إننا، في لبنان، أمام قوة فضائية تدميرية في مواجهة أفراد قياديين منضوين تحت راية حزب الله.
سعد نسيب عطاالله
لسنا اليوم بصدد انتقاد سياسة حزب الله واستراتيجيته،
ولسنا بصدد صب زيت الماضي على نار الحاضر،
ولسنا في سياق اختلافات المحاور التي تدور فيها جميع الأحزاب اللبنانية، بل إننا في خضم حرب وحشية جبانة تخوضها دول الاستعمار المعاصر تحت لواء الصهيونية القبيح، الذي يتمثل بدمية مشوهة، تحاول تلك الدول تصويرها شخصية فردية عنفوانية، تدعى "نتن ياهو"، لا تتعدى كونها مخلوقاً بشعاً مخضباً بالحقد والكراهية والعدمية التدميرية المطلقة.
إننا، في لبنان، أمام قوة فضائية تدميرية في مواجهة أفراد قياديين منضوين تحت راية حزب الله.
إننا امام مجرمين دوليين مستعدين لإبادة شعب بريء بكامله، بهدم منازلهم على رؤوس عائلاتهم المستضعفة بواسطة صواريخ ضخمة تحملها طائرات أميركية، من إنتاج مصانع الأسلحة الأميركية، تتوخى الكسب المادي على حساب أرواح الآمنين في العالم.
إننا امام عذابات وتشريد وتهجير إخوتنا في لبنان، "ذنبهم" أنهم ولدوا في بيوت أفراد من المذهب الشيعي الكريم، كما هو حال الذين هم من باقي الطوائف والمذاهب اللبنانية الأخرى، وأن معظمهم يتواجد في جنوب لبنان وشرقه، الأمر الذي عرضهم إلى عذابات تهجير متكررة على مدى العقود الثمانية الماضية، أي منذ عام 1948، عام النكبة الفلسطينية، بعد النشوء الفاجر للكيان الصهيوني المسخ.
إننا أمام أيام صعبة، حياتياً ووجودياً، على الأطفال والنساء والشيوخ العزل، الذين يصارعون الجوع وفقدان المأوى والدواء والأمن والأمان.
إنه يتوجب على باقي اللبنانيين دور واحد وموحد في تقديم وتوفير كل الرعاية والحضانة لهم، بعيداً عن الاستغلال وانتهاز ظروف قهرهم الداهم، التي تفرضها الآلة الصهيونية اللئيمة عليهم.
إننا اليوم امام امتحان الأخوة الصادقة، ومسلمات العيش المشترك، والبقاء المشترك، والمصير المشترك، مهما ارتفعت أصوات الغربان، وعلا نباح الشامتين الحاقدين المكروهين.
أهلا وسهلاً باهلنا في بيوتهم، وأهلا وسهلاً بعائلاتهم العزيزة المكرمة، القادمين من الجنوب والبقاع وبعلبك إلى بيوتنا المشرعة ابوابها لهم، وعلى ربوعنا التي هي أيضا ربوعهم، ولن يشوب حياتنا معهم أي كدر، أو تذمر، أو شكوى.
هكذا نوطد لحمتنا الوطنية في ما بيننا، نحن اللبنانيين، لإحياء لبنان الجديد المتجدد .