تناقلت كبرى المواقع الإخبارية خبر استشهاد يحيى السنوار الرجل الأول في حركة المقاومة الإسلامية حماس
صبري الرابحي - تونس
تناقلت كبرى المواقع الإخبارية خبر استشهاد يحيى السنوار الرجل الأول في حركة المقاومة الإسلامية حماس. هذا الخبر وبالرغم من عدم تأكيده من الحركة فتح أبواباً عدّة للنقاش حول مستقبل المقاومة ومجريات الصراع، بل جعل من غياب يحيى السنوار مفتاحاً لما بعد هذا الخبر من حيث وزن الرجل عسكرياً وسياسياً بعد توليه قيادة حماس مؤخراً.
الاغتيال أو الاشتباك:
منذ إذاعة الخبر عبر الجيش الإسرائيلي تم التأكيد على أن المسألة لا تعدو كونها اشتباكاً مع مجموعة مسلحة تحصنت داخل منزل في رفح جنوبي القطاع.
المصادر نفسها أكدت أن استشهاد السنوار كان حادثاً عرضياً في سياق الاشتباكات اليومية، بمعنى أن عملية استهداف الرجل الأول في حماس لم تكن لا نجاحاً مخابراتياً ولا حتى عسكرياً بقدر ما قادت الصدفة جيش الكيان إلى أكبر أعدائه.
إذن شاهد العالم بدلائل العدو نفسه أن السنوار كان في وضعية المقاتل العادي ولم يكن متحصناً بمآمن الزعماء أو حتى الأسرى كما يدّعي الكيان، وبذلك سقطت إحدى أكاذيبه داخل عدم توقعه بأن يكون الملثم المشتبك هو أكثر المطلوبين لديه.
حالة التخبط في الإدارة الإسرائيلية:
أحد أهم المؤشرات عن تأثير خبر اغتيال السنوار على الإدارة الإسرائيلية هو مسارعة يوآف غالانت وزير الدفاع إلى إعلان الخبر في سياقات تأكيده استباقاً لإعلان الخبر من قبل غريمه السياسي داخل الحكومة وحكومة الحرب رئيسها بنيامين نتنياهو.
حالة التخبط أيضاً ظهرت من خلال خطاب غالانت الذي يستهدف استمالة عائلات الأسرى لضمان تأييدهم له أمام نظيره نتنياهو المسؤول الأول عن الملف الذي كثيراً ما شكّل نقطة خلافية وقضية للمزايدة بين الطرفين في أكثر مراحل عدم الاستقرار التي تعيشها حكومة الاحتلال منذ أشهر.
وبالتالي نجح السنوار كخبر في أن يهزّ الحياة السياسية للكيان وجذبه إلى حيث يريد كما كان يفعل منذ تحريره وصولاً إلى هندسة عملية طوفان الأقصى.
السنوار: بطل السردية الإسرائيلية:
مثلما نجحت السردية الإسرائيلية في إظهار كل قيادات المقاومة في فلسطين وعلى رأسهم يحيى السنوار في ثوب القيادات الآمنة خلف خطوط الفصائل والأسرى، فإنها نجحت من حيث لا تعلم في تسليط الضوء على بطولة السنوار الزعيم العسكري والسياسي المشتبك والذي يتقاسم الميدان مع رجاله.
حتى الصور التي نشرها الكيان حول متعلقات يحيى السنوار لم تظهره سوى في مظهر المقاوم الملثم الذي ترك خلفه مسبحته وسلاحه ليتحول إلى زعيم ملهم لا يمكنه إلا أن يزيد المقاومة ثباتاً واستقراراً على خيار البندقية.
صور الكيان صححت نظرة العالم لقيادات المقاومة لتخلق في المخيال الشعبي تأكيداً إضافياً على بطولة السنوار التي سيخلفها أبطال كثر من بعده بل ونجحت في إجهاض آمال نتنياهو في افتكاك بطولة الحرب كما وعد وكما رسم لها من خطط وأهداف.
السنوار في كل المآلات افتكّ البطولة حياً ومازال يفعل إلى حين تأكيد مصيره الذي لن يتأخر أكثر.