النهار

لسنا دروعاً بشرية
يشهد لبنان منذ 8 تشرين الاول (أكتوبر) 2023 موجة من الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل، على خلفية دعم غزة وفتح جبهة إسناد في الجنوب اللبناني
A+   A-
د. نادين الكحيل - استاذة جامعية - كاتبة وباحثة سياسية

يشهد لبنان منذ 8 تشرين الاول (أكتوبر) 2023 موجة من الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل، على خلفية دعم غزة وفتح جبهة إسناد في الجنوب اللبناني، والتي تطورت في شهر أيلول (سبتمبر) 2024 إلى مواجهات عنيفة واغتيالات لقيادات الصف الاول في محور المقاومة، والتي طالت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ولكن لم تقف الحرب عند ذلك، بل استمرت لتطهير جيوب المقاومة كافة حيثما وجدت.
فارتكبت المجازر بحق المدنيين وبينها تلك في منطقة النويري في قلب العاصمة بيروت المكتظة سكانياً، وهو تطور مخالف لكل الأعراف والقوانيين الدولية، تحت ذريعة استهداف مسؤول من حزب الله أو الفصائل الأخرى، بحيث تحول المدنيون إلى دروع تحتمي بها القيادات خوفاً من الاستهداف الإسرائيلي.
إن القانون الدولي الإنساني يعتبر حماية المدنيين أمراً أساسياً، حيث تحظر اتفاقيات جنيف لعام 1949 ونظام روما الأساسي استخدام الدروع البشرية وتخزين الأسلحة والمعدات والوحدات العسكرية المقاتلة في مناطق مأهولة بالمدنيين، كما يمنع البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف (المادة 7) منعاً كلياً استخدام الدروع البشرية وبخاصة الأسرى، كما أن الطرف المهاجم ملزم بموجب القانون الدولي الإنساني بالتمسك بمبادىء الاحتياط والتناسب وأخذ كل تدابير الاحتياط التي من شأنها تقليل عدد الضحايا المدنيين.
 وفي الختام، نقول لكم: "إن المدنيين ليسوا دروعاً بشرية، ولتفهموا بأن ايران لا تقاوم بل تقامر عليكم، لقد استخدمتكم كدروع لتمرير صفقتها النووية، استفيقوا وعودوا إلى الوطن لنحمي ما تبقى من لبنان".

اقرأ في النهار Premium