المنعطفات الحادة في حياة الشعوب، تفرض إعادة النظر في توجهاتها
في حياة كثير من شعوب الجنوب، يجرى التعامل وفقاً لقاعدة تغطية المشكلة بكارثة أكبر منها؛ بحيث تهون الأولى وتصبح في طي النسيان، وهكذا على التوالي، لا تخرج الشعوب من أزمة، حتى تسقط في أخرى أشد، ولا مؤشر في الأفق على قرب الخلاص، حتى يكاد الناس يألفون الواقع المأزوم. القرار المسلوبتلك شعوب مسلوبة القرار. اليد التي تحرّك خيوط الدمى في معظم الأحيان يد خارجية، ذراع الإمبراطورية، خاصة سياسات مؤسسات التمويل الدولية، التي تقود إلى تراكم الديون وتراجع الاقتصاد الإنتاجي، وتخلّف التنمية الاقتصادية والإنسانية. أحياناً... في جذور الأزمة، تردّ دراساتٌ أسبابَ الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية إلى انجراف العالم إلى الرأسمالية، وبالأخص "النيوليبرالية"، التي باتت تعرف بـ"الرأسمالية المتوحشة"؛ وهي تنبع من رؤية حملتها جهود فلاسفة الحداثة، وتنصّب الإنسان "إلهاً"، في سياق المعركة الفكرية مع الكنيسة الكاثوليكية. والاقتصاد الرأسمالي هو مظهر تلك الرؤية، ما جعله بوابة تعبر منها الأزمات، أو ضرباً من الاستعمار يزحف على حقوق الشعوب المستضعفة، يفكّكها ثم يعيد تركيبها بنعومة تارة وخشونة تارة أخرى... ولعل هذا ما يفسّر أزمات الاقتصاد العالمي المتتالية. يتناول المفكر الإيطالي ...