما هي أفضل طريقة للحفاظ على وزن منخفض؟
نصف البالغين تقريباً في الولايات المتحدة يستوفون الشروط التقنيّة لاستخدام "Wegovy" وفقاً لمعايير الدواء. ويشمل ذلك الأشخاص الذين يمتلكون مؤشر كتلة جسم أو مشكلة صحيّة مرتبطة بالوزن، مثل السكّري أو ارتفاع ضغط الدم. ومؤشر كتلة الجسم 25 هو مقياس الوزن الطبيعي.
أكد الدكتور جامي أرد، نائب رئيس جمعية السمنة، والباحث في السمنة ضمن كليّة طب جامعة "ويك فورست"، أنّه إن كان لدينا مؤشّر كتلة جسم تبلغ 32، وليست لدينا مشكلات صحيّة كبيرة، فلن نحتاج إلى دواء يمنحنا نسبة متوسطة تتراوح ما بين 15 في المئة إلى 20 في المئة من فقدان الوزن؟
الأدوية مثل "Ozempic" تقوم بمحاكاة هرمون الجهاز الهضميّ المشابه للجلوكاغون 1، المعروف بـGLP-1، الذي يرتبط وينشّط مستقبلات في أجزاء مختلفة من الجسم، ويمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على مرض السكّري والبدانة. وهي تعمل على تنشيط مناطق في الدماغ تنظّم الشهية، وتمنع الكبد من إنتاج السكّر بكميات كبيرة، وتبطّئ عملية تفريغ الطعام من المعدة إلى بقية الجهاز الهضمي، وتساعد البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين عند ارتفاع مستوى السكّر في الدم، وتقلّل من إفراز الجلوكاغون.
الوزن ومؤشر كتلة الجسم ليسا سوى مقاييس للصحة الجيدة. الباحثون يرغبون في العثور على مؤشرات أخرى مثل التحسينات في اللياقة البدنية أو علامات الالتهاب. ويرغبون أيضاً في دراسة كيفية فقدان الوزن من دون فقدان العضلات بكميات كبيرة، وكيفية الحفاظ على فقدان الوزن، وكيفية تأثير النظام الغذائي على فقدان الوزن والصحة لشخص يتناول هذه الأدوية.
سارة عبد العزيز فقدت أكثر من 31 كيلوغراماً منذ أكثر من عامين منذ بدء استخدامها "Wegovy". لقد استعادت الوزن بعد جراحة تصغير المعدة واستعمال دواء آخر، وهي لا تعرف ما هو وزنها المستهدف، وتعتمد على طبيبها لتوجيهها.
تمارس سارة تدريبات القوّة، وتأكل المزيد من البروتين لإعادة بناء العضلات التي فقدتها إلى جانب الدهون. عيادة الرعاية الأوليّة وطبّ السمنة، التي تزورها في نيدام Known well، تتبع تركيب الجسم للمساعدة على تحقيق التوازن الصحيح بين العضلات والدهون. طبيبة سارة عبد العزيز، والمديرة الطبية لشركة Known well، الدكتورة أنجيلا فيتش، قالت:"نريد أن نكون أقلّ وزناً، لا أخفّ وزناً".
أوصت الجمعية الطبية الأميركية في تموز بأن يأخذ الأطباء في اعتبارهم الدهون في الجسم، والوراثة، وعوامل أخرى، بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم لتشخيص البدانة. وقالت إن مؤشر كتلة الجسم لا يأخذ بالاعتبار الفروق في شكل وتكوين الجسم بين الجماعات العرقية والعمر والجنس، ولا ينبغي أن يستخدم كمعيار وحيد لرفض تعويض التأمين.
ما يقرب من نصف المرضى في عيادة "Transition Medical Weight Loss"، حيث يشغل جوزيف زوكي منصب مشرف سريريّ ومساعد طبيب، يتناولون أدوية لفقدان الوزن كجزء من برنامج يتضمن توجيهاً تغذوياً ورياضياً، وتحليلاً لتكوين الجسم أسبوعياً، واستشارة نفسية. وبحسب زوكي بعضهم فقدوا أكثر من نصف وزن أجسامهم باستخدام هذه الأدوية.