النهار

النهار

في البر وبيروت وسائر "السماوات"!
نبيل بومنصف
نبيل بومنصف 03-10-2024 | 16:35

المصدر: النهار
في البر وبيروت وسائر "السماوات"!
342901Image1-1180x677_d_163454.jpg
A+   A-

هذه المرة "سيتميز" لبنان الذي ربط "حزب الله" مسار الحرب في جنوبه قسراً منذ سنة بحرب غزة بإثبات أهليته لتفجير سائر أنحاء وساحات الشرق الأوسط، حتى إنه سيتجاوز ما عجزت مذابح غزة عن إحداثه فتمددت حربها سنة والحبل على الجرار. في الاجتياحات الإسرائيلية الثلاثة الكبرى السابقة للبنان في أعوام 1978 و1982 و2006 وعلى رغم الحمى الإقليمية والدولية التي تسببت بها تلك الاجتياحات وحروبها، ظلت التداعيات دون مفاعيل التشظي المتفجر خارج حدود لبنان لأسباب استراتيجية تتصل بظروف كل من تلك الحقبات.

في "التوغل" الإسرائيلي الطالع غداة أسبوع اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، تتجمّع بسرعة خارقة معالم اتساع الزلزال الحربي على نطاقين لبناني وإقليمي ليست مسبوقة حتى لو تشابه الى حدود واسعة اجتياح 1982 مع الحرب المتدحرجة الآن. لعلها مبالغة ضخمة وغير واقعية أن نقارن حدث اغتيال السيد نصرالله بسابقة تاريخيّة أدت الى تفجير الحرب العالمية الأولى التي اندلعت عقب اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند!! ولكننا نستعير رمزية جسامة حدث الاغتيال أو بالأحرى إسقاط رمزيته على دلالات هائلة لتصفية إسرائيل رمز "وحدة الساحات" وانقضاضها على لبنان براً وتصعيداً لحرب تدميرية تمعن فيها في تقويض المناطق ودكّها في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع وتتمدد حتى بيروت، وذلك على وقع حرب إقليمية أوسع لم يعد جائزاً التساؤل هل ستنشب أم لا. 

والحال أنه في المرتين، منذ نيسان الماضي، اللتين تبادلت إيران وإسرائيل فيهما المبارزات الحربية وسط تحول "فضاءات" المشرق بأسره ساحات لميدان المواجهات من جنوب لبنان الى سوريا والعراق واليمن وإيران، لم تعد تبيح أمام الدول والناطقين بالديبلوماسية والتاريخ والإعلام، التحايل على الوصف والتسمية المخيفة كواقع من يهرب من تسمية مرض عضال ابتُلي به. فيما بدأت واقعات التلاحم المباشر على أرض الجنوب اللبناني بين الوحدات الإسرائيلية المتوغلة ومقاتلي "وحدة الرضوان" الهدف الرقم واحد لإسرائيل بعد اغتيال زعيم "حزب الله"، سوف تتصاعد بقوة غير مرتدة معالم عودة مشؤومة، ظن معظمنا كلبنانيين أنها ذهبت مع التاريخ، لـ"لبننة" الحروب والاضطرابات العابرة للمنطقة الى حدود استباحتها للمواجهة الشاملة هذه المرة. 

كانت سنة كاملة منذ السابع والثامن من تشرين الأول من العام الماضي كافية للعالم لكي يخمد تفجراً غير مسبوق في الصراع في غزة كما لمنع العبث الإقليمي والاسترهان في لبنان، ولكن الفشل والعجز والتواطؤ وكل المشتقات الأخرى أفضت الى ما صار الآن القنبلة الإقليمية التي تتفجر تباعاً. لذا تكتسب التطورات المتدحرجة في جنوب لبنان براً كما في تمادي التدمير المنهجي الذي يستبيح معه أعتى سلاح طيران في العالم المناطق اللبنانية كأنها ساحة رمي مفتوحة على مدى أربع وعشرين ساعة، ما يتجاوز خطورة إرجاع لبنان الى القرون الوسطى كما دأبت إسرائيل على التهديد به.

لن يكون "سكان" العديد من أنحاء المشرق هذه المرة في منأى عما بدأ، وها هي معالم امتلاء "سماوات" المنطقة بالطيرانات المتعددة الجنسية ومواجهات الصواريخ والمسيّرات المتلاحمة أبلغ دليل وإثبات على أن لبنان وحده "تمكن" من تعميم اللعنة الشاملة.. فانتظروا أسوأ الأسوأ الذي لم يحصل بعد!    

إعلان

الأكثر قراءة

10/3/2024 7:34:00 PM
مصر بدأت سياسة تنويع مصادر تسليحها منذ عام 2014، ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2023 كانت في قائمة أكبر 10 دول مستوردة للسلاح في العالم
9/30/2024 11:12:00 PM
الكاتب في "نيويورك تايمز" الحائز على 3 جوائز "بوليتزر" يبدي يقيناً بنظرية الاختراق البشري للنظام الايراني ولـ"حزب الله"، الأمر الذي سهّل عملية الانقضاض التي حصلت. ويرى أن طهران مرتبكة وتشهد انقساماً بشأن سيناريو الرد المحتمل.