النهار

النهار

إيران وطلب "اتّحاد العرب" لمواجهة إسرائيل
روزانا بومنصف
روزانا بومنصف 03-10-2024 | 16:42

المصدر: النهار
إيران وطلب "اتّحاد العرب" لمواجهة إسرائيل
images_164122.jpg
A+   A-
لم يمرّ أسبوعان على قول الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من نيويورك "يجب ألا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى على يدَي إسرائيل"، و"لا يمكن أن يواجه "حزب الله " بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزوِّدها الإمدادات دول غربية وأوروبية والولايات المتحدة"، و"على الدول الإسلامية عقد اجتماع من أجل صياغة رد فعل على ما يحدث... وقبل حدوث أي شيء أكثر خطورةً"، حتى توالت تطورات كثيرة: اغتيال إسرائيل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ومواصلتها قصف لبنان على نحو يقارب تحول مناطق كثيرة فيه إلى غزة أخرى، فيما إيران "اضطرت" وفق التعبير الذي استخدمه بزشكيان في قطر إلى الرد على إسرائيل بمئتي صاروخ باليستي.

لقد كرر بزشكيان من قطر: "إذا لم نتّحد أمام هذا العدوان في غزة ولبنان اليوم، فسيأتي دور بقية الدول الإسلامية غدا". دول مجلس التعاون الخليجي كانت اجتمعت تزامنا وشددت على تطبيق القرار 1701 والتزام اتفاق الطائف. فدعم لبنان هو غير دعم "حزب الله"، كما أن دعم غزة والفلسطينيين كان ولا يزال لا يعكس ضرورة دعم حركة "حماس"، فيما كل من الحزب والحركة مسجلان على حساب محور الممانعة والدعم الإيراني لهما. يصعب تاليا ألا يوظف أي عمل جادّ لوقف الحرب في لبنان في خانة إنقاذ الحزب ككيان سياسي يعتبر الخارج كما غالبية اللبنانيين أنه خطف الدولة اللبنانية ويرهن الإفراج عنها بتثبيت المزيد من سيطرته والنفوذ الإيراني. 

وتفيد معطيات ديبلوماسية وسياسية أنه على رغم مأسوية ما يجري والإجرام الذي تمارسه إسرائيل، تكمن المفارقة في أنه في حال انتهاء العمليات الإسرائيلية إلى تمكين الدولة في لبنان من استعادة قدراتها بفعل إضعاف الحزب وهيكليته التنظيمية، وهو أمر يرى كثر احتمالاته ولو أن هناك من سيرميهم بتهمة الرهان على إسرائيل، فإن ذلك قد يؤدي إلى ترحيب، ولو ضمنا، من الدول العربية والغربية على حد سواء، على غير ما تطالب به إيران الدول الإسلامية، على رغم الاتفاقات والمصالحات التي جرت معها.

وفي هذا الإطار لا يمكن إلا الاستعانة بكل المحاولات التي جرت مع الرئيس النظام السوري بشار الأسد قبل الثورة السورية وبعدها، لعدم سقوط سوريا في يد إيران وتحت نفوذها. فيما هناك أسباب جوهرية لمخاوف إيران، ليس من إضعاف ورقتها في فلسطين المحتلة عبر إضعاف "حماس"، بل من إضعاف أهمّ ركيزة لها في المنطقة يشكلها الحزب. والواقع أنها إذا توجهت في المستقبل المنظور لفتح ملفها النووي مع الولايات المتحدة والدول الغربية وفق ما أعلنت أكثر من مرة بعد انتخاب بزشكيان، فقد تكون أضعفت جدا وأنهكت بانكشافها في أمرين رفضت عام 2015 حين توقيع الاتفاق النووي مقاربتهما، أي الصواريخ الباليستية وتهديد الدول العربية بنفوذها الإقليمي عبر امتداداتها المذهبية فيها كخط دفاع أولي عنها.

كتب محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام: "بعد لبنان يذهبون إلى دمشق، ثم إلى بغداد، بل وربما يهاجمون إيران. لذلك، يجب على حكومات سوريا والعراق وإيران اتخاذ قرار في أقرب وقت ممكن". فالصواريخ الباليستية التي استخدمت باتت معروفة القدرة، فيما النفوذ الإقليمي لإيران بات معرضا لتهديد حقيقي.

rosannabm @hotmail.com 
إعلان

الأكثر قراءة

10/3/2024 7:34:00 PM
مصر بدأت سياسة تنويع مصادر تسليحها منذ عام 2014، ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2023 كانت في قائمة أكبر 10 دول مستوردة للسلاح في العالم
9/30/2024 11:12:00 PM
الكاتب في "نيويورك تايمز" الحائز على 3 جوائز "بوليتزر" يبدي يقيناً بنظرية الاختراق البشري للنظام الايراني ولـ"حزب الله"، الأمر الذي سهّل عملية الانقضاض التي حصلت. ويرى أن طهران مرتبكة وتشهد انقساماً بشأن سيناريو الرد المحتمل.